لطالما أثارت مواقف الإتحاد الأوروبي المساندة للشعوب الرازحة تحت وطأة الأنظمة الدكتاتورية إعجاب القاصي والداني ، لاسيما فيما يتعلق بمواقف الإتحاد من نضال الشعبين الإيراني والسوري ضد نظامي الملالي والأسد ، وهذه المواقف بطبيعة الحال تعبر عن مستوى الرقي الإنساني لسياسة الإتحاد الأوروبي في التعامل مع ملفات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم .
إلا أننا صُعقنا بخبر تداولته بعض وسائل الإعلام يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيدة فدريكا موغريني المسؤولة عن السياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الاوربي إلى إيران ! نعم فدريكا ستزور إيران لتلتقي بحكامها الملالي الذين أذاقوا شعبهم الذل والهوان ، فدريكا ستجلس الى طاولة واحدة أمام هؤلاء القتلة الجزارين الملطخة أيديهم بدماء الشعب الإيراني وشعوب المنطقة .
لاندري ما إذا كان الخبر صحيحاً أم لا ، ولاندري إن كانت السيدة موغريني قد أصيبت بلوثة عقلية أم أنها تعي ما تقول وتفعل ، فهل أصيبت بالجنون لتُقدم على هذه الخطوة التي ستنسف كل تاريخها المهني وتسيء الى صورة الإتحاد الأوروبي أمام الرأي العام العالمي؟! ما الذي تفعلينه يا موغريني؟! هل تدري يداك أي إثم عظيم ستقترف؟!
يقول المثل (حدث العاقل بما لايعقل) ، ولاندري هل نحن العقلاء والسيدة موغريني مجنونة أم العكس صحيح! فهي من خلال عملها في الإتحاد الأوروبي ومن خلال ما تمتلكه من حنكة سياسية وحكمة في التعامل مع القضايا الدولية الشائكة من البديهي أنها على اطلاع تام بما يرتكبه نظام الملالي الحاكم في إيران من مجازر وانتهاكات وحشية بحق شعبه ، ولنفترض أن هذه المرأة قليلة الخبرة في السياسة ، ألا تتابع ما يُنشر في وسائل الإعلام الغربية عن جرائم الملالي والإعدامات المستمرة في الشوارع واعتقال مئات الآلاف من المعارضين لنظام الولي السفيه وزجهم في السجون الرهيبة وتعريضهم لشتى صنوف التعذيب واغتصاب الرجال والنساء؟!
إن العالم اليوم يخوض حرباً عالمية ضد الإرهاب ، وإيران الخاضعة لحكم الملالي باتت مصنعاً حقيقياً للإرهاب ودولة مصدّرة للجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة الى دول المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ، إيران الملالي أخطبوط يمد أذرعه في كل دول المنطقة ، يزرع ميليشياته ومجرميه وجواسيسه وعصاباته التخريبية في كل بقعة في المنطقة ، شغلت المنطقة بالحروب الأهلية والصراعات الطائفية ، بثت سمومها في محيطها ، أهذه هي الدولة التي ستزورينها يا موغريني؟!
إن زيارة موغريني لإيران ستعد مباركة لكل جرائم نظام الملالي سواء بحق الشعب الإيراني أم بحق شعوب المنطقة ، ليس ذلك فقط ، بل إنها ستشجع هذا النظام القمعي على التمادي في جرائمه ، وإذا كان يعدم عشرة أبرياء يومياً فقد يرفع العدد الى 100 بعد الزيارة ، وإذا كان يُفجر عشرة سيارات مفخخة في العراق يومياً فسيحرق العراق عن بكرة أبيه بعد الزيارة ، وإذا كانت هناك عشرون ميليشيا تسرح وتمرح في العراق وسوريا واليمن فستغدو عشرين ألف .
إنتبهي يا سيدة موغريني ، لاتلعبي بالنار ولاتهزأي بمصير الشعوب ولا تكوني سبباً في التشجيع على إبادة مئات الآلاف من البشر ، فزيارة وكر الذئاب ليست لعبة ، هؤلاء يا سيدتي تجار موت ودمار ، فهل يعقل أن تزوريهم بدلاً من أن تقفي في وجههم وتهاجميهم وتفضحيهم ؟!