کما توقع المراقبون والمحللون السياسيون بشأن إستغلال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للعراق کمنفذ له من أجل الالتفاف على العقوبات الامريکية والتقليل من تأثيراتها، فإن التقارير الخبرية الواردة من قنوات ومصادر مختلفة من أنه قد بدأ النظام الايراني يرکز بشكل كبير على العراق بهدف كسر الحظر والالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال علاقات تجارية واسعة، حيث يقوم بشكل كبير بتصدير سلعه ويقبض أثمانها بالعملة الإيرانية من داخل العراق. وبموجب تقارير إعلامية، فإنه ومع عودة العقوبات على إيران، أصبح العراق أكبر مقصد لصادرات إيران من بين جاراتها، وازدادت التجارة بين البلدين في الأشهر الأخيرة لكن من طرف واحد، حيث إن العراق ليس حتى بين المصدرين العشرين الأوائل إلى إيران. وبذلك فقد بدأ هذا النظام بتفعيل مخططه المشبوه الذي سيلحق الضرر کما هو منتظر بالشعب العراقي بالدرجة الاولى وبالحکومة العراقية التي يبدو إنها لاتملك حولا ولاقوة في مواجهة أخطبوط النفوذ الايراني.
الملفت للنظر بهذا الصدد هو إن تجار العملة الإيرانيون يقومون بالتجول في مختلف المدن العراقية ويشترون الدولار من محلات الصرافة العراقية بالريال الإيراني، وبذلك يجلبون الدولار إلى إيران بشكل غير رسمي، وذلك في ظل انهيار العملة الايرانية قيمتها أمام الدولار، وهو أمر أشبه مايکون بجعل الاقتصاد العراقي وسوق تداول العملات فيه بمثابة کبش فداء لما يواجهه النظام الايراني بسبب من الحصار.
الشخصيات والاحزاب والميليشيات العميلة للنظام الايراني، تسعى للإيحاء کذبا وزيفا بأن للعراق والشعب العراقي منافع ومکاسب من وراء تقوية العلاقات وتوثيقها مع النظام الايراني ولاسيما في الفترة الحالية غير العادية، وهي بذلك تقوم بالضحك على الذقون وتمارس کذبا قذرا وخداعا مفضوحا من أجل مصلحة هذا النظام الذي يعمل على التضحية بمستقبل أجيال الشعب الايراني نفسه من أجل مصالحه الخاصة، ولاشك بأن هذا الامر هو أيضا في غير صالح الشعب العراقي بالمرة بل وإنه يلحق به ضررا کما حدث مع ماجرى خلال العقوبات الدولية في عهد أوباما مع ملاحظة إن العقوبات الحالية أکثر جدية وأکبر دور وتأثيرا من أية عقوبات أخرى.
النظام الايراني الذي لايهتم لما يعانيه ويقاسيه الشعب الايراني بفعل مغامراته الهوجاء ونهجه المتطرف السقيم، يريد أن يجعل الشعب العراقي أيضا کبش فداء لطيشه وتهوره، يحاول أن يجد له من وراء کل ذلك من المأزق الکبير الذي وقع فيه خصوصا وإن أوضاعه الداخلية مضطربة الى أبعد حد وقد تنجم الاحتجاجات المتزايدة في سائر إيران عن إندلاع إنتفاضة کبرى قد تطيح بالنظام في أية لحظة ولاسيما وإن دور ونشاط وتأثير المقاومة الايرانية آخذ بالازدياد وبصورة ملفتة للنظر، ولهذا فإن الرهان عليه هو رهان خاسر لاجدوى من ورائه أبدا!