19 ديسمبر، 2024 2:18 ص

لاتتفائلوا أكثر مما ينبغي … ولا تتشائموا اكثر مما يجب

لاتتفائلوا أكثر مما ينبغي … ولا تتشائموا اكثر مما يجب

مهما كانت تحليلات الاخرين وتوقعات البعض متفائله او متشائمة … فإن سوق الانتخابات في العراق قد لا تبدو واضحه تماماً ٠
صحيح ان الكتل الكبيرة قد انشطرت وتشظت لاسباب معروفه للشارع العراقي … لكن الوجوه لا زالت هي الاعبه وبقوه في الساحة الانتخابيه … سواء قيل انها فاسده او تمت التغطيه عليها او السكوت عنها … كل القوائم تحولت الى قوائم اخرى وباسماء مختلفة … المصيبة الكبرى ان الجميع يطالب بمحاربة الفساد واقتلاع جذوره وتَعِدْ باعتماد نهج واضح يتجاوز الطائفية التي وصفها من كانوا روادها انها ( مقيته) لكن كل هذا الادعاء ليس مكتوب … اضف الى ذلك ان هذه القوائم لا تركز خطابها ودعاياتها الترويجيه وحملتها الدعائيه على برنامج واضح وانما كانت دعواتها ذات صبغه سياسيه …لكن دعونا نفتش عن المرشحين… فسنلاحظ عمليات الانتقال من قائمة لاخرى …واخرون شكلوا قوائم منفصله وادعوا انهم ضد الفساد وضد الطائفيه ( يعني الفاسدون ومن اوجدوا النهج الطائفي وعملوا به اصبحوا ضده؟؟) لكنهم وبنفس الوقت يناقضون انفسهم …لان المرشحين من لون واحد وطائفه واحده … ومتهمون بالفساد وبعضهم مصاب بدائه … وان قاموا بتطعيم قوائمهم ببعض الاسماء( كملح العمليه ) … لكن يا ترى هل يستطيع الجمهور في هذا الجو المشحون والمتشابك ان يغير تلك الوجوه؟؟ … وهل سيعاقب الجمهور تلك القوائم التي تَحَدَتْ رغبته وفرضت وجوه مشبوهة وفاسده هل يستطيع ؟؟
جميع القوائم بدات حملتها الانتخابيه قبل الوقت المحدد ب١٤/٤ لكنهم سبقوه وتركوا اهم القوانين دون اقرار مع ان بعضها قد تمت قرائته الاولى والثانيه … والديون المتراكمه على الدولة بلغت (١٢٦) مليار دولار حتى ان ميزانية الدولة لعام ٨ا٢٠ قائمه على القروض …في حين تُغْدَقْ اموال على الحملات الاعلانيه للانتخابات بصوره خرافيه هائله ( كيف نفسر ذلك ) ٠
المؤسف جداً الاساليب المعتمده لدى بعض المرشحين اضافة لشراء الاصوات باموال كبيره واقامة الولائم وفتح المضائف لا بل البعض ذهب الى الاستنجاد بالقبيله … طيب ما هي انجازاتكم وماذا قدمتم ماهو برنامجكم امور تحتاج الى دراسات موضوعية محايده توضح الوضع العراقي وما وصل اليه ومن خلال حملات الترويج الانتخابي والاساليب التي تعتمد ويصوغها المال الحرام والقبيله والفقر … ولا نريد التعمق بالاساليب الكاذبه والمبالغ بها احيانا البعض حرر سامراء دون ان تكون له علاقة بالعسكر واخرون تحولوا الى ( ابوجاسم لر ) وحتى اخونا العبادي فقد حرر العراق من داعش دون ان يذكر معه وزير الدفاع مثلا او القاده العسكرين الاشاوس … وبجانب اخر نراه يكثر من ذكر الفساد والرشاوى ويوعد بكشف الفاسدين لكنه لم يفعل شي سوى كلام في كلام ٠
نحن نعيش زمن التناقضات المريره زمن قلب الحقائق … لقد تمت صياغة ميثاق الشرف كمحاولة لاجراء الانتخابات دون اثارة الحساسيات والتسقيط وخاصة بين القوائم التي تنشط في بغداد والمحافظات الوسط والجنوبيه … وما يوكد افتقاد الميثاق الى صفة الالزام فقد اشتدت حملات التسقيط ورفع لافتات الخصوم …اما ما يتعلق ب ( المسائله والعداله) وبحسب تركيبتها وفق قاعدة المحاصصه الكل يخالف ويفسد لكن المشكله ان احد لا يستطيع ان يثير موضوع يتعلق بمكون معين له ممثل بالمسائله والعداله لانه سيواجه بالمقابل ولهذا فان ماساة المسائله والعداله هي المحاصصه …وهكذا فان المحاصصة والبعد الطائفي هم مستودع بؤرة الفساد … الذي ينتشر في جسد الدوله كالهشيم … ابتداءاً من مجلس النواب والرئاسات وانتهاءً بابسط وحدة اداريه ٠
هناك امور يمكن وصفها بالفاجعه … وهي مشكلة تعويض الشهداء وتقديم المعونات الطبية والمالية للجرحى … وحتى لا تتكرر ماساة اهل المقابر وما حل باهلهم ٠
اننا نطالب المرشحين الذين سيفوزون … عليهم ان يتبنوا حاجات الشعب ابتداءً بحل مشكلة البطاله والتركيز على الخدمات ويضعوا اهتماماتهم بمعانات الشعب وهمومه… المرشح الذي يطالب الناخبين بكثافة الحضور …وزيادة الوعي … ان يكون انتماؤهم وطني .. وان على الناخبين ان يفعلوا اي شي … وبالمقابل على المرشحين ان يكشفوا انجازاتهم وما قدموه في الانتخابات السابقه … وليست الوعود الذهبية الفارغة … ومستقبل الوهم الزاهر … فما عادت تغري المواطن البسيط احابيلهم وتخرصاتهم … ولذلك نتوقع ان لا تحدث اي تغيرات حقيقية في نتائج الانتخابات الحالية …فالقوائم التي ستفوز ستتوحد من جديد … وستعود الاصطفافات من جديد …بعد ان لعب المال الحرام وادى دوره في فرض بعض الوجوه … والمحافظه وتامين مواقع البعض … ولذلك فان للمال دور كبير ايضاً في تغير حتى القيم … فلا تتفائلوا اكثر مما ينبغي … ولا تتشائموا اكثر مما يجب … وعلينا ان نحسن اللعبه … فلا الصندوق الانتخابي وورقة الناخب ستحسم النتائج … وسنرى !!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات