18 ديسمبر، 2024 8:47 م

لاتتعجبوا.. ليس جديداً على حظائر الخنازير !

لاتتعجبوا.. ليس جديداً على حظائر الخنازير !

سأحتكر التعجب من محللين وسياسيين يتناطحون من على شاشات الفضائيات متهمين الانظمة العربية بالتخاذل والخذلان لتركهم الفلسطينيين لوحدهم في مآسيهم المتكررة ، متعجبين من مواقف انظمة العهر هذه ، الانظمة التي قال فيها الراحل مظفر النوّاب مالم يقله شاعر ولا مفوّه :
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى أما أنتم
لا تهتز لكم قصبة.
في تأريخ منظمة التحرير الفلسطينية التي قادها الراحل ياسر عرفات حتى يوم وفاته ، كانت كل مواجهاتها العسكرية سواء في مواجهة الانظمة أو الجيش الاسرائيلي ، تلوب وحيدة وتدفع الاثمان المكلفة بديلاً عن سياسات الانظمة أو بسبب خياراتها بين الصح والخطأ !
عام 1970 شهدت الاردن المواجهة الحاسمة للمنظمة مع الجيش الاردني والتي انتهت بخروج المنظمة الى لبنان محملة بالجرحى ورائحة الدم ، المواجهة التي جرت أمام انظار الجيش العراقي الذي كان يتفرج على هزيمتها ويتحرق لدعمها ولكن للسياسة رأي آخر في المذابح ، كان ذلك في ايلول الذي اطلق عليه ” ايلول الأسود ” !
عام 1976 اجتاح الجيش السوري لبنان بواجهة قوات الردع العربية التي كانت مهمتها انقاذ قوات الكتائب من هزيمة منكرة على يد المنظمة وقوات الحركة الوطنية اللبنانية ، وكان من مخرجاتها حصار مخيم تل الزعتر الفلسطيني الذي غنيناه ” وي هو ياتل الزعتر ” أو بكيناه حقيقة كما يقول نزار قباني ” بعض من الغناء بكاء ” وكان المتفرجون الانظمة نفسها وجيوشها المدججة والنتيجة مذبحة تشابه مذابح كل الحصارات في التأريخ البشري !
عام 1982 تركت منظمة التحرير الفلسطينية لوحدها في مواجهة جيش الدفاع الاسرائيلي الاقوى والاشرس في المنطقة ، وكانت حجة الانظمة الجبانة ، نحن من نختار مكان وزمان المعركة ، فكانت النتيجة هزيمة المنظمة بعد حصار ثلاثة اشهر لبيروت وسقوط أول عاصمة عربية بيد الاسرائيليين ، ليتبع ذلك مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في نفس مشهد التفرج من انظمة حظيرة الخنازير والتي بقرت فيها بطون الفلسطينيات في ابشع سقوط أخلاقي !
في ثمانينيات القرن المنصرم واجه اطفال فلسطين قوة وعنجهية جيش الدفاع الاسرائيلي ، بالحجارة من ارض فلسطين نفسها وسميت المواجهة بـ ” ثورة الحجارة ” ، وكان التفرج المخزي هو.. هو .. يكرر نفسه كقدر لعين ، فلا ساند لهذا الشعب الا البيانات الهزيلة !
في عام 2000 تكرر المشهد نفسه ..
والآن يتكرر ..وما بين هذه الحصارات اسماء وارقام لاتسعفني الذاكرة بحضورها هنا ..اتحدث عن الشعب الفلسطيني وليس عن أي من تنظيماته التي اودت به الى الكارثة التي تشبه مانراه اليوم أمام انظار انظمة ” اولاد …” ورعونة الشعارات الفارغة لمنافقي الجهاد المقدس !!
لاتحاربوا يا أولاد ” ” ولكن لاتديروا أقفيتكم لدموع أطفال الفجيعة !!