29 مايو، 2024 9:00 ص
Search
Close this search box.

لابُدَّ من الإضافة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اتصل بي صديق عزيز وقال
انه سيعهد الى كاتب عربي معروف بتأليف كتاب عن عمّه الراحل ، وعمّهُ من أصحاب النضال ضد الدكتاتورية البائدة ، وقد اضطرته ظروفه النضالية الى مغادرة العراق ، فعاش الغربة ، واصطلى بنيرانها حتى وافاه الأجل وهو بعيد عن الأهل والوطن …
انه لوفاءٌ من صديقنا لعمّه ، لابُدَّ ان يشكر عليه .
واللافت هنا ، أنَّ صديقنا اختار طريقةً لا تخلو من طرافة ، لتسهيل مهمة الكاتب الذي عهد اليه بالمهمة :
انه تصدى الى دعوة ثُلّةٍ من الشخصيات العراقية التي تربطها بالراحل علاقات قويّة وصلات عميقة وأواصر وروابط …
وهو يرغب في ان يتحدث كل واحد من المدعوين ، ولو لفترة وجيزة عن الراحل وسيرته ومواقفه ، ولاشك أنَّ مجموع تلك الأحاديث سيُسهم في إثراء الكتاب المزمع إصدارُه، بالعديد من الآراء ، ويسلط الأضواء على كثير من القضايا والمواقف، التي لابُدَّ ان يكون بعضها غائباً عن الأذهان …
لقد استحسنتُ الفكرة ، ولكني بالرغم من ذلك اعتذرت عن المشاركة في الجلسة التي يُعدّ لها الصديق العزيز
والسؤال الآن :
لماذا ؟
قلتُ له :
ان رجلاً قُدّم الى أحد العلماء وقالوا عنه :
إنَّه يحفظ صحيح مسلم عن ظهر قلب
فقال :
زادت منه نسخةٌ في البلد ..!!
وكان هذا التعليق من العالِم ، منطوياً على أمر في غاية الأهمية،
انه يريد ان يقول :
ما الذي أضافه لنا حافظُ صحيحِ مسلم ؟
انه فقط ، استطاع ان يُكثّر النسخ الموجودة من صحيح مسلم،
فهناك مثلاً عشرات الآلاف من النسخ المطبوعة ومئات أو آلاف النسخ المخطوطة ، وجاءتنا الآن نسخة محفوظة …!!
انها لم تسهم باية إضافة  تُذكر ، وبالتالي فهي ليست بذات بال.
إنّ علاقتي بالراحل الذي يُراد الحديث عنه ، لاتنطوي على أخبار وأسرار، يمكن ان تشكّل إضافة حقيقية لما هو المعروف عنه في الأوساط العامة والخاصة ، ومن هنا فضلّتُ الاعتذار عن المشاركة .
وقلتُ لصديقي :
ان الراحل كلفنّي ان أجري عقد النكاح الشرعي لأحد أقربائه، وكان هذا عازماً على الاقتران بفتاة غريبة .
وفضلّت قبل العقد أن أحدّثها عن الاسلام، وأقدّم لها صورة عن أصوله وأحكامه ، وقام الراحل مشكوراً بترجمة ما طرحناه الى الانكليزية ، فاقتنعت الفتاة ، وأسلمت على يدي، ثم اجريتُ عقد النكاح بَيْنَها وبين قريب الراحل المذكور .
وهذه مسألة لاترتبط بمواقفه النضالية وسيرته السياسيّة التي يبحث عنها الكاتب العربي المكلف بالكتابة عنه .
فالمهم ليس حضور الجلسة مع المدعوين، وانما المهم إغناؤها بما يصلح ان يكون مادة فريدة، متميزة في سيرة الراحل .
وفي تقديري :
ان اعتماد هذا المعيار في البحث، يجعله حافلاً بكل المقومّات المثيرة للتقدير ، ناهيك عن عنصر الكشف عما هو الجديد ….
ان الصراحة خير من المجاملة الاخوانية التي لاتنفع أحداً .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب