لا يمكن لأحد أن يجزم بما ستأول إليه الأمور في أوكرانيا، وسط تصاعد دخان الحرائق والتفجيرات، وتواصل المعارك في الشوارع، والساحات، بينما يتابع العالم مأساة عائلات الضحايا والنازحين، ويسمع عن التحركات الدبلوماسية بعيدا عن الأضواء.
فما هي التوقعات الأكثر واقعية للطريقة التي ستنتهي بها الحرب؟ وما هي السيناريوهات التي يراها السياسيون والعسكريون؟
من الصعب توقع المستقبل بدقة، ولكن هذه هي المآلات المحتملة أكثر:
يفترض في هذا السيناريو أن تصعّد روسيا عملياتها العسكرية. في هذه الحالة قد يزداد القصف العشوائي المدفعي والصاروخي في مختلف المناطق بأوكرانيا. ويرجح حينها أن تشن القوات الجوية الروسية، التي لم يكن لها دور كبير حتى الآن، غارات مدمرة، وأن تتعرض المؤسسات الأوكرانية الرئيسية إلى هجمات إلكترونية واسعة وأن قطع الاتصالات وموارد الطاقة، يقتل آلاف المدنيين. على الرغم من المقاومة الشرسة، يرجح أن تسقط كييف خلال أيام. تعزل الحكومة وتستبدل بحكومة موالية للنظام في موسكو. الرئيس زيلينسكي إما أن يغتال أو يهرب لتشكيل حكومة في المنفى. الرئيس بوتين يعلن النصر ويسحب بعض قواته، تاركاً ما يكفي منها للسيطرة على الأوضاع. آلاف اللاجئين يواصلون الهروب غرباً. وتنضم أوكرانيا إلى بيلاروسيا كدولة زبونة لموسكو.
هذا التصوّر ليس مستحيلاً، ولكنه مرتبط بعدد من العوامل، من بينها أن يتحسن أداء القوات الروسية، وأن تفتر عزيمة القتال والمقاومة المذهلة التي أظهرها الأوكرانيون. قد ينجح الرئيس بوتين في تغيير النظام في أوكرانيا بعد حملته العسكرية على جارته الغربية. ولكن أي حكومة موالية لروسيا ستكون هزيلة ومعرّضة للتمرّد الشعبي عليها. وسيؤدي هذا الوضع إلى حالة من عدم الاستقرار تنذر باحتمال تجدد النزاع مرة أخرى.
من المحتمل أن يتطور هذا النزاع إلى حرب طويلة الأمد. فقد تجد القوات الروسية نفسها غارقة في الوحل بسبب تحطم معنوياتها أو ضعف معداتها أو فشل قياداتها. وقد تستغرق القوات الروسية وقتاً أطول في السيطرة على المدن مثل كييف، التي يقاتل المدافعون عنها من شارع لشارع، فيؤدي ذلك إلى حصار طويل الأمد. ويعيد القتال إلى الأذهان الصراع الوحشي الطويل الذي خاضته روسيا في التسعينيات للسيطرة وتدمير غروزني عاصمة الشيشان.
وحتى إن تمكنت القوات الروسية من دخول المدن الأوكرانية، فإنها قد تجد صعوبة في إحكام السيطرة عليها. وقد لا تستطيع روسيا توفير العدد الكافي من القوات لفرض وجودها في بلاد بهذه الشاسعة. الدفاعات الأوكرانية تتحول إلى فرق تمرد فاعلة، مسلحة بالعزيمة ودعم السكان. يواصل الغرب إمداد الأوكرانيين بالأسلحة والذخيرة. وربما تتغير القيادة السياسية في موسكو بعد سنوات فتغادر القوات الروسية أوكرانيا، منهكة ومدحورة مثلما حدث لها في 1989 في أفغانستان بعد عشرية كاملة من القتال ضد المتمردين الإسلاميين.
هل هناك احتمال بأن تتمدد هذه الحرب إلى ما وراء الحدود الأوكرانية؟
قد يسعى الرئيس بوتين إلى استعادة أجزاء من الإمبراطورية الروسية السابقة، فيرسل قواته إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، مثل مولدوفا وجورجيا وهما ليستا في حلف الناتو. وقد يكون الأمر مجرد تصعيد وحسابات خاطئة. وقد يعلن الرئيس بوتين أن إمداد الغرب أوكرانيا بالأسلحة عدوان يتطلب الردّ. قد يهدد بإرسال قواته إلى دول البلطيق، التي هي في حلف الناتو، مثل لتوانيا، وفتح ممر أرضي إلى الجيب الروسي الخارجي الساحلي كالينينغراد. وسيكون هذا الأمر بالغ الخطورة وقد ينذر بحرب مع حلف الناتو.
وتنصّ المادة الخامسة ميثاق التكتل العسكري على أن أي اعتداء على عضو واحد في الحلف، هي اعتداء على جميع الأعضاء. ولكن الرئيس بوتين قد يجازف بذلك إذا رأى أنه السبيل الوحيد الذي يضمن له البقاء في السلطة. فإذا شعر بأنه يتجه نحو الهزيمة في أوكرانيا فإنه سيحاول التصعيد أكثر. ونعرف الآن أن الزعيم الروسي عازم على انتهاك الأعراف الدولية الثابتة. وينطبق ذلك على الأسلحة النووية. فقد وضع بوتين هذا الأسبوع قواته النووية في أعلى درجات الاستعداد. ويشكك أغلب المحللين في أن يعني هذا استعمالها المرجح أو الوشيك. ولكنه تذكير بأن العقيدة الروسية تسمح بالاستعمال التكتيكي للأسلحة النووية في ساحة المعركة.
على الرغم من كل هذا، هل هناك احتمال لحل دبلوماسي؟
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن “السلاح نطق الآن، ولكن لابد أن يبقى طريق الحوار مفتوحاً”. والحوار متواصل فعلاً، إذ تحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى الرئيس بوتين هاتفياً. يقول دبلوماسيون إن الغرب يواصل استشعار مواقف موسكو. كما أن المسؤولين الروس والأوكرانيين أحدثوا مفاجأة عندما التقوا لإجراء محادثات على الحدود مع بيلاروسيا. وإن كانت المحادثات لم تحقق أي تقدم، فإن بوتين على الأقل قبل باحتمال التفاوض على وقف إطلاق النار.
سقوط مدينة خيرسون بيد روسيا ولافروف يقول إن حرباً عالمية “لن تكون إلا نووية”
الرئيس الأوكراني زيلينسكي يحذر من “ستار حديدي جديد يعزل روسيا عن العالم المتحضر”
السؤال الأساسي المطروح هو إذا كان الغرب على استعداد لتقديم ما يسميه الدبلوماسيون “مخرجاً من الطريق السريع”. ويقول الدبلوماسيون إنه على بوتين أن يعي متطلبات رفع العقوبات الغربية من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ ماء الوجه.
فلنتخيل هذا السيناريو: الحرب تنقلب على روسيا. والعقوبات يزيد وقعها على موسكو. والمعارضة تتعزز مع وصول المزيد من جثمانين الضحايا إلى البلاد. والرئيس بوتين يتساءل ما إذا كان وضع نفسه في ورطة. ويرى أن مواصلة الحرب تحمل تهديداً لسلطته أكبر مما تحمله مذلة إنهائها. الصين تتدخل وتضغط على موسكو من أجل قبولها بتنازلات، مهددة بأنها لن تشتري الغاز والنفط من روسيا ما لم تخفف من حدة التوتر. وهذا يدفع بوتين إلى البحث عن مخرج.
في الوقت نفسه يشاهد المسؤولون الأوكرانيون التدمير المتواصل لبلادهم، ويقتنعون بأن التنازلات السياسية أفضل من الدمار وزهق الأرواح. فيتدخل الدبلوماسيون ويتوصلون إلى اتفاق. يقبل الأوكرانيون مثلاً بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، وعلى أجزاء من إقليم دونباس. وفي المقابل يقبل بوتين باستقلال أوكرانيا وتعميق روابطها بأوروبا. هذا لا يبدو مرجحاً، ولكن ليس من المستبعد أن يخرج مثل هذا الاتفاق من رحم الأنقاض التي تركها النزاع الدموي.
الإطاحة ببوتين
ولكن ماذا عن فلاديمير بوتين نفسه؟ صرح الرئيس الروسي عندما أطلق العملية العسكرية: “نحن مستعدون لأي نتيجة كانت”.
ولكن ماذا لو كانت النتيجة أن يفقد السلطة؟ يبدو الأمر بعيداً عن التصور. ولكن العالم تغير في الأيام الأخيرة، ومثل هذه الأمور يجري التفكير فيها فعلاً. فقد كتب البروفيسور السير لورنس فريدمن، أستاذ الدراسات الحربية في كينغز كوليدج في لندن: “تغير النظام محتمل اليوم في موسكو مثلما هو محتمل في كييف”.
لماذا يقول مثل هذا الكلام؟ ربما لأن بوتين يخوض حرباً كارثية. فآلاف الجنود الروس يموتون. ربما هناك مخاطر باندلاع ثورة شعبية. ويلجأ بوتين إلى قوات الأمن الداخلي لقمع هذه الثورة. ولكن الأمور قد تنفلت من يديه، فينقلب عليه عدد كاف من السياسيين والعسكريين والنخبة.
يقول الغرب إذا رحل بوتين وحل محله قائد معتدل فإن العقوبات ستخفف عن روسيا وتعود العلاقات الدبلوماسية إلى طبيعتها مع موسكو. وقد يحدث انقلاب عسكري دموي فيترك بويتن السلطة. ولا يبدو هذا الأمر أيضاً مرجحاً الآن. ولكنه ليس مستبعداً إذا شعر الأشخاص المستفيدون من بوتين بأنه لم يعد قادراً على حماية مصالحهم.
السيناريوهات المطروحة لا تتناقض مع بعضها، ويمكن أن تتقاطع وتؤدي إلى نتيجة مختلفة. ولكن مهما كانت الطريقة التي تنتهي بها هذه الحرب فإن العالم تغير بعدها، ولن يعود إلى ما كان عليه من قبل. فعلاقة روسيا بالخارج ستكون مختلفة. وسيكون تعامل الأوروبيين مع القضايا الأمنية مختلفاً. فقد اكتشف النظام الدولي المبني على القوانين حقيقة الوظيفة التي أنشيء من أجلها في بادىء الأمر.
يبدو أن وعود الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالانخراط في عملية عسكرية “سريعة” لن تتحقق في أي وقت قريب، ولا تسير وفقا لمخططات موسكو، بحسب ما ذكره محللون وخبراء في الاستراتيجيات العسكرية لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويشير الخبراء إلى أن أداء الجيش الروسي حتى الآن نبه بوتين لما يمكن تنفيذه بالفعل في أوكرانيا. ويقول مايكل كلارك، المدير السابق لمعهد “Royal United Services Institute”، وهو مركز أبحاث مقره في لندن: “في كل يوم لا يخسر فيه الأوكرانيون، يفوزون سياسيا”، مضيفا أن بوتين يواجه “كلفة سياسية .. تزداد يوما بعد يوم”.
ورغم أن توقع مخرجات هذه الحرب لا يزال في هذه النقطة “أقرب إلى المستحيل”، وفقا للصحيفة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن خمسة عوامل أساسية من شأنها أن تغير من مجريات الأحداث جذريا.
التنسيق الروسي – لم تقم روسيا بضم عدد كبير من القوات لغزو أي دولة/ منذ الاجتياح السوفييتي لأفغانستان عام 1979. وعبر الخبراء للصحيفة عن صدمتهم من سوء أداء القوات الروسية في الأيام الأولى من اجتياحها أوكرانيا، إذ كانوا يتوقعون أن جيشها قد تطور خلال أكثر من عقد وأنه كان من الممكن أن يمحو المقاومة الأوكرانية في المرحلة الأولى من الاجتياح.
ويقول كلارك: “صدمنا برؤيتنا أوجه الشبه بين الجيش الروسي الحديث والجيش الأحمر القديم، لا يوجد تدريب كاف ولا قيادة جيدة ولوجستيات ضعيفة، والذي قد يرجح إما فشلا ذريعا في التخطيط أو سوء تقدير للعدو”.
ويضيف كلارك للصحيفة أن روسيا قامت بتحديث قواتها الجوية والبحرية والنووية بشكل جزئي أو كلي، لكن الجيش يبدو وكأنه غير قادر على تخطي نقاط ضعفه السابقة.
ويقول ريتشارد شيريف، وهو نائب سابق لقائد قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو”: “الروس سيتعلمون .. بالأسلوب الشاق، من خلال تعرضهم للقتل، (سيدركون) أنهم يجب عليهم التنسيق فيما بينهم”، في إشارة إلى تنظيم العمليات المختلفة.
ومن الممكن أن تكون موسكو قد قامت عن عمد بخفض عدد قواتها في بداية الحرب، وأنها توقعت مقاومة أقل مما شهدته، وقد تستخدم هذا التكتيك ذاته من أجل إرهاق المقاومة.
ويرجح بعض الخبراء العسكريين أن تقوم روسيا باستخدام قوة أكبر لتتعمق في الداخل الأوكراني ومن الممكن أن تحاصر مدنا أو توظف الأسلحة الثقيلة ضدها.
لكن ذلك “سيستدعي إطلاق بوتين لعنانه وأن يصبح عدوانيا بشكل كبير سواء في القصف العشوائي والمدفعي للمناطق السكنية وتسطيح المدن الأوكرانية، وهذا ستترتب عليه خسائر بشرية مروعة”، يقول شيريف.
استفادت القوات الأوكرانية إلى الآن وبأقصى حد من أصولها العسكرية في مواجهة خصم أكبر وأكثر تقدما. القوات الأوكرانية-
ويقول شيريف إن التقدم البطيء لروسيا هو “أولا وقبل كل شيء شهادة على شجاعة ومثابرة الجيش الأوكراني والمتطوعين الذين يقاتلون بشكل رائع، بشكل لا يصدق”. مضيفا أن الروح المعنوية تعد عاملا كبيرا في الحروب.
ويرى المحللون العسكريون في حديثهم لـ “وول ستريت جورنال” أنه كلما طال أمد الصمود العسكري الرسمي الأوكراني، زادت متاعب بوتين.
ويقول معظم المحللين إن الجيش الأوكراني سينهار عاجلا أم آجلا، فهو يقاتل بكل ما لديه من قوة بلا راحة، بينما يمكن لروسيا أن تعزز خطوطها الأمامية بقوات جديدة.
ويسود الافتراض أن موسكو ستسعى إلى تنصيب حكومة مطيعة في كييف، وتركها لتدير غرب البلاد، مع ضم جزء كبير من البلاد شرق نهر دنيبرو.
أحد الاحتمالات التي تطرحها الصحيفة بعد ذلك يشير إلى أن الجيش الأوكراني الرسمي سوف يتلاشى وتبدأ حركات تمرد بالظهور. وقال محللون إنهم توقعوا أن تدعم الدول الغربية مثل هذا التمرد، مثلما دعمت الولايات المتحدة مقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات.
ويؤكد محللون أنه إذا تجسد تمرد قوي، فقد تحتاج روسيا إلى تكريس مزيد من القوات لمحاربته.
وترجح تقديرات الخبراء أن يصل عدد القوات التي ستحتاجها موسكو للسيطرة على أوكرانيا المتمردة إلى 500 ألف، ويضيف شيريف “بوتين ليس لديه ذلك”، مرجحا أن يعود سيناريو الوضع السوفيتي الأفغاني إلى الواجهة.
الرد الغربي – على الرغم من أن الغرب يحاول تجنب مواجهة مباشرة مع روسيا، وعوضا عن ذلك يوفر الدعم العسكري لأوكرانيا لتتمكن من الدفاع عن نفسها، إلا أن محللين قالوا للصحيفة إن موسكو قد تقترب من حدود بولندا، العضو في الناتو، لمنع تدفق الأسلحة من الغرب، وهنا قد تشهد الحرب تصعيدا ملحوظا.
وإلى الآن قامت كثير من الدول، على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بفرض عقوبات شديدة طالت القطاع المصرفي الروسي وسط مخاوف من أن تصل قطاع الطاقة وأن ترد موسكو بقطع إمدادات الغاز لأوروبا.
ويستبعد المحللون أن يحدث تغيير في الموقف الغربي، حتى لو تولت حكومة قد تعينها روسيا السلطة في أوكرانيا، حيث قد تقوم برفع بعض العقوبات بشكل تدريجي، باستثناء المتعلقة بارتكاب جرائم حرب.
ردود الأفعال داخل روسيا – بالتأكيد بدأ الشعب الروسي بملاحظة التأثير الاقتصادي الذي خلفته العقوبات المفروضة على بلادهم، لكن ما إن كان ذلك سيغير رأيهم تجاه بوتين يظل مكانا للتساؤل، فحتى لو عارضوا من المستبعد أن يأخذ المسؤولون في موسكو برأيهم، حيث بدأت روسيا أصلا حملات لإسكات المعارضين للحرب على أوكرانيا، وفقا للصحيفة الأميركية.
وتضيف أن الشعب الروسي حتى ولو عارض الوضع الاقتصادي، فإنه سيلقي باللوم على الغرب، وليس بالضرورة على رئيسه.
وتشير إلى أن التحديات الاقتصادية البادية ستقلل من أساسات بوتين لتولي الرئاسة، بالأخص مع ادعاءاته بأنه أعاد الاستقرار لدولة عاشت في فوضى في التسعينيات في ظل رئاسة بوريس يلتسين.
إضافة لذلك، تقول الصحيفة إن الانخراط في حرب طويلة سيكلف روسيا العديد من أرواح جنودها، وهو أمر أثار حفيظة بعض الجماعات المحافظة في الأوساط الروسية، حتى تلك التي يحظى بوتين عادة بتأييدها.
ويقول لورينس فريدمان، بروفيسور الدراسات الحربية في جامعة “كينغز كوليدج” بلندن إن “بوتين ليس أمامه وقت لا متناه لحل هذا” الوضع، مضيفا “مع الصعوبات الاقتصادية التي بدت آثارها تنجلي، لا يمكنه أن يسمح باستمرار الوضع لأسابيع أو لأشهر، وهذا ما قد يتطلبه من الوقت شن حصار أو على الأقل عمل الحركات التمردية، لذا فإن الوقت يعد مشكلة كبيرة أمامه”.
رغم أن كييف وموسكو بدأتا عقد محادثات للسلام، إلا أن العديد من المراقبين غير متفائلين بالحصول على أي نتائج سريعة. فأي حل للسلم سيعني أنه يجب على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن يخسر أمام بوتين، وذلك لأن الأخير وصف نظام حكمه بـ “النازية الجديدة”، لكن الصحيفة تشير إلى أن أي حكومة تعينها روسيا، لن تحظى باعتراف بالشرعية، سواء داخل أوكرانيا أم خارجها.
ويقول المحللون للصحيفة إن المحادثات الأوكرانية الروسية تدور حول هدفين تسعى موسكو إلى تحقيقهما: الحيادية الأوكرانية والأراضي الأوكرانية.
ويشيرون إلى أن روسيا قد تعمد إلى الحصول على موافقة أوكرانيا على وضعٍ يشبه ما فعلته عام 2014 بضم إقليم القرم، وقد تسعى إلى الاستيلاء على المناطق شرقي نهر دنيبرو.
وتقول أنجيلا ستينت، المتخصصة في الأبحاث الروسية بجامعة جورج تاون لـ “وول ستريت جورنال” إنه من الممكن أن تحاول روسيا “تقسيم أوكرانيا لأجزاء، في حين قد تترك أوكرانيا الغربية وشأنها”، لكنها تستبعد حصول ذلك لأنه بالتالي ستظل الحكومة القائمة في كييف والتي “أعلن بوتين سابقا أنها غير شرعية”.
ويرجح المراقبون للصحيفة أن تقوم روسيا باعتماد دستور لأوكرانيا يمنح استقلالا واسعا لشرقي البلاد وفيتو روسيا على قرارات الحكومة الأوكرانية.
ويضرب كلارك مثالا على وضع قد تسمح به موسكو، ما حصل عندما انسحب السوفييت من النمسا عام 1955، مقابل ضمان دستوري بالحياد، وهو أمر لا يزال قائما إلى اليوم.
لكن آخرين يستبعدون أن يحصل ذلك، خاصة وأن المقاومة لن ترضى بسهولة للرضوخ أمام موسكو بعد استخدامها الحل العسكري.
ويقول فريدمان: “لا أتوقع من أوكرانيا وبعد كل ما حصل أن تقبل أن تصبح بلا حيلة”، ويضيف “يمكنهم أن يمنحوا ضمانات تخص القوات الأجنبية والصواريخ (لكن) لو كنتُ أوكرانيا لا أتوقع أني كنت سأقبل بذلك خيارا لمنعي من الانضمام للناتو”.
أوضح القائد العام السابق للقوات البرية الروسية، الجنرال فلاديمير تشيركين، أن نزع سلاح الجيش الأوكراني قد اكتمل بنسبة 70-80٪، فيما كشف عن الوقت الذي كان متوقعاً أن تنتهي فيه الحرب في أوكرانيا، وأسباب عدم اقدام القوات الروسية على اقتحام كييف حتى الآن، بالأضافة إلى توضيح العديد من الأمور الهامة حول الحرب في أوكرانيا وذلك خلال حوار مع صحيفة ” كومسومولسكايا برافدا” الروسية.
في بداية الحوار، أكد الجنرال فلاديمير تشيركين موافقته ودعمه للحرب في أوكرانيا، وقيم هذه الحرب بشكل عام قائلاً “الوضع لا بأس به. فقد بدأنا فجأة الأمر الذي منحنا ميزة كبيرة في المرحلة الأولى. لكن ، لسوء الحظ ، هناك مؤشرات على أننا لم نقم بتقييم العدو بشكل كامل، وربما بالغنا في تقدير قدراتنا إلى حد ما. ولكن بعد ذلك تحسن الوضع. وسارت العملية حسب الخطة”.
ورفض الجنرال تشيركين الإجابة على سؤال “كيف قللت روسيا من شأن العدو (الجيش الأوكراني)”، قائلاً “ليس لي أن أخبركم ، ولكن في السنوات الثماني الماضية ، حكم النظام النازي أوكرانيا. يتم تلقين السكان بقوة بواسطة أيديولوجية فاشية جديدة. لقد نشأ جيل كامل يكره روسيا. كنا نأمل أن تتم العملية كما حدث في شبه جزيرة القرم، وأن نتلقى الورود في كل مكان، ولكن هذا لم يتحقق”.
وأكد تشيركين أن قوات الصف الأول هي التي تخوض الحرب في أوكرانيا حتى الآن، فيما لم تتدخل قوات الصف الثاني وقوات الإحتياط الإستراتيجية حتى الآن، موضحاً أنه من الأفضل أن تتوقف القوات الروسية عن أخذ زمام المبادرة، وتوقف دفع القوات نحو المدن، لأن أي مدينة هي عبارة عن منطقة محصنة جاهزة لحرب العاصابات، وفيها الكثير من الأنفاق والممرات تحت الأرض، وبالتالي اقتحامها سيكون صعباً، واستشهد بالعاصمة الشيشانية جروزني كدليل على وجهة نظره هذه.
وأوضح الجنرال أن المهمة الأولى للجيش الروسي في أوكرانيا هي نزع السلاح من أوكرانيا – لقد اكتملت، على ما أعتقد، بنسبة 70%-80%. عليك أن تنهي كل شيء. أما في المدن، بالطبع ، بقيت المعدات الثقيلة والمدفعية، وحلف الناتو أمد الجيش الأوكراني بالكثير من قاذفات القنابل اليدوية. لكننا سنتعامل مع المدن لاحقًا. أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يتم بها تحديد المهمة في خطط العملية في أوكرانيا”.
وحول قلة القوات الروسية مقارنة مع حجم أوكرانيا والسيطرة عليها، قال تشيركين “نحن نفهم أن أوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا بعد روسيا من حيث المساحة. وكان لدينا في أوكرانيا كلاً من منطقة كييف العسكرية، وأوديسا، وكاربات، وأسطول البحر الأسود، في كل منطقة كان هناك جيش جوي، ودفاع جوي، وترسانات، وقواعد. كل شيء بقي هناك. من حيث عدد القوات البرية ، أوكرانيا وروسيا متساويتان تمامًا، واحد لواحد. ولإجراء هجوم، كما يتم تدريسه في جميع الأكاديميات العسكرية ، فمن الضروري مع ميزة ثلاثة إلى واحد”.
وأضاف : “لذلك ، نعمل في أوكرانيا بقوات صغيرة ، كما هو الحال في سورية. أعتقد أن هذا صحيح للغاية ومدروس جيدًا. وستظل المستويات والاحتياطيات الثانية في متناول اليد”.
وتابع” إضعاف الروح المعنوية للعدو ووقف المقاومة سيبدأن بعد تطويق كييف بشكل كامل. يبدو لي كذلك”.
وحول دعوات رفض التفاوض مع أوكرانيا، بحجة أن الأوكرانيون يهينون روسيا، قال تشيركين: “لا يسعنا إلا أن نتفاوض، لأننا سنتهم على الفور بخرق كل الأعراف الدبلوماسية. نعم ، يجب أن نلتقي. لكن نحن نتفاوض على أمل السلام بشروطنا الخاصة. وأوكرانيا تتفاوض من أجل إطالة أمد القتال. هذا يمنحهم الفرصة لسحب الاحتياطيات وإعادة التسلح. أي تأخير مفيد لهم. اما الناتو وبايدن فإنهم يريدون هذه العملية أن تستنفد روسيا قدر الإمكان، حتى تحدث المزيد من الخسائر. يريدون فعل ذلك بأيدي شخص آخر (أوكرانيا). لذلك هذا هو السبب في أنهم ينقلون الأسلحة والمرتزقة إلى أوكرانيا”.
وحول موعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، أوضح تشيركين قائلاً: “كما تعلم، في نهاية فبراير، كنت أفكر في وتيرة التقدم، وفقًا لنجاحاتنا، كان من المتوقع أن ننهي العملية بحلول نهاية مارس. الآن لدي بعض الشك. لأن العدو (الجيش والمقاومة في أوكرانيا) يتعامل بوحشية، وخاصة القوميين، الذين ليس لديهم ما يخسرونه، فسوف يقاتلون حتى النهاية. وهذا ما يجعل من الصعب على قواتنا التقدم”.
تستمر الحرب الروسية في أوكرانيا وسط زيادة عدد الضحايا المدنيين وتفاقم أزمة المهاجرين الأوكرانيين، وهناك الكثير من الأسئلة العالقة التي يبحث الجميع عن إجابات لها مثل: كيف يمكن أن تبدو التسوية المرضية للطرفين؟ إلى متى تصمد المقاومة الأوكرانية في وجه الروس؟ ما حجم الألم الاقتصادي والعسكري الذي يمكن أن يتحمله بوتين؟ هل تتمكن المعاوضة الروسية من إحداث أي فرق؟ ولكن يبقى السؤال الأهم هو “كيف ستنتهي الحرب؟” فيما يلي٤ سيناريوهات مُحتملة لما يمكن أن يحدث خلال الفترة المُقبلة
رغم النكسات المبكرة إلا أن القوات الروسية تحقق تقدمًا بطيئًا ومستمرًا. تتواجد قافلة روسية كبيرة على بعد ٢٠ ميل من وسط العاصمة كييف. واستولى الروس على عدة مدن في الشرق، وتتواصل الاشتباكات بين الروس والاوكرانيين على جبهات متعددة، بما في ذلك ماريوبول المحاصرة في الجنوب، ومنطقة ميكولايف الاستراتيجية.
وتسعى القوات الروسية إلى التقدم في ميناء أوديسا الرئيسي في الشمال، وأفادت تقارير باستمرار القتال حول إيربين وهوستوميل عند العاصمة كييف إلى الشرق، كذلك تعرضت مدن تشيرنيهيف وخاركيف للهجوم مرة أخرى.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت في وقت مبكر من اليوم الأحد، أسلحة طويلة المدى وعالية الدقة لتعطيل قاعدة جوية أوكرانية رئيسية في ستاروكوستيانتينيف غرب البلاد. كما تحدثت تقارير محلية عن عدة انفجارات في المنطقة.
لا يزال المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن روسيا تسعى لقطع رأس الحكومة الأوكرانية. وبعد فشل الجولة الثانية من المفاوضات، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “بوتين يعتزم الضغط على قادة كييف حتى يسيطر على البلاد بأكملها”.
لا يبدو أن خطة بوتين تتضمن ضمًا رسميًا لأوكرانيا، إذ قال أنه لا ينوي احتلال البلاد، ولكنه يسعى إلى تنصيب رئيس موالي له يحكم كييف تحت تأثير موسكو، على عكس الوضع الحالي.
وظهر دليل مثير للاهتمام على نوايا بوتين في مقال نُشر، ثم حُذف لاحقًا، على موقع نوفوستي الإخباري الروسي، على ما يبدو أنه كان من المفترض نشره بعد انتصار موسكو في الحرب، وقال: “عادت أوكرانيا إلى روسيا، هذا لا يعني أنه سيتم تصفيتها، ولكن سيعاد هيكلتها، وإعادة تأسيسها وإعادتها إلى حالتها الطبيعية كجزء من العالم الروسي”.
ستكون إعادة الهيكلة عملية قاسية، حسب التقرير لاسيما وأن الروس يضعون أعينهم على كبار قادة أوكرانيا، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن الحكومة الروسية لديها قائمة تضم أسماء المواطنين الأوكرانيين الذين تنوي قتلهم أو احتجازهم حال حدوث هذا السيناريو.
وفي هذه الأحوال، من المحتمل أن يستمر النزاع المسلح، وإذا هُزم الجيش الأوكراني، فإن عشرات الآلاف من الأوكرانيين قد حملوا السلاح بالفعل، ولذا ربما تستمر المعركة إلى فترة أطول ويتحول إلى تمرد، قد تدعمه القوى الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وحسب التوقعات، فإن أي تمرد سيكون دامي وطويل لكلا الجانبين.
هناك قاعدة عامة تُدرس في الأكاديميات العسكرية تقول إن المدافع عن منطقة غالبًا ما يكون لديه مزايا أكبر من المهاجم. ما يعني أن المهاجم يحتاج إلى ثلاثة أضعاف عدد القوات التي يحتاجها المدافع للسيطرة على المنطقة.
في المناطق الحضرية، غالبًا ما ترتفع النسبة وتصل إلى ٥ إلى ١، نشرت روسيا حوالي ٢٠٠ ألف جندي من أجل هذه الحرب، وأوكرانيا لديها نفس العدد تقريبًا، وبالنظر إلى ما يحدث على الأرض يمكن ملاحظة أن روسيا لا تستطيع السيطرة على كل أوكرانيا، لاسيما المناطق الغريبة، التي تتعمق فيها المشاعر المعادية لموسكو.
يتوقع اللواء الأسترالي المتقاعد والمحلل الدفاعي ميك رايان أن تواجه الحكومة الأوكرانية قريبًا خيارًا يتمثل فيما إذا كان عليها سحب قواتها من الشرق لإنقاذهم أو التنازل فعليًا عن هذه المنطقة.
وحال حدوث ذلك، سيحدث انقسام في أوكرانيا، وسيكون هناك منطقتين على طول نهر دنيبر الذي يمر عبر كييف ويقسم البلاد إلى نصفين تقريبًا.
قالت فيونا هيل، المحللة الروسية والمستشارة السابقة للبيت الأبيض في مقابلة مع بوليتيكو، إن هدف بوتين من الحرب في أوكرانيا قد لا يكون حكم أوكرانيا بأكملها، ولكن تفكيكها، وربما ضم بعض الأجزاء منها، أو حتى تركها كدويلات صغيرة.
في هذه الحالة ستضطر حكومة الرئيس الأوكراني للعودة إلى لفيف في الغرب، حينها ستصبح أوكرانيا الشرقية، دويلة انفصالية ونسخة أكبر الحجم من دونيتسك ولوغانسك.
أدت الحروب التي لا تحظى بشعبية كبيرة إلى سقوط سلالة رومانوف في روسيا القيصرية، ثم الشيوعيين في الحقبة السوفيتية، وإذا لم ينهِ بوتين الحرب، فهل ستقضي الحرب على بوتين؟
رغم أن خسائر روسيا في الحرب لا شيء مقارنة بما تعانيه أوكرانيا، ألا أن الحرب لها تأثير كبير على موسكو، حسب الموقع، الاقتصاد ينهار تحت وطأة العقوبات الجديدة، والشركات الغربية بما في ذلك آبل، بوينج، تنسحب. في الوقت نفسه، وصل القمع والرقابة إلى مستوى غير مسبوق تقريبًا.
رغم الشجاعة التي أظهرها المتظاهرون الروس المناهضون للحرب خلال الأيام الأخيرة الماضية، فمن غير المرجح أن يجبر الضغط العام بمفرده بوتين على التنحى عن السلطة، حسب الموقع، فعلى مدى الأعوام الماضي تمكنت الحكومة من تحييد المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة.
علاوة على ذلك، فإن أهم زعماء المعارضة في روسيا، أليكسي نافالني، يتواجد الآن في السجن.
وتعليقًا على ما يجري، قال المحلل السياسي الروسي الأمريكي دميتري ألبيروفيتش عبر تويتر:”لأول نرة منذ ٢٢ عامًا، يبدو أن قبضة بوتين على السلطة قد متزعزعة، هناك الآن فرصة ضئيلة ولكنها غير معدومة للانقلاب عليه”.
الإطاحة ببوتين- وفق الموقع- محاولة طويلة لن تؤدي بالضرورة إلى تحسين العلاقات بين روسيا والغرب، خاصة وأن الرئيس الروسي تجمعه علاقات قوية مع زملائه القدامى في الأجهزة الأمنية.
تواجه الحكومات الغربية توازنًا دقيقًا وخطيرًا، يتمثل في الرغبة في مساعدة أوكرانيا والخوف من اندلاع حرب عالمية مع قوة عظمى يقودها زعيم لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، هدد بالفعل باستخدام أسلحة نووية.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه في الناتو مرارًا وتكرارًا إرسال قوات إلى أوكرانيا، وتجلى ذلك بوضوح في خطاب بايدن عن حالة الاتحاد. ورفض المسؤولون الغربيون المطالب الأوكرانية بفرض منطقة حظر طيران فوق البلاد، مشيرين إلى أن إجراء كهذا قد يتطلب في إسقاط طائرات روسية.
وبعدن يومين من المناقشات المربكة، أوقف الاتحاد الأوروبي خطة لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، ويقول المحللون إن كل هذه المناقشات تقود إلى أنه لا يجب أن تلتقي القوات الروسية وقوات حلف الناتو.
قال صمويل شاراب، أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة راند، :”هناك مسارات تصعيد غير مقصودة، كأن يصيب صاروخ كروز روسي عن طريق الخطأ سفينة بحرية تركية في البحر الأسود، وهناك الأمور الانتقامية، كأن تتعرض خطوط الامداد فوق الأرض للقصف أو أن ترد روسيا مباشرة على العقوبات”.
وقد أظهر التاريخ أن الحروب البشرية غالبًا ما تتحول الحروب الاقتصادية إلى حروب حقيقية، حسبما قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، عبر تويتر.
ومع تزايد مشاهد المذابح في أوكرانيا، سيتعاظم الضغط السياسي على واشنطن والغرب لتقديم المزيد من المساعدات لكييف.
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يشعرون بالقلق ويتساءلون “من أين يحصل بوتين على معلوماته وكيف يفسر تعليقات وسائل الإعلام الغربية حول ارسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا أو فرض حظر طيران فوقها”.
وحتى الآن، لا توجد أي مؤشرات على رغبة بوتين في التورط بحرب مع الناتو، ولكن الظروف الحالية تدعو إلى القلق من احتمال حدوث سوء تقدير أو سوء قراءة نوايا.