22 ديسمبر، 2024 11:06 م

لابد من الخروج من وصاية معممي ط‌هران

لابد من الخروج من وصاية معممي ط‌هران

تعتبر أغلب أوساط المحللين السياسيين المحايدين المعنيين بالاوضاع في الشرق الاوسط، بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تجاوز الحدود العادية لتدخلاته في العراق وهو الان في طور فرض الوصاية عليه من مختلف النواحي، وهو أمر يثير قلق الشعب العراقي برمته وحتى الشيعة الذين يزعم هذا النظام بأنه يدافع عنهم، کما إن هذه الوصاية تثير قلقا وتوجسا في بلدان المنطقة وهي أيضا مصدر عدم إرتياح دولي وتثير الريبة لأکثر من سبب.
هذه الوصاية المشبوهة التي يمکننا القول بأنها أخطر بکثير من مرحلة الانتداب البريطاني في العراق خصوصا لإنها تفرض نفسها في کل شئ وتتدخل في أبسط التفاصيل، ومن أهم خصائصها السلبية جدا بالنسبة للشعب العراقي إنها لاتأبه لإرادة الشعب العراقي وتجعل الامور تسير وفقا لمشيئتها ورغباتها کما إنها لاتعترف بالسيادة الوطنية للعراق وتعتبره مباحا أمامها من کل النواحي.
الوصاية الايرانية على العراق، لم يعد سرا أو أمرا وقضية غير معروفة بل إن العالم کله صار على إطلاع کامل بها وهاهي صحيفة”لوموند” الفرنسية المشهورة، تقول في مقال تحليلي لها بأن”الوضع في العراق باعتباره (تحت وصاية) النظام ليس جيدا. تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد واجه تعثرا طال أمده، مما يعكس المعارضة المتنامية لتدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية حتى بين الشيعه في العراق الذين أضرموا النار في قنصلة الجمهورية الإسلامية في البصرة.”، وبطبيعة الحال فإن النظام الايراني الذي يدرك جيدا مدى رفض الشعب العراقي له ولدوره ولوصايته الخبيثة جدا، يبذل جهودا ومساع ملتوية وأخبث ماتکون من أجل ضمان تحقق أهدافه وغاياته.
رجال الدين الحاکمين في إيران، والذين ينظرون للعراق بإعتباره مقاطعة تابعة لنظامهم وساحة من أجل تصفية حساباتهم مع أعدائهم وخصومهم، يعلمون جيدا بأنهم وفي حالة فقدانهم للعراق بعد أن تراجع دورهم في سوريا وصار هامشيا أمام روسيا، فإن ذلك سيفتح باب جهنم عليهم من جانب الشعب الايراني الذي يتربص بهم بعد أن ضاق ذرعا بهم وبنهجهم المعادي لصالح الشعب والذي يرعب النظام الايراني أکثر هو دخول منظمة مجاهدي خلق للمواجهة في داخل إيران وإن معاقل الانتفاضة التي تقود الاحتجاجات الشعبية وتشرف عليها، هي أيضا نواة جيش التحرير الوطني الايراني وإن أوضاع هذا النظام تشبه الجالس على برکان قد ينفجر في أية لحظة، من هنا، فإن الوقوف بوجه هذه الوصاية ورفضها وإخراج العراق منها أمر لابد منه ومن شأنه أن يکون أکبر دعم لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام.