لايمکن لأية دولة في العالم أن تنعم بالامن والاستقرار وليس هناك من توجه مرکزي بهذا الصدد ولعل أکثر خطر وتهديد يحدق بأمن وإستقرار الدول هو أن تکون هناك إزدواجية في التعامل مع الملف الامني بمعنى أن تکون هناك جهة أو جهات خارج إطار الدولة والسلطة المرکزية، وإن واحدا من أهم المشاکل والصعوبات الکبيرة التي يواجهها العراق على الصعيد الامني، هو الدور المشبوه والتحرکات والنشاطات غير المسٶولة للميليشيات المسلحة في العراق والتي تتلقى تعليماتها من النظام الايراني، والذي يلفت النظڕ کثيرا إن الدور السلبي لهذه الميليشيات قد تجاوز الحدود الطبيعية والاهم من ذلك إنه قد أصبح حديث الساعة وکل الشعب العراقي يعلم بذلك ويعرف بأن هذه الميليشيات هي حالة خارج إطار القانون والدولة ومن الصعب ضبطها.
الکلام الذي جاء على لسان رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يوم الأربعاء الماضي، في معرض إستقباله لسفراء 25 دولة بناء على طلبهم، لمناقشة التطورات الأخيرة فيما يتعلق بأمن البعثات الدبلوماسية في العراق، من إن العراق سيتصدى للخارجين عن القانون وسيحمي ضيوفه. وأکد الکاظمي حرص العراق على فرض سيادة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات والمقرات الدبلوماسية، مشددا على أن مرتكبي الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون إلى زعزعة استقرار العراق، وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية. هذا الکلام سلط الاضواء مجددا على الدور السلبي المشبوه لتلك الميليشيات المسلحة وماباتت تشکله من عبأ على العراق وأمنه ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار من إن المتضڕر الاکبر من الدور السلبي المشبوه لهذه الميليشيات هو الشعب العراقي نفسه.
هذه الميليشيات التي تتصرف دائما بأساليب وطرق مخالفة للقوانين والانظمة المرعية في العراق، ليست في الحقيقة إلا بمثابة أذرع للنظام الايراني حالها حال حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي والتي هي الاخرى تتصرف وفق مايتم إملائه عليها من جانب النظام الايراني، وإن الکاظمي عندما يٶکد خلال إجتماعه المذکور مع السفراء من أن الخارجين على القانون، الذين يحاولون الإساءة إلى سمعة العراق والتزاماته الدولية يتحركون بوحي من دوافع غير وطنية، ويزدرون إرادة الشعب العراقي ومرجعياته الدينية والسياسية والثقافية، التي أجمعت على خطورة ما يقومون به. فإن کلامه هذا يأتي بمثابة مصداقية لما کانت قد حذرت منه زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي من حيث خطورة الدور المشبوه الذي تقوم به أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة وإنها تقوم بتنفيذ مخططات هذا النظام وتقوم بتعکير الاوضاع من أجل التصيد في المياه العکرة.
العراق بشکل خاص، والدول العربية الاخرى المبتلية بسرطان تدخلات النظام الايراني لابد لها من أن تتصدى للأحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني والتي تتصرف وکأنها دولة داخل دولة ومن دون لجم هذه الميليشيات وإنهاء دورها اللاوطني المشبوه فإن العراق سيظل يعاني ويعاني من جراء ذلك!