20 ديسمبر، 2024 12:06 ص

أمسحي الدمع
وأبقي على القلب ,
النحيبْ ,
ياسيدة الأدبْ ,
وكريمة العرب , يا أمي
يا أم الذهب ,
الفتية ساروا
الى الشمس
تشيّعهم شهامة ودين
رايتهم كما دأبت
حمامة ٌ
تجلى بها الحلمَ
عما يشينْ ,
في صدورهم
صراخ نهرٍ
هديرْ ,
وبكاء أطفالٍ مسعّرينْ
بالملح ,
ساروا بطعم المدارس
و الرطب
ونعومة الورد
واصوات العصافير ,
في قيظ النهار
وعتمة الليل ,
تحسبهم أسيادآ
وهم في ثوب البطالة
مسربلين
تجمعوا بحديقة
قائدٍ ,
وزعيمٍ صليح
يلهمهم الخطوَ
مندفعينْ ,
فتربص المندسون ,
يقودهم حليق
مولعٌ باطلاق الريح ,
من مزاغلِ
قتلة ولصوصْ
محفورة بجدران عهدٍ
جبار عنيد
واطلقوا الكره
رصاصا بها سجين
من رصاص ذاك الوليد*
فاخترق الصدور
وتساقط الرطب الجني :
– خرج الرصاص , يا أمي
من ذاك الرصاص
المنطلق بالأمس ,
على ابي
رأيته في ساحةِ ابو شعير ؟
همسَ الفتى
وهو يكشف
عن صدره
في حضن أمه الودود
وهو يعود
نعم يا ولدي
قتلوه
لأنه يعشق البصرة !

* الوليد بن يزيد بن معاوية : فتح المصحف ذات ليلة وقرأ فيه ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد ) فقال : أسجعاً سجعاً , وبهذا يقصد ” الأمر هكذا أذن كله سجع في سجع متحديآ أنه قول الله ويأبى الأيمان به ثم قال :
أتُوعِد كلّ جبَّار عنيدٍ فها أنا ذاك جبار عنيدُ
إذا لاقيت ربّك يومَ حشرٍ فقل لله مزّقني الوليد

أحدث المقالات

أحدث المقالات