23 ديسمبر، 2024 2:10 م

لأنك محسوب على جهة

لأنك محسوب على جهة

أنت شاذ وسارق وكاذب؛ بل وخادع ومنحرف ومرتزق؛ أنت حزبي إذن.. فأنت مجرم !
نعم هكذا أنت، أتعرف لماذا؟ لأنك منتمي إلى جهة سياسية.
عندما تصبح صورتك هكذا أمام المجتمع، فستواجه صعوبات
في عملك وتقدمك، ومن الصعب جدا أن تسمع الناس منك؛ بعد أن فقدت ثقتك بمجتمعك.

السؤال.
لماذا أصبح السياسي أو الأحزاب والتيارات السياسية؛ في العراق بهذه الصورة السوداوية؟
وكيف سيتخلص السياسي، أو الأحزاب من هذا الواقع الذي يعيشه منذ بداية سقوط النظام إلى يومنا هذا؟
نعم ليس بالضرورة أن يكون كل ماقيل في السياسيين هو صحيح، لكن من الضرورة بمكان أن يسعى السياسي أو الحزب
المعين؛ في إزالة الشبهة أو الصورة المخزية الذي يراه بها الشعب.
نعم “آرضاء الناس غاية لاتدرك ” لكن هذا لايعني؛ أنني أتوقف عن السعي في تغيير نظرة الشارع، على أقل تقدير أن أسعى لتغيير النظرة المزرية والتي ينظر إليها الشارع العراقي تجاه السياسيين والأحزاب، كثيرة هي الاحزاب والتيارات والحركات التي حكمت شعوبها بعد التغيير، لكننا لم نجدها أنها تعرضت لسخط شعوبها كما تعرض السياسي العراقي او الأحزاب العراقية، هل الخلل في الشعب أم في القادة والأحزاب؟
في نظري أن الخلل في السياسيين والأحزاب، فمن النوادر أن
تثور الشعوب على قادتها وسياسييها، لترف سياسي، إن صح التعبير، كل ثورة أو معارضة، تحمل في طياتها أمور وقضايا
سلبية ضد السلطة الحاكمة، فتارة تنطلق الثورة من محاور التغيير والإطاحة بالنضام الذي تعتبرة ضالما، وتارة تنطلق للأصلاح في هيكلية النضام، وغير ذلك.
النضام الديمقراطي، نضام دوري متغير غير ثابت، تتغيرفيه القوة والأشخاص الحاكمة بين فترة وأخرى، ولذلك تنعدم فيه فكرة الإنقلابات والثورات، نعم تكون هنالك مطالبات إصلاحية على المستوى الداخلي للدولة، لكن هذه المطالبات إذا ما أخذت بنظر الإعتبار
من قبل الدولة، ستصبح وبالا ونقمة على الشعب والدولة معا،
وأعتقد أن سبب فقدان الحكومة العراقية ثقتها بشعبها، هو إهمال بعض الجزئيات التي يطالب بها المواطن العراقي، حتى تراكمت وأصبحت كما هائلا عجزت الدولة عن علاجه في قادم الأيام، بسبب تطور الأحداث ودخول العناصر الأرهابية، ثم إلى ضياع البلد، وضياع أمواله.
النتيجة.
أنك أيها السياسي، أو الحزب او التيار الفلاني، ليس بالضرورة أن كل ماقيل فيك من الإنتقاص؛ كان صحيحا، لكن من الضرورة أن تعمل على تغيير النظرة المزرة التي أبتليت بها. متى تعيد للشارع العراقي ثقته بك؟ متى تعير كلمة” أنت سارق” إلى صفة “أنت أمين ”
ومتى تغير كلمة “أنت كذاب ” إلى كلمة “أنت صادق ”
أنأمل منك في المرحلة القادمة أن تقدم لنا صورتك العراقية
الجديدة، التي تليق بعراق الحضارة والتقدم؟
أيها السياسي، وهل طلبنا منك إحضار عرش بلقيس مثلا؟
أمسح الماضي، وخط لنا حاضرك النير لأجل أمهات الشهداء
والأيتام والثكالى، دمت عزيزا.