جل ما يتمناه الأب من أبنه, ان يكون أفضل منه, و الأب يضحي بالغالي و الرخيص من أجل أبنه, هكذا ما وجدنا أبائنا عليه, وعلمونا هذه الشيمة من أجل أبنائنا.
غريب أمر عالمنا العربي, كثيرة هي الحوادث التي حصلت, فقد ضحى الأب بأبنه الذي نازعه على الحكم, أو توريث الأب الحكم لأبنه, معظم الأنظمة الحاكمة تلجأ الى تثبيت أنفسهم في الحكم, بالقضاء على القوة الوطنية الشريفة, وكل من يعارضها, للبقاء بالحكم.
قبل فترة وجيزة أثارت تساؤلات كثيرة, حول مدح رئيس مجلس الوزراء لأبنه, حمودي بطل المنطقة الخضراء؟ الذي تصدر الصحف و القنوات التلفزيوينة العراقية, تكلم عنه والده في أشارة لتوليه الحكم بعده, أو منصب في الحكومة لا نعلم ماذا اراد والده من هذا المدح؟.
العراق الأن بلد ديمقراطي يتم فيه تبادل السلطة كل أربع سنوات, ونظام الحكم فيه جمهوري و ليس ملكي لكي يتوارث الحكم من الاب الى الأبن, فقد ولى زمن الأنظمة الدكتاتورية, التي تمهد لحكم لأبنائهم.
عجبنا لأمر رئيس مجلس الوزراء لهذا الكلام! حيث كلامه لا يدل على تصرفاته, فقد أجهشنا بكلام الديمقراطية و العملية السياسية, والدستور الذي يقدسه و كأنه قراَن منزه, يتكلم بهذا الكلام وجميع تصرفاته عكس كلامه, بحيث أظهر لنا حمودي كما وصفته بعض القنوات التلفزيونية بــ(رامبو الخضراء), المنقذ للبلاد لكن أين فقط في المنطقة الخضراء لا يخرج من حدودها!.
يتسائل أغلب العراقيين لماذا لا يرسل رئيس مجلس الوزرء, رامبو الخضراء الى العمليات القائمة في الانبار لمحاربة داعش؟ أليس جميع أجهزتك الأمنية جبانة؟ و وصفته بأنه هو الشجاع فقط, اليس هو المنقذ و مشكلته أنه أبنك؟ لا نعلم لماذا هذا التعظيم لشاب لم يتجاوز الثلاثين من العمر؟.
كثيرةً هي الأقاويل التي خرجت من هنا و هناك, سمعنا بأن حمودي أسس صرحً عظيمً له داخل المنطقة الخضراء و بدأ يهدد والده, بشكل مباشر لأزاحته من الحكم و توليه الحكم بنفسه, هل لهذا السبب تريد أن تعطيه الحكم وتخرج أنت بماء وجهك أم ماذا؟
العراق فيه رجالات و قيادات وطنية حقيقة, عليك أن تدرك بأنك لست مؤهلاً للحكم فقد مرت ثمان سنوات عجاف على العراق من حكمك لا نريد أن يحكم أبنك, فلستم منزهين من السماء و لا أنتم فقط تعرفون أمور الحكم, أصحى من نومك يا طاغية.
السياسة كما نعلم هي لعبة قذرة, يتجنبها الكثير من الأشخاص لأن فيها دغش و مكر و خداع.
نستنتج من هذه أفعالك بأنك لا تحب (حمودي), لأن الأباء يريدون أن يكون أبنائهم أفضل منهم, لا يودون أن يروا أبنائهم يقعون في نفس الخطأ الذي و قعوا فيه أو مازال يقع الأب فيه والله من وراء القصد.