A \ ربما من المناسب ” او عدمه ” أن نبتدئَ القولَ بالقولِ بأنّ القائد السابق للقوات البريّة الروسية الجنرال < فلاديمير تشيركين > أعلنَ او صرّحَ بأنّ نزع سلاح الجيش الأوكراني قد اكتمل بنسبة 70 – 80 % ” ولا ريب أنّ هذا الرقم كبير ويجهله الرأي العام العالمي , وتتجنب وسائل اعلام الغرب من الإشارة اليه ” , إنّما يُرى أنّ هذه النسبة تنخفض أمام التعويضات من الأسلحة الأمريكية والبريطانية وسواها , بالرغم انها لاتعوّض كلّ ما فقدتها القوات الأوكرانية في كلّ التفاصيل والمتطلبات العسكرية وجزئياتها , وهذه التعويضات محددة بالأسلحة المضادة , وبلوجستيةٍ ناقصة وفي مجالاتٍ عدّة .
B \ القوات الأوكرانية وبصنوفها ذات العلاقة بمسرح العمليات العسكرية , لابدّ أن تفتقد القُدرات على استيعاب الإستخدامات التقنية للأسلحة الغربية التي تنهال عليها , وتحتاج الى فترةٍ من الوقت للتكيّف معها , وخصوصا خلال استمرار المعركة , لكنه والى حدٍ ما فقد جرى التعويض عن ذلك بإرسال خبراء وضباط ومدربين غربيين من الأنكليز والأمريكان وسواهم من دول اوربية اخرى وانضموا الى صفوف بعض الوحدات العسكرية الأوكرانية ” سرّاً ” وتحت عنوان متطوعين ! , وهذا ما تدركه القيادة الروسة لكنها تتجاوزه في الإعلام .!
C \ العالم بأسره وخصوصاً الناتو وتتصدرهم واشنطن ولندن , يترقّبون بأعصابٍ مشدودة موعد الهجوم الروسي الكاسح على منطقة ” ماريوبول ” الستراتيجية , وما يضاعف من شدّ الأعصاب هذا هو ” طول نفس ” القيادة العسكرية الروسية وعدم تعجّلها في الشروع في الهجوم , إذ تُعتبر هذه المعركة هي الأشد اهمية منذ تفكك الأتحاد السوفيتي السابق , وهي تمسّ سمعة ومكانة القوات الروسية ووزارة الدفاع الروسية , وحتى سمعة الرئيس بوتين على كلا الصعيدين الداخلي والعالمي , ولذلك تعمل القيادة الروسية على إنجاح هذه المعركة بالكامل والمطلق , ودون السماح بنسبة خطأ حتى دون 1% , وبقدر ما أنّ هيأة الأركان الأوكرانية ومعهم زيلينسكي يتفهمون ذلك , وقد اتخذوا الأحتياطات التحصينية والهجومية المضادة لذلك وبأشرافٍ من كبار جنرالات البنتاغون , واضحى كلّ طرفٍ على درايةٍ بما يفكر الطرف الأخرى ومدى سعة معلوماته الإستخبارية ودقّتها , سيّما عبر تكنولوجيا الرصد والتجسس والتصوير الجوي , لكنّ القيادة الروسية < وكما يعرفوه الخبراء والقادة العسكريين اينما وحيثما كانوا > فتمتلك خياراتٍ عدّة من الأساليب التكتيكية – التقليدية في فن ادارة المعركة ومباغتة العدو , فقد يبدأ الروس هجومهم من محورٍ آخرٍ مثلاً , او أن تبدأ معركة ” ماريوبول ” بضرباتٍ صاروخيةٍ ” مجنونة ” لم تسبقها سابقة في تأريخ الحروب والمعارك الحديثة , لتندفع وتتدفق القوات الروسية الى هذه المدينة دونما مقاومةٍ فعليةٍ او فعّالة سرعان ما تتلاشى أمام تقدّم الدبابات الروسية لمسح ايّ أثرٍ منها , لكنّ المفاجأة الأكبر هي شنّ هجومٍ روسيٍ واسع النطاق من محورٍ آخرٍ يتزامن او يعقب الهجوم على ماريوبول , واذا ما حدث ذلك , فلا بدّ أن يغيّر الكثير او بعض المعادلات السياسية – الغربية وبما يتماشى مع النتائج الأولية لذلك , وبتزامنٍ مع تأثيرات وانعكاسات الغاز الروسي على دول اوربا والذي يضع واشنطن في حيرةٍ من أمرها – الى حدٍ ما – ولا سيمافي الظرف الراهن .
D \ هنالك تسريباتٌ صحفيةٌ ضيّقة الإنتشار ” وربما بما هو اضيق ” , بأنّ الأمريكان يجهدون او ” يجاهدون ! ” لخلع وتغيير زيلينسكي واستبداله بشخصيةٍ عسكرية او سياسية تمتلك من الكاريزما القيادية ومؤهلاتها , وقد يحدث ذلك المرتقب بعد الإنتصار الروسي المفترض في هذه المعركة القادمة , ولا مقاييسٍ استباقيةٍ مفترضة لمثل هذا الأنتصار الممكن الوقوع .!
والى أن تبدأ المعركة وما سيسقطون فيها من ضحايا من كلّ الأطراف , فلطفاً : صلّوا على محمّد وعيسى وموسى , وكافة الأنبياء وحتى الأولياء .!