بما لا يقبل الجدال، أن الشعب الكوردي كسائر شعوب الأرض له تاريخ ووطن يعتز بهما، وكما هو معروف من بواطن كتب التاريخ، أن تاريخه حافل بالأحداث الهامة على أرض وطنه الذي اسمه مقترن باسمه كوردستان ومترامي الأطراف بمساحة تعد أكثر من 500000 كيلو متر مربع. بلا أدنى شك، إن القارئ الكريم، يعلم جيداً أن أية مجموعة بشرية لا يطلق عليها اسم شعب إذا لا يوجد لديها وطن مرتبط بها عبر مراحل تاريخها القديم والحديث؟ لأن التاريخ يعني الوجود، يعني الحضور على الأرض؟ بناءاً على هذا، فأي شخص غير سوي يتجرأ ويطلق العنان لقلمه أو للسانه وينكر دون خجل التاريخ العريق للشعب الكوردي، يجب عليه قبل أن يدخل في هذا المضمار أن يراجع صفحات التاريخ لكي يرى بأم عينه ماذا سجل عن كورد وكوردستان بحروف من نور.
عزيزي القارئ الكريم، إن كل شيء – بدون استثناء- موجود على كوكبنا الدوار يجب عليه أن يدور ويتحرك مثله وفي محوره لكي لا يفقد عنصر الاستمرارية في دورة الحياة. إن اليد التي تدفع بعجلة هذا العنصر الحيوي نحو الأمام هي يد وفكر النخبة المثقفة صاحبة القلم الحر واللسان الطليق الذي يصدح بالحق ولا يبالي لومة لائم. لكن للأسف الشديد، أن غالبية مثقفي الكورد في عصر بعد ما بعد عصر نهوض القوميات وتأسيس دولها القومية والوطنية صاروا أجهل الجاهلينا قومياً و وطنياً و…؟؟!!. لكي لا يساء الفهم، أنا هنا لا أتكلم عن أحد ما، أو شخصاً محدداً بعينه، بل أتكلم بصفة عامة عن الحالة المزرية والمأساوية التي نحن الكورد فيها الآن. يجب أن يعلم الكاتب والسياسي والمثقف الكوردي أنه حين يردد النغمة الشاذة المعروفة التي تبثها وسائل الإعلام الصفراء التابعة للدول المحتلة لكوردستان، كمصطلح كوردستان العراق، أو كوردستان تركيا الخ، أو كورد العراق، أو كورد إيران الخ، أو نحن جزء من العراق أو نحن جزء من سوريا الخ، أو نحن القومية الثانية في العراق!، أو حين يزعم أحدهم بلا تفكير إيجابي أن لإقليم كوردستان حدوداً مع ثلاث دول!!! يا للعجب، ألم تعرف أنك بهذا الوصف الشاذ لقد ألغيت ثلاثة أجزاء من كوردستان وهي شرق كوردستان، وشمالها، وغربها؟؟؟. ليس هذا فقط، أو حين تتكلم بأية صيغة كلامية أخرى شاذة تخالف القاعدة والقياس القومي والوطني وتوحي للمتلقي بأن الكورد وكوردستان جزءاً من كيانات العراق، إيران، سوريا، تركيا، ولا تُعرف وطنهم كوردستان الأبية كوطن أصيل للأمة الكوردية، وأي جزء منه مكمل لبقية الأجزاء الأخرى، أنه بعمومه وطن قائم بذاته وليس امتداداً لأي وطن آخر لا يمت بشعبه بأية صلة، وليس جزءاً من أي كيان غاصب ومحتل له بفوهات البنادق، بلا شك أن صاحب هذا القلم الكوردي إذا يردد مثل هذه الكلمات القاتلة بدراية و وعي تام، وليس في لحظة اللا وعي يكون خائناً لشعبه ووطنه بكل معنى الكلمة للخيانة. يجب على الكاتب الكوردي، أن كان كوردياً وكوردستانياً قلباً وقالباً، بحق وحقيقة، أن يعي هذا جيداً، ويعي أيضاً، أن تبنيه لمصطلحات مسمومة كما ذكرنا بعضها أعلاه لكي يناغم بها المحتل الغاصب، بلا أدنى شك حين يدونها بمداد قلمه وينشرها عبر الصحافة الورقية أو الالكترونية، أو يبثها عبر الأثير من خلال العضو العضلي الموجود داخل فمه، مما لا ريب فيها تضعه في خانة العمالة والخيانة العظمى؟ لأنه كما أسلفت يؤثر سلباً على المنظومة الفكرية القومية والوطنية للمواطن الكوردي الكوردستاني، ويجرح مشاعره أيضاً، لأن، مثل هذا الكلام الهُراء يلغي وجود شعبه الكوردي ووطنه كوردستان بجرة قلم مداده أسود مثل قلبه، أو حين يجترها بعدة كلمات غير المسئولة ومنافية لروح الـ”کوردایەتی” ويطلقها عبر الأثير دون أن تعرق جبهته. إما إذا عذره أقبح من فعله، ويزعم أنه لا يجيد ألف باء السياسة، ولا يعرف حدود الوطن، والعزة والكرامة القومية ولا يكتب وفق متطلبات هذه القاعدة الوطنية السليمة كما يجب، فعليه أن لا يمسك بيده القلم ويكتب، وسيكون هذا أفضل له ولشعبه الكوردي الذي يرزح تحت نير الاحتلال العربي الفارسي التركي البغيض.
” وما قيمة الكاتب إذا لم يغضب قراءه” (طه حسين)