How is the news made?
المقدمة
منذ خلق الله الإنسان على هذه الأرض، وهو لديه طباع حب الاستطلاع ومعرفة كل ما هو جديد، ومعرفة كل ما يدور حوله، فالإنسان بطبعه فضولي ولا يستطيع تجاهل ما يحدث حوله، هذه هي بداية نشأة تناقل الأخبار، فمنذ بدأ الإنسان تعلم الكلام أصبح ينقل كل ما يراه ويسمعه للآخرين، ويسرد لهم كافة الأحداث التي رآها بأسلوبه الخاص، وما كان من الإنسان الذي خلق ذو طباع اجتماعية إلا أن يحب التحدث للآخرين والاستماع لهم وما يحملون من قصص، ويسمع آرائهم ويعبر عن رأيه وآماله وطموحاته، إذن يتضح أن تناقل الأخبار قديمة قدم الزمن، وضلت الأخبار تتطور حتى وصلت إلى تسمية الصحافة، والتي هي لنقل الأخبار والأحداث لكافة الناس، وتوضيح ما يجري في الواقع، لكي يكون الناس على اطلاع مستمر بالمحيط الذي يعيشون فيه، وقد اكتسبت الصحافة أهمية كبرى في العالم الحديث حيث سميت بالسلطة الرابعة، أي أنها من أهم السلطات في أي دولة بعد السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية؛ لأن الصحافة تلعب دوراً هاماً في توصيل الأفكار للعامة من الشعوب، وإمكانية أن يأسروا مشاعر الناس ببعض الأخبار التي يقوموا بصياغتها بطرق فنية تسرق مشاعرهم، وفي ظل التطور الحديث الذي لاقته الصحافة من التحدث ونقل الأخبار بطريقة شفهية من شخص لآخر، إلى الوصول للناس في أي مكان وزمان، فهناك الراديو والتلفاز ووسائل كثيرة أخري تقوم بنقل الأخبار، حتى أن الخبر أصبح ينتشر بسرعة كالنار في الهشيم، لا يتوقف منذ لحظة نشره، وهناك الكثير من الدلائل على أن الصحافة هي التي تلعب أدواراً مهمة في حياة الناس في القرن الواحد والعشرين. ومن الجوانب الهامة التي تطلبها كتابة الأخبار الصحافية، هي الإبداع حيث أن كتابة الخبر الصحفي هي عملية إبداعية بحتة تتطلب من كاتب الأخبار نظرة ثاقبة وسَباقة وفن كتابة الخبر بصياغة سهلة وجميلة، تصل للجميع ويفهمها الكبير والصغير، ومن الواضح أن كتابة الأخبار تحتل الجانب الأهم في مجال الصحافة، فهي التي تجذب الناس وتجعلهم مهتمين بمعرفة التفاصيل، وهي من تضع الناس في صورة الأوضاع الجارية سواء على المستوى الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي أو الثقافي، فالخبر الصحفي يُكتب في كل المجالات ويُصاغ ليتناسب مع كافة المستويات.
إن جاز استخدام كلمة صناعة وتصنيع فان الخبر الصحفي أصبح فنا وصناعة تسترعي اهتمام العديد من المهتمين في الحقل الإعلامي، فلم يعد مقبولا في عصر سادت به التكنولوجيا ودخلت التقنيات الالكترونية الحديثة الى كل منفذ في حياتنا اليومية، لم يعد مجديا ان نسرد الأخبار أو أن نصفها وصفا عاديا بالطرق التقليدية، ولم يعد لونا واحدا في الصحافة مقبولا لدى الناس فقد تعددت خيارات الناس وتنوعت مصادرهم في الحصول على الأخبار. أي أن الطرق التقليدية القديمة لم تعد ملزمة في كتابة الأخبار وتقديمها للناس، سواء طريقة (قاعدة) الهرم المعكوس أو الهرم المعتدل.
بات من الضروري بعد أن تعرفنا على وظائف الصحف أن نتحدث عن شيء يسمى صناعة الأخبار، وما هي الإجراءات التي تتم قبل أن نقرأ خبرا في صحيفة، أو نشاهد نشرة أخبار على شاشات التلفزيون وما هي الوسائل التي تجعل الصحف ووسائل الإعلام ناجحة في تقديمها للأخبار وقادرة على المقاومة من جميع النواحي حتى الاقتصادية.
إن جاز استخدام كلمة صناعة وتصنيع فان الخبر الصحفي أصبح فناً وصناعة تسترعي اهتمام العديد من المهتمين في الحقل الإعلامي، فلم يعد مقبولا في عصر حكمت به التكنولوجيا ودخلت التقنيات الالكترونية الحديثة إلى كل منفذ في حياتنا اليومية، لم يعد مجديا أن نسرد الأخبار أو أن نصفها وصفا عاديا بالطرق التقليدية، ولم يعد لونا واحدا في الصحافة مقبولا لدى الناس فقد تعددت خيارات الناس وتنوعت مصادرهم في الحصول على الأخبار.
إن امتلاك تكنولوجيا حديثة جدا لا يعني بالضرورة تطورا في صناعة الخبر وإن تزايد الأعداد والكم الهائل في الإصدارات اليومية من الصحف والمحطات والقنوات الفضائية لا يعني تقدما.
الصحافة لغة هي فن إنشاء الجرائد والمجلات وكتابتها، والصحافة بكسر الصاد هي مهنة من يجمع الأخبار والأحداث وينشرها سواء في المجلة أو الجريدة. تسمى الصحافة في الإنجليزية journalism وفي الفرنسية jour وتعني يوم، وتسمى الصحيفة بالفرنسية Toujour وتعني اليومية أي نقل الأخبار والأحداث بشكل يومي. منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض وتعلم فن الكلام، أصبح راغباً في نقل كل خبر يتعلق بإنسانيته من مشاعر وأحداث وأفكار، وذلك تمشياً مع فطرته البشرية التي خلقنا الله عز وجل عليها، فكل ما كان يكتبه الإنسان على مر العصور القديمة ما هي إلا نقل للأخبار والصور، وتشهد على ذلك أوراق البردي في الحضارة الفرعونية، حيث كانت خير مثال على نوع من أنواع الإعلام والصحافة. استخدمت الحكومات الصحافة لأول مرة على شكل أوامر مكتوبة إما على ورق البردي أو منقوشة على حجر مخصص، وذلك لنشر أخبارهم إلى كل الأقاليم التي تحتويها الدولة الواحدة، كما كانت الصحافة نوعاً من أنواع التسلية كنشر القصص الخرافية وحكايات البطولات بين الشعوب. أول الحضارات معرفةً بالخبر المخطوط هي الحضارة الإغريقية والصينية والرومانية، والدليل على ذلك إصدار أول صحيفة مخطوطة عام 59 قبل الميلاد، من قبل يوليوس قيصر عقب توليه الحكم، حيث أسماها أكتاديورنا actadurina ومعناها “الأحداث اليومية”. عرّف الخبراء والمختصون هذا المصطلح تعريفات مختلفة، ومن هؤلاء الخبير والصحفي محمد خضر، حيث عرف الصحافة على أنها “الوسيلة الرئيسية التي تقوم بالاتصال بين البشر من خلال أهداف محددة توضع عن طريق تخطيط متقن بغرض التعريف عما يجري داخل الوطن الواحد بواسطة الأخبار، والأنباء المختلفة في الأنواع والتعليم والترفية وإشباع لرغباتهم في فهم ما يحيط بهم من ظواهر”. العالم في وقتنا الحاضر يعتمد على الصحافة بجميع النواحي وبشكل كبير، فأصبحت من السلطات التي تُمنح حق الرقابة على الحكومات والمجتمعات والشركات والمصانع، ومراقبة المشاهير والمسؤولين والرياضيين، وتستخدم الصحافة سلاحها في نقد الحكومات وإظهار محاسنها وتبييض صفحتها أمام عامة الناس، لذلك يطلق عليها السلطة الرابعة في الدولة، وتهتم جهات كثيرة بحريّة الصحافة وتحارب من يقلل حرياتهم ويقلّصها ويراقبها بشدة.
أياً كان نوع الصحافة (وسيلة الإعلام) وهدفها ورسالتها وتوجهاتها فإنه لا يمكنها إلا أن تمر بعمليات أساسية ثلاثة في عملية تقديم الخبر، ولكل عملية من هذه العمليات الثلاثة فنها الخاص بها وطرقها التي تميزها عن غيرها، وهي بمجموعها تشكل عملية صناعة الخبر بصورته النهائية وهذه العمليات الثلاثة لا تعمل بشكل مستقل وإنما تعمل بشكل متكامل ومتداخل، تتفاعل فيما بينها حتى يصبح الخبر أو الحدث في متناول الجماهير على شكل خبر صحفي أو تقرير أو تحقيق، أو تعليق، أو مقال، أو تحليل، عمود (الركن) الزاوية، أو افتتاحية، أو حديث صحفي.
• عملية جمع الأخبار: عملية البحث والتحري ومتابعة الأخبار وملاحقة الأحداث حيث كانت في مواقعها، من خلال المراسلين المنتشرين في مناطق مختلفة في العالم، وأحيانا كثيرة في ظروف قاسية ومنها مواقع خطيرة قد تودي بحياة المراسل، ولذلك فان المراسلين لا بد وأن يتمتعوا بصفات تميزهم عن غيرهم وتمكنهم من أداء مهامهم بنشاط، والحصول على الأخبار من مصادرها الأصلية قدر الإمكان. وهناك مراسلين تكون لهم مهمة خاصة (موسم الحج)، أو تغطية كأس العالم، أو أن يكون مراسلا دائما ومقيما في البلد أو المدينة الأخرى التي ينقل منها الخبر، وهناك مندوب بالقطعة، يكتب ضمن اتفاقية معينة أو حسب الأحداث الهامة جدا في ذلك البلد. يجب أن يتوخى الصحفي في عملية الجمع، الدقة والشمول والفهم الكامل وإرجاع الأخبار إلى مصادرها الأصلية، سواء ببيانها أم لا حسب الضرورة، (مصدر مخول، مصدر رسمي، مصادر دبلوماسية، مصادر استخبارية، مصادر في المؤتمر) وأن لا يجتزئ الأخبار أو الأحداث إضافة إلى السرعة في نقل الخبر.
• عملية تصنيع الأخبار: وهي عملية تحرير الخبر داخل الجريدة أو وسيلة الإعلام الأخرى، وهي عملية يقوم بها محررون مختصون ورؤساء التحرير حيث يعملون على صياغة الخبر بشكله النهائي، ومن شروطها نسبة الخبر إلى مصادره وأحيانا الاقتباس من تلك المصادر بأساليب لغوية مباشرة (من نفس كلام المصدر) أو غير مباشرة حسب ما تقتضيه المرحلة أو الحدث، فالمعالجة الصحفية للخبر قد تصل أحيانا إلى نفس أهمية الحصول على الخبر وربما تزيد عن ذلك.
• عملية توزيع الأخبار: يقصد بتوزيع الأخبار المقدرة على نقل الرسالة الإعلامية إلى أكبر شريحة من الجمهور حيث كانوا، وتوصيلها بفورية أي توصيل الأخبار فور حدوثها وهنا في مجال الصحافة المطبوعة تتميز الصحف اليومية عن الصحف الأسبوعية بسرعة نقل الأخبار، ويقصد بالتوزيع في الصحف بيع الحد الأقصى من النسخ. وقد أصبح التوزيع من مقومات وسائل الاتصال الجماهيري وعليه اعتماد كبير جداً في تسويق الجريدة ولذلك أنشئت شركات كبرى للتوزيع ومؤسسات ضخمة مهمتها متخصصة فقط في التوزيع حتى بعض الصحف اليومية صارت تعطي مهمة التوزيع لشركات متخصصة، ولم تعد الصحف تعتمد فقط على كوادرها في التوزيع، فلربما يؤدي التوزيع السيئ إلى إفلاس الصحيفة المطبوعة على وجه الخصوص.