كنت أشد المحبطين والبعض قد يقول عني متشائم ازاء التظاهرات التي بدأت في ساحه التحرير ان تحقق نتائج لا تقليل منها اومن قدره او وطنيه الذي قام بها من الشباب الواعي الذي رفع صوته ضد الظلم والبعيدين عن التكتلات الحزبيه او الطائفيه ، ولكن ثقتي العاليه من غياب الضمير عند الطبقه السياسيه الحاكمه وعدم امكانيه الاستماع للمتظاهرين بمصداقيه وماجرى للبلد طيله فتره حكمهم هو الذي ولد قناعه في داخلي ان امكانيه الاصلاح بوجودهم اصبحت مستحيله ،أضف الى ذلك ركوب الموجه من ركبها من رجال الدين والسياسه اللذين هم اصلاً كانوا ضمن المطبخ السياسي طيله الفتره المنصرمه ، ظناً منهم ( من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن ) اي من ساند وحضر مع المتظاهرين كأنه غسل ثيابه الملطخه بدماء العراقيين ولبس ثوب العفه والشرف والنزاهه ، والاغرب من هذا ان الطيبه والسذاجه والغباء لدى بعض العراقيين يجعلهم خدام واتباع اذلاء لهولاء يطبقون مايقولون دون درايه او معرفه نصره للمذهب لا للوطن .أستبشر الكثيرين خيراً عندما نصب المعتصمين خيمهم داخل اسوار المنطقه الخضراء ( وانا لست من ضمن المستبشرين )ثم رُفعت المطالب وانفظت الاعتصامات ماذا جري داخل الغرف المغلقه وماهي النتائج والانجازات التي حصل عليها الشعب ، من وجه نظري المتواضعه فقد كسب السيد الصدر الكثير من المواطنين باعتصامه وحظي ضباط حمايه المنطقه الخضراء بتقبيل يده والتقاط الصور معه ، ولكن سرعان ماأصاب الناس الخذلان وفقدانهم الثقه به بفض الاعتصام دون ان يلمس الشعب مكسب من وراء هذا الاعتصام وكان الوضع هو ( شو اعلامي ) .وهنا انطبق المثل وكأنك ياابو زيد ماغزيت .الكابينه الوزاريه التي قدمها السيد العبادي من التكنوقراط والتي منح البرلمان نفسه مهله عشر أيام للتصويت عليهم ( المساومات )تعني لنا أن نفس ( الطاس ونفس الحمام ) اي تلعب الكتل السياسيه داخل قبه البرلمان والتي أطربتنا بفسادها واستثماراتها المشبوه على حساب الوطن والمواطن ، دورها في مد ذراعها القوي داخل هذه الوزارات الجديده والتحكم بها وكأنها ورث للحزب او المذهب ، ناهيك ان بؤره الفساد هي في البرلمان فكيف يتم اختيار الصالح اذا ماأفترضنا حُسن النيه بهؤلاء الوزراء والتصويت لهم .لاأريد ابحث بلغه الارقام حجم الاموال الهائله التي هُدرت طيله ١٤ عام الماضيه والتي ذهبت في جيوب السراق ، لانها ارقام خياليه ولم تعود بالفائده على البلد سوى التخريب والتهجير والبنى التحتيه التي وصلت تحت الصفر ومستوى الفقر وسوء التعليم وكثره البطاله وزياده في الجريمه والاغتيالات وانعدام الامن ، مانراه اليوم عراق عاد للوراء اكثر من ٥٠ عاماً في ظل هؤلاء السراق ولا أقول السياسيين لان البعض من السياسيين يمتلكون الغيره على اوطانهم اما هؤلاء فقد نُزعت الغيره تماماً منهم ، فكيف تعود ياشعب لتثق بهم وقد ذقت منهم كل المراره والمأسي ، آلم تمتلك الشجاعه والجرأه لاجتثاثهم واقتلاع جذورهم ، آم أن الفتاوي الدينيه وأتباع فلان وعلان من رجال الدين هم الذين خمدوا نيران الغضب داخلك ،اذا لم تعلوا لغه الوطن على لغه المذهب والعشيره والطائفه ونَتبع الطريق الذي يستطيع كل العراقيين السير فيه لانتمكن ابداً من تحقيق مانتمناه من خير لنا ولبلدنا وستبقى جراحك ياعراق تنزف دماً .اقولها وبضمير كل غيور وشريف على وطنه من يتأمل خيراً لهذا الوطن من السياسين ورجال الدين اقول له انت اما غبى او اعمى اوانت مثلهم، لارجاء ولا خلاص الا بثوره كاسحه وشامله وباراده شعبيه عليهم جميعاً ولك الله ياعراق وستُضمد جراحك وتنهض من جديد وأن غداً لناظره قريب .