ما نكتبه ليس انتقادا وان بدى كذلك وإنما تحليلا لنموذج نادر في القيادة اسمه ترامب
من هو ترامب: ترامب شخصية تكونت في بيئة لا حدود نفعية بالكامل تتماشى مع سياسة الرأسمالية ولكن ليست ملتزمة بسلوك ما فجزء كبير من نفسيته وعقليته شارك بتشكيلها تلفزيون الواقع، وهو كتاجر فان تفكيره بمصلحته وما يحققه من ربح ولا يهمه إلا من له علاقة بهذا الربح، فهو سياسي بعقلية تاجر، لا يحكم ولا ينضبط بقواعد الدبلوماسية فهي وسيلة استثمار لتحقيق الجاه.
هل ترامب صهيوني:
ربما… ولكن ليس اعتناقا لأيديولوجيا وإنما للوصول إلىما يريد بعقلية الرأسمالي وليس المنافق، فالصهيونية التي ولا شك ساعدته فيما يعتبره رد اعتبار لا يجد ضير أبدا فيما تسعى له الصهيونية إن لم ير ضرر، إفراغالأرض لا تعني له قيمة لانه لن يخسر بالعكس تأييده لهم يخفف الضغط عن إدارته، مليون عربي ومسلم يموتون ليس مهما فموتهم لن يؤدي إلى خسارة، عشرات الألوف اسرى في سجون الاحتلال وأهاليهم مدمرة وحياتهم سقم، ليس مهما، لكن المهم بضع اسرى أمريكيين ويهود، معاملهالقسام للأسرى معاملة جيدة، لا يهم إلا بقدر عودتهم سالمين غير مصابين بمرض، اسرى فلسطين عند الكيان لايهم كيف هي معاناتهم، فهم ضمن تحديات المنظومة لان الأمر ليس إنسانيا ولا علاقة للقيم فيه فالغِمَامَة لا تسمح بالنظر لغير المسار المحدد، وهو بالتالي لا يرى بوضوح الفرق عن أربعة سنوات سابقة فنتنياهو ليس حليفا مناسبا لانه سيجعله يعادي العالم بعد أن ادين بجرائم الحرب والعالم في اغلبه متخذ موقفا وفعل وكله متحد مقتنع بسوء ما حدث وان لم يتقدم بفعل.
ترامب والعرب:
ما يفعله ترامب يبدو غير منطقي لكنه يستثمر طاقة حصانة وهنا نحن أمام ثلاث لغات
عندما يقول لمسؤول كبير أو عاهل بلده لدينا بضائع جيدة، فهو لا يحرج كونه يمارس مهاراته في عرض البيتزا، وعندما يقول لرئيس (أن نحن قدمنا لك مبلغ كذا)فهو يثبت فضله رسميا لانه سيطلب مقابله ما يريد يوما ما، فلا شيء بالمجان الرجل ليس اهبلا ولا كما يتصور البعض سوبرمان، بل هو يدير الدولة بمهارة اداريةيعرفها كتلفزيون الواقع أما السياسة فهو سيجد نفسه في ازدواج.
هل يستطيع ترامب إجبار العرب على امر ما:
الجواب لا يستطيع إن ملكوا الإرادة والثبات وفهموا أنما يفعله محض أسلوب مساومة، هو اختبار التاجر لمواطن الضعف في التفاوض حول بضاعة أو طرق الجدران بحثا عن أبواب سرية أو مناطق ممكن اختراقها، يبدو في هذه الطرقات كمن يحارب العالم لكن دبلوماسيا لا يعد هذا سليما فليس من امر قانوني يجبرهم على التخلي عن حقوقهم أو تقديمها مع قهوة الضيافة في خيمة تراثية، فهذا لا يعني إلا ربحا سهلا لا شكر عليه ولا تثمين وان هنالك مزيدا من المساحة لمزيد من الضغط لجني الأرباح المجانية، ليس هنالك وفاء، صداقة، أو ضمانات، فطلباته وفق فهمه أن من يقابله ضعيف الشخصية… الخ، السير معه رمال متحركة ويراه حق لا ينتهي بلا مقابل، سيكون في منتهى التجاوب إن وجد قوة وصلابة وهنالك خسارة أو خسارة محتملة، فهو ممكن أن يطلب أو يهدد أو يعد بما يعلم من نقطة ضعف عند هذا الحاكم أو ذاك، لكنه لن ينفد شيء إلا بإرادة باتفاق فليس من قاصر يحكم بلدا، الحجة وكلام الرد الملائم فان أصرفهذا ما يحتاجه الحكام في مصالحة الشعوب الآن وليس غدا.
هل يمكن أن توقف أمريكا إن أبدت عدوانية:
الجواب نعم…….. أمريكا كلها ليست النفط كمادة خام، وإنما الدولار الذي تحميه الالة العسكرية الأمريكية، ويفترض أن أمريكا تدين للعرب وليس العكس، لكنهم يهابون الصهيونية فيخضعون لها. قوة الدولار باستخدام العرب له وبالتالي العالم في بيع الطاقة واستيراد احتياجاتها فهي منتج وسوق في نفس الوقت تجعل للأربعة سنت قيمة مئة دولار.
من الممكن أن يقود الخليج بالتعاون مع دول العالم إجراءات تصويب المعادلة بسحب تدريجي للأموال وتحويل الاستثمارات إلى الدول العربية لفروع شركات اجنبيه تفتح عندها، السيارات والصناعات الغذائية وغيرها في دول عربية مناسبة وتشجيع تركيا وإيران على الدخول في هذا الاستثمار والتفاعل مع روسيا والصين من خلال إدارة الموارد البشرية في المنطقة، فان استمر التعامل من خلال التكتيك عندها تغير العملة للتعاملات من خلال عملة ترتبط بالدخل القومي لهذه البلاد كعملة نفط الموحدة التي اقترحت في مقالات سابقة.
ومن الضروري أن ترشّد الولايات المتحدة هذه المراهقة المتأخرة في سياسة التصريحات غير المدروسة والمنبثقة عن استرسال يهمل انكشاف طبيعة الكيان وإدانته الدولية، لا يعقل أن تطلب تهجير أو إبادة سكان أصلييناتضح سلوكهم الراقي والأسرى والأمانة أمام الكراهية والوحشية في سجون الكيان ، فبإمكان القادة العرب الطرح مثلا أن أمريكا وحدها 75% من البلاد العربية مجتمعة بصحاري العرب التي لا تصلح للسكن، لذا يمكن إقامة وطن قومي في أمريكا وستكون أول سفارة فيها سفارة فلسطين، تماهيا مع الطرح السطحي المتجاهل لألم العالم من جرائم الحرب وقتل الأبرياء والذي لا يليقبقيادة دولة عظمى فالدبلوماسية ليست ساحة نزوات وإنما علم وحلم ودراسات ، لكنه سيحاول مساعدة إسرائيل في تغطية الفشل الوظيفي المبرر لدعمهاووجودها وهذا يتضح في التفاصيل.