عادة ما للظروف الطبيعية مثل السيول والفيضانات والبراكين والزلزال ان تترك دماراً ينتهي بخراب تصنعه الطبيعة واعمار يصنعه الانسان وكذلك الحروب والمعارك والاضطرابات التي تخلف دماراً للبنى التحتية وبما يشكل خراب واسع ونموذج ذلك الدمار ماخلفته الحروب وكيف استطاعت الدول المتحاربة تعمير بلدنها ونموذج المانيا المدمرة كلياً استطاعت وفي زمن قياسي ان تحول الخراب والدمار الى عمران وازدهار واستغلت طاقات المحتلين الامريكان والسوفييت في مساعدتها في اعادة الاعمار حتى اصبحت المانيا جنة الله في الارض، الشعب الماني المكسور والمدحور والمنهك ليس بحاجة لعقائد وايديولجيات في الجهاد والنضال بقدر حاجته لحياة كريمة واعمار مادمرته الحرب . وهكذا الحال لكل الدول التي كان لها صراع سياسي وايديولوجي مع امريكا اصبحت شريك اقتصادي وكذلك مع خصومهم الروس، فمصلحة الانسان والعائلة والامة تكمن في العقل الرشيد وليس النزوات والرغبات والتبعية، الدول التي نجحت في الاعمار لم تكن على عقيدة واحدة فالسوفييت غير البريطانيين وغير اليابانيين ولكنهم جميعاً اجمعوا على ان تعمير بلدانهم لا يحتاج الى مهاترات وأكاذيب وان يسند ذلك الاعمار لشرفاء ومهما كان هولاء الشرفاء من الغلاظة والقوة او من الانفتاح والمودة، ستالين غير تشرشل وغير هيروهيتو ولكن الجميع كان لهم بصمة في اعادة بناء اوطانهم، النضال والجهاد والاستشهاد وغيرها من المسميات وبكل عناوين احزاب الشرق لم تخلف لنا قط شخص بمثل ميركل بتواضعها ونزاهتها وعفتها ميركل عنوان فما هو عنوان الاحزاب والتيارات والحركات لنطرحه والشاهد علينا الله ورسوله والمؤمنين . والسؤال لماذا نحن في الشرق وخاصة في العراق اخفقنا في اعمار وبناء بلدنا وكيف لنا ان نجعل من السراق والفاسدين والكذابين متصدرين رغم الفشل التاريخي في البناء واعادة الاعمار . السياسين بعد ٢٠٠٣ لم يستغلوا تعاطف العالم معهم في اعادة بناء العراق ولم يستغلوا الجانب النفسي والمعنوي في تعبئة الشعب على العمران وبدل ان نستفيد من فرصة زيادة اسعار النفط والحماية الامريكية جعل السياسين من العراق ساحة صراع طائفي وقومي وحزبي انتهى من حيث بدء الخراب بحروب ونزوات الدكتاتور صدام، السياسين يعرفون من يمول الإرهاب والجماعات المسلحة ومن يصدر العبوات والمخدرات والدارسين والانتحارين والفتاوى ولكن غير قادرين على المواجهة بسبب فقدانهم للمؤهلات الوطنية فليس فيهم ما في تلك الدول التي عمرت الأنفس والبناء وانما مجموعة ساقها الزمن بمساعدة بريمر على أنهم يمثلون الشعب وبدل من الاهتداء بمحمد (ص) في فتح مكة او الاستعانة بالنجاشي من اجل تقوية وصمود الاسلام استعانوا بالسلطة والجاه والمال والنفوذ والقوة وبدء الكل يتآمر على الكل خدمة لاجندة دول الجوار وبالمحصلة ان كانوا معارضة او موالاة فهم غير وطنيين ويعتبرون من المؤسسين لدمار العراق . فبعد ١٧ عاماً مضت بقى الخراب خراباً ولم يضف الساسة اي بناء يخدم الانسان العراقي فانعدمت الزراعة والصناعة والصحة والتعليم والسياحة بشكل متعمد من قبل النظام السياسي، كما لم يبنوا مستشفى في زمن كان سعر برميل النفط ١٤٠ دولار بينما يسمحون للناس بالسفر للعلاج ولم يبنوا مصنعاً وسمحوا باستيراد حتى الايس كريم والملابس الداخلية ، الزراعة ارادوا لها ان تنتهي لكي يبقى الفساد كما ارادوا للسياحة ان تنتهي حتى يمضي العراقيين بلا جمال ورفاهية الا عند الغرباء، لكن الاهم بعد كل هذا كيف نبني بعد ان بتلينا بدكتاتورية غاشمة وحروب ظالمة وحصار مؤلم واحزاب (ديمقراطية) اسست اعظم فساد في تاريخ البشرية . الاستفادة من تجارب الدول والشعوب هي معيار الانتقالة التاريخية وان نضع ثقتنا ببناة حقيقيون وليس جوق الفاسدين الذي انهك العراق وجعله فقيراً يتلقى مساعدات طبية وانسانية من دول فقيرة . والسؤال هل نعمر بلدنا بعقود السياسيين الفاسدة مع الشركات . هل نعمر بلدنا وننظف بيوتنا بالأيدي العاملة من شبهه القارة الهندية هل نبدد ١٠٠٠ مليار اخرى بعقود وكومنشات ورواتب وهمية . الاعمار يحتاج فزعة ونخوة وجرأة وحماسة وتضحية وشجاعة وبسالة ولا للاسترخاء واللامبالاة والمصالح الذاتية والفساد . نعمر كما المانيا وروسيا واليابان وكوريا، نحفر في الحجر ونحمل على ظهورنا الطابوق ونبني ليل نهار لانه وطننا . نؤجل كل ملذاتنا ونؤجل الراحة والسفر ونبدا حيث بدء العظماء من الشعوب المدمرة في بناء اوطانهم . البناء يحتاج الى فزعة والى الجماعة والى القوة وهذه لا تأتي بعقود شركات او مؤتمرات وخطابات الاصلاح والانتقادات والتخوين ووووو . (الفاس وكع بالراس ) كيف نبني ولا تلتفت للماضي المقترحات لتحقيق ذلك هي : ١- يدعو القائد العام للقوات المسلحة ٣٠ مواليد للاحتياط. ٢- تكون مهمة قوات الاحتياط الأعمار والبناء والزراعة والصناعة والسياحة والموصلات والطرق وكل مايدخل في تنشيط الحياة الاقتصادية . ٣- يتم تشكيل ١٠٠ فرقة ولكل فرقة ١٠ افواج ولكل فوج ١٠٠٠ جندي . ٤- يتم تنظيم قوات الاحتياط وفق الاختصاصات والحاجات . ٥- زراعة كل العراق بوديانه وصحاريه والارض البور والمتروكة بالحنطة والشعير والفواكة والخضر والغابات وبما يشكل فائضاً عظيماً للتصدير ٦- الاستفادة القصوى من مياة الأنهار والبحيرات والأهوار والابار الارتوازية في الصحراء مع شق نهر عظيم من الخليج الى وسط ونهاية صحراء العراق لاغراض الزراعة وحقول الابقار والعجول والدواجن والبيض والاسماك . ٧- اعادة كل الصناعات الخفيفة والمتوسطة واستحداث اخرى ثقيلة بجهود قوى الاحتياط التخصصية . ٨- انشاء وتطوير السياحة واستلهام الموروث والطبيعة وبما يشكل معالم سياحية معاصرة وجميلة في الصحاري والجبال والاهوار والبحيرات وبناء مايشكل اي ارث تاريخي انقرض ونبني بما يوحي انه بناء قبل ٦٠٠٠ عام . ٩- اجراء عملية نقل سكاني للمناطق الزراعية والحقول والصناعات وبما يشكل انهاء ازمة المدن المزدحمة وتصميم مدن وقرى حديثه وان يكون السكن وفق استيعاب الرقعة السكانية وحاجة السكان مع تحديد ضوابط النسل وكثرة السكان . ١٠- ربط العراق بشبكة طرق وانهر وسكك حديد ومتروات وبما يجعل الحركة سريعة للبضائع والمسافرين . ١١- اي مقترح او فكرة تدخل في عمل وفعالية ونشاط قوات الاحتياط فهو يعجل في اعادة بناء العراق واعماره وتطويره في زمن قياسي . ١٢- تشكيل قيادة قوات الاعمار والبناء ويرأسها القائد العام للقوات المسلحة او من ينوب عنه . ١٣- تكون الوزارات والمحافظات داعمة لوجستيأً لقوات الاحتياط . ١٤- اعادة العمل بالبطاقة التموينية أبان الحصار وتكليف القائمين عليها آنذاك بالعمل بها بعد فساد استغرق ١٧ عام . ١٥- اعادة تنظيم سلم الرواتب وبما يجعل الراتب ترفاً وليس معيشة بتوفر الصحة والتعليم والمواصلات والحصة التموينية وان لايزيد راتب رئيس الجمهورية عن مليون دينار وراتب اصغر موظف عن ١٠٠ الف دينار ١٦- انهاء البطالة المقنعة في الوزارت كافه العسكرية والامنية والمدنية والغاء الاستعلامات والصادر والوارد والحفظ والمفتشية والحمايات والسواق وكل عمل لا يشكل انتاج او جهود يفوق الوقت وانهاء كل مفصل يشكل عبئا ً على الدولة ويساهم في نخرها وفسادها . ١٧- الموظف الحكومي يقوم بواجب الاستعلامات وواجب الحراسة بجدول خفارات اسبوعي . ١٨- لاعجلة شخصية لاي موظف حكومي باستثاء عجلات الميدان للقوات العسكرية والأمنية . ١٩- يستثنى الوزير بالحصول علئ عجلة خاصة مع سائق اثناء التنقل وتعود للوزارة . ٢٠- تشكل محكمة عسكرية في كل فرقة من قوات الاحتياط . ٢١- تشكيل هيئة مصغرة للبحث في الاموال المهدورة والمسروقة وملاحقة الاشخاص المتهمين داخل وخارج العراق ومهما كانت صفتهم وبالتعاون مع المنظمة الدولية. ٢٢- لكل قائد فرقة مستشار اجنبي ومن دولة نجحت في المجال الذي تسعى له قوات الاحتياط. ٢٣- تكليف فرقة من قوات الاحتياط لاعادة تصميم مركز المدن وبشكل حضاري بسيط وسهل ومستوحي من المدن الاوربيه القديمة ومع بناء ابنية على الشوارع العامة لا تزيد عن عشر طوابق وبكلف مالية على المستفيدين وبالاقساط من البنوك والدولة مع اجراء عمليات دعم وتسهيل . ٢٣- تكليف فرقة من قوات الاحتياط في كل محافظة باعادة انجاز الأبنية المتروكة والمدمرة . ٢٤- تكليف فرقة في كل محافظة لإدامة الطرق والأرصفة والمجسرات والانفاق والمجاري والنظافة داخل المدن وبشكل حضاري وجميل . وتوزيع المسؤولية بحدود المتر المربع الواحد في كل مدينة ويتحمل مسؤول القاطع ومن معه اي اخفاق او مظاهر اهمال . ٢٥- حل امانة العاصمة وكل البلديات في المحافظات بسبب الفساد الهائل في مفاصلها ومساهمتها في تدمير البنية الاساسية للمدن وتدمير التصميم الاساس للعاصمة والمحافظات . ٢٦- تشكيل مجالس شعب من بين الاهالي ويقوم بمهام التعاون مع قوات الاحتياط والتنسيق مع القوات الامنية لحفظ الامن وينتخب من بين كل مجلس رئيساً ويفرغ لغرض لادارة المجلس وعضوية المجلس الاعلى ويقوم مقام المختار والمنسق بين مجلس الشعب والدوائر الخدمية وبهذا يكون صوت المواطن قد وصل الى اعلى جهة في نفس اليوم وبدل روتين الفساد الذي ينتهي بتشكيل لجان وحفظ نتائجها . ان مشاركة الشعب في التعبير والمشاركة والنقد والاصلاح والبناء وتنفيذ القوانين وحفظ الامن وبمعزل عن الاحزاب الفاسدة سينقل العراق بطفرة كبيرة نتجاوز بها غيمة الدكتاتورية ومطر الفساد والشيفونية والطائفية ولبناء عراق فدرالي اداري غير عرقي او طائفي ومزدهر وقوي ولايخضع لاجندة فئوية او عائليةاو حزبية او قومية او طائفية او دولية .