18 ديسمبر، 2024 5:43 م

ردا على الذين لا يؤمنون بالله تعالى وينكرون وجوده بتفكير قاصر وضعيف الإدراك أو بعناد مع أنفسهم التي جبلت على العناد والرفض بعيدا عن التفكير والتفكر والتدبر والفطرة السليمة للإنسان وبطريقة عقلانيه تحترم العقل وترتقي به إلى مستوى الفهم البشري الحالي وبنقاش هادئ موضوعي مثمر نقول أن الله تعالى لا يرى بالعين المجردة ولا بالحسيات المادية كون أن معرفة الله تعالى والتسليم المطلق بوجوده هو فكري عقلي وقرار متجرد عن الأهواء البشرية مدرك للأمور من حوله للموجودات المحدثة كون أن كل محدث لا يمكن وجوده إلا بواجد الوجود القائم بذاته قادر على الإيجاد لا يمكن إحساسه أو رؤيته وغير محتاج للغير وخلاف ذلك لا يمكن أن يسمى إلها بوجود خالق يمكن خلقه غيره ومهما كانت تسميته (الله – الخالق – الواجد – الموجود – المصمم – الفاطر) وغيرها من المسميات فلا يوجد فوق هذا الخالق الواجد لكل الكون وما فيه ألا أن يكون قادرا متمكن على خلق موجداته بدون معين أو بديل أو شريك في الملك لهذا نحن نقدس ونحترم ونطيع ونشكر ونحمد هذا الواجب الوجود المطلق الذي يدير ويدبر الكون رب الأرباب الذي لا يخضع إلى زمان ولا مكان وخارج الوعي الإنساني لا تحده صورة وليس محتاج لأنه له القدرة المطلقة على الإيجاد فالنظرة الواسعة المدركة المحترمة للعقل عليها أن تنظر لهذا الخالق للوجود بنظرة الخشوع والإذلال والخشية والتسليم بوجوده كلما زادت المعرفة بالموجودات وملكوت السموات والأرض وما بينهن وكلما بعدنا عن الرسالات والآيات البينات للكون والرسل والأنبياء المنذرين والمبشرين كلما زاد قربنا ومعرفتنا بالخالق المطلق فان المعرفة والعرفان والشكر للخالق العلي هو أطاعته في الأمور التي ينهانا عنها والأماكن التي لا يريد أن يرانا فيها فالأمر بأوامره والنهي عن نواهيه هي مراده وكلها تصب في مصلحة البشر بالمطلق من خلال التعامل بين البشر وبني جنسه أو غيرهم على أساس القيم والمبادئ الانسانيه والأخلاق والتعاملات التي تنظم حياة الفرد في مجتمعه وضمن المجتمع الكلي للبشر كعالم واحد أوجده الواجد فكلما كان الإنسان في دائرة القيم الاخلاقيه الحميدة والعمل الصالح كلما كان قريبا من الصانع للكون بغض النظر عن التسمية حينها يكون البشر ضمن نطاق مراد الخالق ومطابقا لفلسفة خلق الإنسان والكائنات الأخرى على سبيل هداية واضحة معروضة على العقل البشري للأخذ بها وطاعة العمل بها توصل الإنسان إلى الخير والسعادة في الحياة الدنيوي واما المعصية تقوده للتعاسة .فعلى الإنسان الانقياد بعقله السليم وفطرته الإنسانية على إدراك بوجود منظم ومسير وقائدا لهذا الكون بمفرداته المتعددة . أن تطبيق هذه القيم والمبادئ الإنسانية والعلاقة بين البشر والموجودات من حوله والعمل بها ومحاولة معرفة أسرار الكون المترامي الأطراف توصلنا إلى الخالق البديع سبحانه وتعالى من غير أن نخوض في التفاصيل الفلسفية المعقدة والسفسطائية العقيمة بل بالرؤية الواقعية المحاكية للواقع المعروضة على العقل النير الخالي من الشوائب الدنيوية العالقة منذ آلاف السنين )