22 ديسمبر، 2024 11:13 م

كيف نتعامل مع قراطيس صناديق الإقتراع؟

كيف نتعامل مع قراطيس صناديق الإقتراع؟

بعد مرور فترة كافية على الشعب العراقي, تعلم خلالها دروس السياسة والديمقراطية, وأصبح كل فرد له خبرة وافية ليميز ما هي السياسة؟ وكيف التعامل مع الديمقراطية؟ تجربة تتكرر علينا في كيفية الإختيار, والتعامل مع قرطاس صناديق الإقتراع, التي تقرر مصير البلد, ودفعنا ثمن غالي للحبر الأزرق الذي علق في سباباتنا, وكانت إزالته بصعوبة, بعدما إفتخر الكثير في مشاركته لإختيار ممثل له, توقع سيدفع الحيف عنه, ويدافع عن حقوقه, وفي النتيجة خابت آمالنا في الكثير منهم .

يجب أن نتساءل ما هي نتائج السنوات السابقة؟ وما هي الإنجازات؟ وما تم تحقيقه؟ وما تم تقديمه للمواطن؟.. فقط سمعنا المقطوعات الإنشائية, التي على المنصات والصراعات التي وصلت للتشابك في الأيدي, التي لم تخدم المرحلة الراهنة, ورسمت صورة غير لائقة بحضارتنا وثقافتنا والأديان والعقائد التي يعتنقونها, تهديد ووعيد.

كشف بعض المستجوبين أمور خطيرة جدا, تمس مصير الشعب والبلد وأشخاص ذو مكانات مهمة في البرلمان والدولة, ولكن لا أحد يسمعها صمت الجميع, وقد سجلت ضد مجهول, ولم تتخذ أي إجراءات, رغم أن يجب أن يحاسب القانون أما القائل أو المقصود بالقول, لكن النتيجة كلاهما لم يمس, وتلاشى ذكرها بين الأوساط وكأنما شيء لم يحصل, أين الرقابة؟ .

يتحمل المسؤولية الكبرى الإعلام والقنوات الإخبارية, التي تهول المواقف الصغيرة, وتعظم الأمور في بعض الأحيان, لكن تتجاهل ما هو مهم ومصيري, هل كلها مأجورة؟ تساؤلات كثيرة تحير العقل, كذلك عدم إهمال دور أبناء الوطن الأساسي في حسم الأمور, وإيقاف العابثين في مقدرات البلد, نعم خرجت بعض المجاميع تتظاهر هنا وهناك وسريعا ما تغير إتجاهها, لتسيس لصالح جماعات أو أحزاب هي أساسا على يدها خراب البلد, أو تهاجم من جهات أخرى, ويتم تشويه أهدافها وخداع الشعب, كما هو معتاد عليه في مراوغة الأمور, لتظليل الجماهير التي تكاد تساندها .

عاش العراق مرحلة الديمقراطية أشد إيلاما من سابقتها, أيام مرعبة بين الإرهاب والإنفجارات, التي أدت إلى تناثر الأشلاء في كثير من المحافظات, عاشها جميع أفراد الشعب, ما عدا المتحصنين والمتسلطين على رقابه, بسوء الإختيار, حذاري أن تتكرر المأساة, وتتغير نعمة النصر إلى نقمة من جديد.

نقترب من يوم جديد, ومرحلة جديدة, التي تصادف يوم الثاني عشر من آيار عام 2018, ستفتح صناديق الإقتراع أبوابها من جديد, وهي تعاتبنا وجوفها يمتلئ بالحزن هل سنرمي بها حمم ستزيد البلاء علينا, أم سنرمي أزهار بيضاء, وبذور خير, لتنمو و تسمر لتثمر وتملئ ربوع البلد خيرا وأمان, وتعتبر فترة إنقاذ للبلد.

من الصعب جدا التكهن والتقرير للمرحلة الراهنة, التي يتحمل مسؤوليتها الكل وبدون إستثناء, من الذين يشملهم قانون الانتخاب, الجميع يجب أن يتصور عندما يقف أمام صندوق الإقتراع, أن مصير البلد في يده, وهو من يقرر, وكذلك يرتبط في مصير عائلته وأطفاله, ومن العجيب جدا أن يرمي أطفاله وعائلته في التهلكة, من أجل مساومات رخيصة ومحسوبية أو مال, رغم أننا نمتلك الثقافات الكافية, وبالإضافة إلى ذلك أرشدتنا المرجعية, وأصحاب الرأي, كيف التعامل مع الديمقراطية؟ .

نعم يوم الثاني عشر من آيار2018 يوم حاسم, لتقرير المصير, تعتصر القلوب, وهو أشد رعبا وخوفا من الأيام الماضية, ننتظر الإجابة ونقول ماذا يحصل؟