18 ديسمبر، 2024 8:37 م

كيف ستنتهي مسرحية القط والفار

كيف ستنتهي مسرحية القط والفار

الاخبار في تسارع .. تصريحات واجتماعات وتحليلات وصحافة ومحطات فضائية كلها مشغولة في لعبة القط والفار بين امريكا وايران، واليوم البحث جاري بين ادارة الرئيس بايدن والدول الغربية حول كيفية التعامل مع ايران، هل سيضيقون الخناق عليها لارغامها على الالتزام بما يستجد من شروط، ام التساهل من اجل عودة جميع الاطراف الى اتفاق 2015 بعد فصول من العناد والتحدي الايراني .. مما يعني لو توفرت النية والرغبة بقبول جميع الاطراف العودة الى الاتفاق هل سيكون هناك شروط واجراءات صارمة لارغام ايران على تنفيذها من غير ثغرات للمراوغة والالتفاف كما حصل طيلة السنوات السابقة .. طبعاً نشك في ذلك لان ايران لها القدرة على المماطلة وخلق الذرائع للتملص من اي شروط تفرض عليها مثلما هي اليوم ترفع وتكبس وتخصب كما يحلو لها وآخرها التهرب من التفاهم مع وكالة الطاقة الذرية برمي الكرة في ملعب البرلمان، فضلا عن تعلق العمل بالبرتوكول الاضافي للاتفاق النووي، ولم نسمع سوى تحذيرات خجولة هنا وهناك لانه لا يوجد ضرر حقيقي من ايران على اغلب الدول ماعدا العرب .. ومع ذلك اصبحت خطوة عودة الجميع الى الاتفاق قريبة جداً بعد تهدئة الاجواء من قبل ادارة الرئيس بايدن .. ولكن العقبة الاساسية هي اسرائيل لانها لن تقبل بأي تعهدات ايرانية لانعدام الثقة بايران، لهذا اسرائيل تريد من ايران مواقف عملية ليس فقط تعهدات بايقاف طموحاتها النووية وانما التخلي عن اذرعها في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن وتجريدهم من ترسانة السلاح والصواريخ للحفاظ على امنها الوطني .. وبالمقابل من الصعب قبول ايران التخلي عن وكلائها لان ذلك سوف يفقد مصداقيتها كونها زعيمة المقاومة بعدما صدعت رؤوس العالم بعدائها لاسرائيل وسعيها المزعوم بتحرير القدس، لهذا ايران تصر على العودة الى اتفاق عام 2015 دون اي تغيرات او اضافات لانها الان في مأمن من اي ردع بعد تماهي ادارة الرئيس بايدن التي شجعت ايران في رفع سقف شروطها قبل العودة للاتفاق .. وهنا تكمن حقيقة المشكلة وليس كما يظهر في الاعلام كأنها عملية شد وجذب لمن يعود للاتفاق اولاً لان الطرفين سيعودان للاتفاق حتماً ولكن المعضلة الاضافات المطلوبة على الاتفاق وفق المستجدات الجديدة فيما يخص تطوير الاسلحة والصواريخ الباليستية والتدخلات الاقليمية وصعوبة تقبل الطرفين الشروط القاسية الناتجة عن ازمة الثقة بالرغم من وجود التخادم والتخابر فيما بينهم للتآمر على العرب على مدى السنين السابقة، لذلك ما يدور الان في الكواليس حول كيفية التوافق بين اسرائيل وايران لتجاوز تباين وجهات النظر بالرغم من ان العداء بين الطرفين لم يتخطى حدود التراشق الاعلامي منذ عقود .. مما يعني ان ايران ستقبل في النهاية ايقاف انشطتها النووية من اجل اعادة الحياة الى الاتفاق مع قبول بعض التعديلات لذر الرماد في العيون مقابل خطوات يتم الاتفاق عليها لرفع العقوبات تدريجياً لان ايران بالرغم من غطرستها ومكابرتها فأنها تعاني من تداعيات العقوبات الاقتصادية على الحياة الاجتماعية والمعيشية في البلاد .. وبذلك سوف ينتهي الفصل الاول من مسرحية القط والفار وبانتظار الفصل الثاني وما يحويه من مشاهد هزيلة من المماطلة والتسويف ليبدء حلب العرب من جديد لحين انتهاء المسرحية بانتاج ايران للقنبلة النووية .