23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

كيف حررت بيجي ..ولماذا اعتبرها المتخصصون اشرس المعارك ؟

كيف حررت بيجي ..ولماذا اعتبرها المتخصصون اشرس المعارك ؟

معركة بيجي كانت اشرس معركة خاضها الحشد خلال الاسبوعين الماضيين، وكان لشراستها اكثر من مبرر، اهمها انتشار قوات الحشد على ثلاث جبهات يخوض منها ثلاث معارك كبرى (بيجي وسيد غريب والانبار)، ولهذا اثره في تشتيت الجهد العسكري واللوجستي، وكذلك حرفية مقاتلي الدواعش الذين بقوا في هذه المدينة وأغلبهم مقاتلون اجانب قضوا سنين في التدريب في سوريا وغيرها ثم العراق، ولكن شاء الله ان يجعل النصر والغلبة حليف فتية الحشد الذين اخلصوا لله فبادرهم بنصر منه موزر..
فقبل عشرة ايام وتحديدا يوم الجمعة (29/ 5/ 2015) استطاعت قوة من غيارى الحشد التوغل في منطقة البعيجي (وهي جزيرة يطوقها دجلة وفرعه تقع جنوب شرق بيجي) حتى اخترقتها من جنوبها ووصلت بعد الزوال بساعة الى جسر البعيجي الواقع اقصى شمالها، وتقدمت من محور ثان قوة أخرى لتخترق منطقة المالحة التي تشبه رأس سهم منغرز في بيجي من جنوبها، فيما التفت قوة ثالثة من حي السكك الواقع غرب المدينة على يسار شارعها الحولي لتطوق تل ابو جراد وهو حي كبير يستقر فوق حيي السكك، فتخترقه في عملية تطهير وتثبيت سريعة وخاطفة…. كل ذلك حدث في يوم واحد.. ثم توقف التقدم بسبب شراسة
المقاومة التي دعت قيادة الحشد للتريث في اقتحام المدينة ريثما تستنزف قوة العدو …
وهكذا صبر مجاهدو الحشد عشرة ايام كاملة حتى صبيحة هذا اليوم حيث شكل صباحها الباكر ساعة صفر لقواتنا بالتوغل الى وسط المدينة، فانطلقت القوة التي كانت متواجدة في تل ابو جراد وحي السكك لتتسلل الى المدينة من خاصرتها الغربية، كما انطلقت القوة الرابضة في المالحة ومنطقة الهونداي لتخترق المدينة من اسفلها رغم محاولات الغرباء واستماتتهم في ايقاف تقدم قواتنا، ولكن الاصرار على اكمال هذه الصفحة استمرت القوات في مسيرتها نحو الاهداف المقررة …
فقد وصل الغيارى مع ظهيرةيوم 7 /6 / 2015 بناية القائمقامية ثم تقدموا شمالا ليرفعوا راية العراق على جامع الفتاح الذي يحتل قلب المدينة بالضبط. ويعتبر هذا الجامع اهم وأكبر موقع حيوي لقادة داعش حيث يعتبر المكان المحصن لهم وفيه تتخذ الاجتماعات ومنه تنطلق الاوامر واكثر قادة داعش يتخذون من هذا الجامع مقرا لهم لأسباب اهمها انه كبير ومحصن وكذالك يحتوي على طابق سفلي تحت الارض مكون من سراديب وغرف كبيرة اتخذها الدواعش قاعات للأجتماعات وبعضها مخازن للأسلحة والاعتدة لذالك كانت الاستماته من اجل الدفاع عنه والصمود عبارة عن ربح او خسارة فسقوط
الجامع يعني انكسار سريع ومغادرة المدينة بأسرع وقت والتوجه نحو معقل أخر او التوجه نحو الموصل بعد ان خسروا هؤلاء اهم هدف لهم لتمويل تحركاتهم وجيوشهم وجني الاموال والارباح منه انه مصفى بيجي الذي ادى سقوطه بيد الحشد والجيش الى كسر شوكة داعش وأنهيار أخر قواتهم المهمة والتي تتكون اغلبهم من قادة داعش الاجانب وخاصة الشيشانيين اللذين يعتبرهم ابو بكر البغدادي ذراعه اليمين فلذالك يزجهم داما في المعارك الكبيرة لأنهم يولدون الرعب والخوف في قلوب المقاتلين والناس العامة بدخولهم ووجودهم في المعركة ..لكن هؤلاء لم يتصوروا ان يوجهوا مقاتلين
حتى انهم لم يلتفتوا لهم وأصبحوا بعد تقدم الجيش والحشد عبارة عن اسرى او قتلى لا محالة اي امرين لا ثالث لهما .
وبذلك لم يبق للدواعش في هذه المدينة إلا ألهرب حيث تجمعوا في مجمع دور النفط شمال غرب المدينة تحاصرهم نيران الحشد الشعبي من كل حدب وصوب.. فقد امست نهاية وجودهم هنا اقرب إليهم من المصفى ….
بعد هزيمة داعش في البيجي اصبحوا اليوم مكشوفي الظهر ماديا اولا بخسارتهم المصفى الذي كانت لهم اهداف كبيرة في السيطرة عليه منها الحصول على الاموال ببيع النفط في الخزانات الموجودة في المصفى والخطة الثانية والتي لم يعلن عنها ان داعش قد هيأت كوادر هندسية ومتخصصة لجلبهم الى بيجي ومحاولتهم تفكيك مايمكن تفكيكه من المصفى ونقله الى سوريا او بيع الادوات تلك بأثمان بخسة لتجار من اقليم كردستان لتمويل تحركاتهم ,,لكن الذي جرى يعتبر المفاجئة الكبيرة لأبو بكر البغدادي بفقده اهم الاهداف التي ستجعله يفكر كثيرا قبل العودة الى المصفى الذي يعتبره
الدجاجة التي تبيض له ذهبا .وثانيا اصبحوا مكشوفي الظهر عسكريا فأن العمق الذي كانوا يترجونه للعودة لتكريت وللموصل قد انتهى فتكريت اليوم اصبحت محررة كليا وأما الموصل فهي الان اصبحت شبه محاصرة .

[email protected]