21 ديسمبر، 2024 7:38 ص

كيف جرى الإعداد لقمّة بغداد!

كيف جرى الإعداد لقمّة بغداد!

يصعب على الإعلام معرفة وتحديد اليوم والتأريخ , وحتى الساعة .! التي جرت او جرى فيه طرح فكرة عقد مؤتمر قمة في بغداد , وكيف كانت هيكلة وتفعيل الفكرة , وكيفَ ايضاً اختيرت آلية اختيار وانتقاء الدول التي سيجري دعوتها للحضور , والدول الأخرى التي لا تُدعى .! , وخصوصاً أنّ المؤتمر قد جرت تسميته في البدء ” بقمة دول الجوار ” ومن ثَمّ تمّ تغييره الى مؤتمر ” التعاون والمشاركة ” , حيث قام الرئيس ماكرون بكسر هذا الجدار ! لتتوسّع مساحة وحجم المؤتمر .!

وعلى الرغم من أنّ مثل هذه التساؤلات لم تطرحها ايّ من وسائل الإعلام العراقية على رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية بغية تنوير الرأي العام العراقي , ولسببٍ مبهم , وما كان ينبغي فتح الأبواب والنوافذ أمام هذا الإبهام والسماح له ليُشغل هذا الحيّز .!

فبإتّساعِ حدود جيوبوليتيك المؤتمر من الدول المشاركة , سواءً ببرمجيةٍ ممنهجة او بمنهجيةٍ مبرمجة .! او بما فرضه الظرف السياسي واعتباراته الخارجية – الدولية , او حتى بقدرة قادر .!,

وبإستثناء عدم دعوة سوريا التي غدت واضحة الأسباب ” وربما اكثر مما مطلوب , وفق التوضيحات الرسمية العراقية ” , فكيف يجري إدراج وضع وقضية القطر اللبناني في اجندة وجدول اعمال المؤتمر وما تحمله هذه القضية الساخنة من تراجيديا مؤلمة , بينما لمْ يجرِ دعوة لبنان الى حضور المؤتمر أسوةً بأقطارٍ عربيةٍ أخريات .! , واذا كانَ المُسَوّغ ” وليس المبرّر ” لذلك , هو عدم وجود حكومة لبنانية فعليّة , فلم يكن صعباً تمثيل لبنان بممثلٍ عن رئاسة الجمهورية اللبنانية ” ولا نقول او نفترض بأنّ دعوة الرئيس ميشيل عون قد تواجه معارضة جماهيرية لبنانية ” بنسبةٍ عاليةٍ او اقل ” وحتى عربية ودولية جرّاء وازاء عرقلته لتشكيل حكومة جديدة لا تستجيب للمتطلبات الوطنية والقومية للبنان ” , ودونما استرسالٍ بهذا الشأن , فكانَ ممكناً ايضاً ان يغدو تمثيل الخارجية اللبنانية بممثلٍ عنها

, وحتى في ابعد الأحوال السفير اللبناني في العراق لتمثيل هذا القطر العريق في المؤتمر.!

وبحديثٍ ذي صلة , فيجهل الرأي العام العراقي والعربي لماذا اختارت القيادة العراقية دعوة 4 دولٍ خليجيةٍ ” اثنتان منها مجاورتان لحدود العراق – السعودية والكويت , وإثنتان لا تتشاركان الحدود : دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قَطر – بينما جرى إستثناء مملكة البحرين وسلطنة عُمان من توجيه الدعوة لهما من الحضور , ولماذا .؟ .! وهل يمكن الإفتراض المبدئي بأن جرى الإتصال بهما ” بعيداً عن الإعلام ” ورفضتا الحضور .! لكنَّ شكوكاً وريبةً تُحلّق على ارتفاعٍ واطئٍ في ذلك .! وبذاتِ الصدد فعدم دعوة المملكة المغربية والسودان لحضور المؤتمر يدخل ايضاً في ثنايا وطيّات الإبهام الحكومي العراقي ! ونتعمّد هنا عدم الإشارة لأقطار عربيةٍ أخريات لسببٍ او لآخر ! له ما له من اعتباراتٍ مفترضة .!

الى ذلك وسواهُ كذلك , فمنَ الصعبِ ومنَ الممكن أنَّ ادراك وزارة الخارجية العراقية ” على الأقلّ ! ” كانَ ضيّق الأفق ” ومضغوطاً جداً ” في عدم استغلال واستثمار الفتح شبه المفاجئ للحدود الجغرافية – السياسية للمشاركة في المؤتمر عبر توجيه الدعوات لدولٍ عربيةٍ واجنبية اخرى للمشاركة في المؤتمر , وبما يشكّلهُ ذلك من دعايةٍ سياسيةٍ – اعلاميةٍ لصالح الكاظمي وبرهم صالح , او لعموم العراق .! , وهل كان عدم توجيه الدعوات لروسيا والصين ودولٍ اسلاميةٍ اخرى كباكستان وماليزيا , وحتى الفاتيكان , وكأنّه بالضد من المصلحة العراقية على الصعيد الدولي , نأسف ويحزننا قُصر النظر السياسي لمن يقودون الدولة .!