يدعي اغلب المواطنين وتنطبق عليهم صفة بأنهم لا يعرفون أين يذهب صوتهم الإنتخابي، وفق نظام سانت ليغو، حتى أصبحت القناعة لدى معظم الشارع أن الإنتخابات محسومة مسبقاً، وعند أول أطلالة الى القوائم الإنتخابية، تجد معظمها أعادت نفس الوجوه السابقة، في حين أن الحقيقة العملية لا يمكن بقائها أن قرر الشعب التغيير، ونفذ ما يدعيه المواطن من إعتراضات واقعية على غالبية الطبقة السياسية الحاكمة لأربعة عشر عام.
تختلط الخطوات على المواطن بكم القوائم والمرشحين، وكل يعتقد بأن خياره الأصح، ولكن العكس صحيحاً، في حال إعادة الفاسدين والفاشلين في دورات متعددة.
آلية التصويت تفترض التصويت على القائمة ثم المرشح، وبالنتيجة الأصوات تُجمع للقائمة ثم توزع على المرشحين، حسب عدد الأصوات ومن يحصل مثلاً على عشرة مقاعد، ستوزع للأعلى أصوات نزولاً، وذهاب الناخب عادةً بحسن نية، فيختار الأفضل ولكن بقائمة يغلب أو يُسيطر أو يعتقد فوز المتهمين بالفشل والفساد، ولا يُدرك الناخب خطورة فعله، وبذلك أعطى صوتاً ترجيحياً للفاشل وقائمته.
أما إذا كان خيار الناخب لمرشح جيد في قائمة، لا تحتوي على فاشلاً او فاسداً او مجرباً لم يُقدم إنجار سواء في السلطة التشريعية او التنفيذية، فإن الصوت سيذهب للشخص نفسه أو الى القائمة من الشخصيات الجديدة والجيدة والمعروفة بالكفاءة والنزاهة، وبذلك يُعاقب الفاسدين والفاشلين، ولا يندم على صوته سواء فاز مرشحه أو لا، فالنتيجة فوز قائمة كفوءة.
إن بعض الكتل السياسية إتبعت أساليب التدوير وإعادة صناعة الوجوه والمناورة وتزوير وخداع إرادة الناخب بالشعارات والوعود، وجعلته سلم لإعادة الفاسدين والفاشلين، بإستخدام المال العام والسلطة، يسعون مستقبلاً بعد الإنتخابات للتحالف مع من يماثلهم بالنوايا، ويصورون التغيير بتبديل هذا الوزارة بتلك، وتُعاد نفس الوجوه الى الواجهة ولا يشعر المواطن بتغيير واقعه، بعد ذهاب صوته لمن لا يرغب بإنتخابه.
على المواطن أن يكون دقيقاُ بإختياره، والأَولى النظر للقائمة وإختيار الأفضل فيها، ومن يعتقده بقناعة وطنية، بأنه شخص يحقق مصلحة المجموع.
نجاح الإنتخابات لا يعني مشاركة الشعب فحسب، بل بإختيار القوائم الكفوءة النزيهة والشخصيات القادرة على إحداث نقلة نوعية بالعملية السياسية، والإبتعاد عن القوائم الخليطة والمطعة بشخصيات مدورة مجربة بالفشل والفئوية، ولا يحدث هذا التغيير إلاّ بوعي ناخب وزيادة المعرفة بالعملية الإنتخابية وآلية توزيع الأصوات، التي حاولت قوى مهيمنة على العملية السياسية إخفائها عن المواطن، كي لا يكون خياره قادر على إزاحة تلك الوجوه البائسة، التي صورت أن الواقع لا يتغير والخيارات والأصوات محسومة، وهذه أباطيل لإحباط الإرادة الشعبية وتحقيق لإرادة الفاشلين والفاسدين، وبإنتخاب الكفوء سيعاقب هؤلاء، ويضع الشعب بيده البرلمانين والوزراء والرؤوساء.