18 ديسمبر، 2024 3:24 م

كيف تمخض الأسلام كمعتقد !

كيف تمخض الأسلام كمعتقد !

بزغ الأسلام من خضم خلفيات عقائدية عدة ، ومن مخاض أديان وفرق مختلفة ، من أبرزها اليهودية والنصرانية فالمسيحية / بشكل أو باخر ، هذا ما سأبحث عنه في هذا المقال المختصر ، وعلى شكل أضاءات : 1 . لم يقبل رسول الأسلام محمد كنبي وفق المعتقد اليهودي ! ، بالرغم من أن القرآن ضم ، على الكثير من القصص المذكورة في العهد القديم / كمرويات أو نصوص ، مثلا : عن أبراهيم ” {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:124] ، وقال تعالى : {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل:120] ، وقال تعالى : {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم:37] “. وعن النبي موسى ( لقد ورد ذكر اسم سيدنا موسى عليه السلام في القران الكريم 136 مرة ، وذكرت قصته 16 مرة / نقل من موقع فكرة ) . وذكرأيضا العزير {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة ،9/30) ” .. ونتيجة لهذا الرفض قام الرسول بتصفيات لليهود في الجزيرة أنتقاما منهم – وخاض حروبا معهم وفق مسببات عدة . أهمها : أ – غزوة بني قينقاع ( كانت هذه الغزوة في شهر شوال السنة الثانية للهجرة ، أما عن سببها فقد كان من أول المهام السياسية للدولة الوليدة في المدينة المنورة هي إبرام المعاهدات والاتفاقيات مع القبائل المجاورة ، ومن بين هذه القبائل التي تم الاتفاق معها قبيلة بني قينقاع التي انتهزت كل الفرص في نقض بنود المعاهدة مع المسلمين .. ) . ب – غزوة بني النضير ( كانت هذه الغزوة في شهر ربيع الأول السنة الرابعة للهجرة ، وقبيلة بني النضير هي أيضاً من القبائل التي أبرمت العهود والمواثيق مع المسلمين ، ولكن الفارق أن بني النضير هم مجاورين للمدينة ، وتمثّل غدر اليهود هنا بدعوة النبي لمجالستهم في أحد منازلهم .. ) . ج – غزوة بني قريظة ( حصلت هذه الغزوة في السنة الخامسة للهجرة ، وكما الحال في الغزوات السابقة مع اليهود كان سبب المعركة نقضهم للعهود وإعلانهم ذلك للمسلمين وهم في معركة الأحزاب ، فما أن عاد الرسول من غزوة الخندق أو الأحزاب حتى أمره الله بالخروج لبني قريظة .. ) . د – غزوة بني خيبر ( كانت في أواخر محرم السنة السابعة للهجرة بعد عقد صلح الحديبية مع أهل قريش وإنهاء خطر اليهود في المدينة ، فكان لا بد من التعامل مع أحد مصادر القلق للمسلمين وهم أهل خيبر ولا سيما أنهم أهل خداع وخبث ، فجمع الرسول المسلمون للخروج عليهم .. ) – نقلت مادة الغزوات من موقع / موضوع ، وبأختصار . * ليس من المنطق أن يكون اليهود بأجمعهم وعلى أختلاف قبائلهم في عداء مع الرسول ! ، ولكن الرسول بعد أستقوائه ، أراد أن يخضع كل القبائل له ، بل تصفيتهم / أن لن يعترفوا به كنبي مرسل من الله . وأكبر مثال على ذلك أنتقامه وفتكه بأسرى يهود بني قريضة ( وتوجه المسلمون لمحاصرة بني قريظة عقابًا لهم على نقض العهد والتآمر مع الغزاة ، وبعد حصار دام 25 يومًا استسلم بنو قريظة ، وتولّى الصحابي سعد بن معاذ الحكم عليهم ، فقضى بقتل رجالهم وسَبي نسائهم وأطفالهم .. وهو ما تم بالفعل ، فقُتل منهم 700 رجلًا .. / نقل من مقال لوليد فكري منشور في موقع أضاءات ) . * وفي قتل أسرى يهود بني قريضة ، هناك فرية على الذات الألهية ، ” عندما قال محمد مخاطبا المحكم / سعد بن معاذ : لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات / نقل من موقع بن باز ” . فهل يعقل أن يحكم الله بقتل عباده ! .

2 . وذات الأمر حدث مع المسيحية ، حيث كرمت بداية في الكثير من النصوص القرأنية ، وأشيد بعلو منزلة ومكانة نبيهم المسيح ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / 171 سورة النساء ) ، وقد فضل القرآن من مكانة النصارى ، بقوله ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ / 82 سورة المائدة ) ، وكذلك حدد النص القرآني من مكانة أتباع المسيح ، فوق الذين كفروا ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) آل عمران/ 55 ) .. ومن المنحولات ، وصف القرآن المسيح بأوصاف خارقة / كتكلمه في المهد ، وخلقه للطيور من طين وأحياءه للموتى ” { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } [سورة المائدة: الآية 110] ” .. ولكن الوضع تعقد على محمد ، عندما أراد أن يكون هو ” البارقليط ” ، المذكور في الأنجيل ( بالرغم من أن البارقليط مفهوما عقائديا مسيحيا – ويعني الروح القدس ، ولكن شيوخ الأسلام يرقعون تفاسير نصوص موروثهم ، ويقولون المعني بالباراقليط هو رسول الأسلام محمد / فقرة من بحث لكاتب المقال بعنوان ” البارقليط بين المسيحية والأسلام ” – يمكن الرجوع أليه ) .. فبدأت عملية التكفير بهم ، وفق نصوص قرآنية باتة منها ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / 73 سورة المائدة ) .

3 . وعندما رفض محمد كنبي / وما جاء به من معتقد ، من قبل اليهودية والمسيحية ، أنتهى الأمر بقول محمد ، بتحريف التوراة والأنجيل ، وثبت هذا بنصوص قرآنية (( فإن تحريف أهل الكتاب اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل ثابت بالأدلة القطعية من الآيات القرآنية والأحاديث الصريحة ، أما الدليل من القرآن فهو قوله تعالى ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) [ سورة المائدة : 13] . وقوله تعالى : ( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه ) [سورة المائدة : 41] .. / نقل من موقع أسلام ويب بأختصار )) . * كل هذه الأمور وغيرها ، دفعت بمحمد أن يبزغ دينه بعيدا عن محوري اليهودية والمسيحية ، بعد رفض نبوته منهما ..

الخلاصة : أولا – لم تجدي كل النصوص والقصص والمرويات ، التي ثبتت في القرآن ، والمقتبسة من التوراة و النصرانية و المسيحية ، من جعل محمدا ، أن يأخذ صفة رسمية ومرجعية معترفا بها عقائديا ، لأجله بقى أسلام محمد ، خارج محاور الكتب المقدسة ، ولهذا كفر الذين سبقوه ، وأدعى بتحريف التوراة والأنجيل ، وبقى هو والأسلام فقط ركنين لا ثالث لهما. ثانيا – ونتيجة لهذا ، فقد دعى محمد ، وبشكل جلي لمحاربة الكل حتى يسلموا / بأمر ألهي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. / نقل من موقع أبن باز) . كما حصر الله بالأسلام كدينا أوحدا ، فنزلت آية ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ .. / 19 سورة آل عمران ) ، وأخيرا ختم النبوة والرسل به(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا /40 سورة الأحزاب). ثالثا – هكذا تمخض أسلام محمد في تلك الحقبة ، أما أسلام اليوم ، فتشكل في الحقبة العباسية ! / ولهذا قصة أخرى .