الشيعة الامامية الاثني عشرية، وهم مذهب يتبع جعفر بن محمد الصادق “عليه السلام”، واطلقت عليهم هذه التسمية، لانهم يعتقدون بإمامة اثنى عشر اماما، من بعد الرسول محمد” صلى الل.. عليه واله”، يبدأون بعلي بن ابي طالب وينتهون بمحمد بن الحسن العسكري”عليهم السلام”.
مذهب التشيع وحسب المعتقد السائد لديه، بأن اولو العلم، والدالين على الدين، واصحاب العلوم الدينية في مختلف جوانب الاسلام، هم اؤلائك الذين تخصصوا بالعلوم الدينية؛ منذ نعومة اضافرهم، وتدرجوا في طلب العلم، حتى وصلوا الى استحصال الملكة الشرعية، الا وهي الاجتهاد؛
والاجتهاد هنا هو الاجتهاد في استنباط الحكم الشرعي، من القرآن والسنة النبوية، واحاديث وروايات اهل البيت عليهم السلام.
طالب العلوم الدينية كغيره من طلبة العلم الاخرين، بعضهم ينجح ويصبح طبيبا، واخر مهندسا، واخر ربما يتعثر في دراسته، ولكنه يصل لمرحلة ويقف، وبعضهم يترك ذلك من البدايات، ولكن تبقى المسميات، تحددها تلك الشهادة الاكاديمية التي يستحصلها ذلك الطالب.
التدرج في النبوغ العلمي، ووصول الطالب الى درجة الاجتهاد، يحددها اساتذته او من هم على مستوى عالي من المكانة العلمية، او الوسط العلمائي في الشارع الحوزوي، فيشهدوا لذلك الشخص، بعد ان يستحصل الملكة العلمية والتي تمكنه من استنباط الحكم الشرعي؛ وفق العرف الديني، والقواعد المنطقية في الاصول والفقه وغيرها، وربما يتعدى ذلك حتى يشهد له المجتهدين-وهم من لديهم رسائل عملية، يتبعها مقلديهم- بأن هذا الشخص هو الاجدر لكي يتصدى لادارة شؤون الطائفة في العالم والواجهة الدينية للتشيع.
السائد والمعروف هذا؛ لكن انقلاب الاحداث، بعد سقوط النظام البائد، ادى الى انقلاب المحددات الشرعية، في اختيار شخص المجتهد، والعالم وحتى في اختيار المرجع الاعلى-وهو المتصدي لادارة شؤون الطائفة كما ذكرنا!
فالاكثار من المؤلفات، حتى لو كانت تزكم الانوف تفاهة، وخسة، وتدس السم لهذا المذهب! او تكون من تلك التي تمتلك الضحالة الفكرية والعلمية والتي تدل على سذاجة مؤلفها، والاكثار من الظهور التلفزيوني او على شبكات الانترنت، او امتلاك القنوات الاذاعية، والترويج للعلمية عن طريق الاموال وكسب المؤيدين بشتى الطرق، حتى لو كان المؤيد لا يعرف ماذا يفعل، او الولوج الى الوسط السياسي وتصدير تلك الجهة، الى الاخرين، فهذه هي محددات المرجع الجديد!!!
اللطيف في الامر ان يصل الامر الى ان بعضهم، يذهب ليمتدح جهة معينة، وما ان يجد معارضة تلك الجهة له، حتى تجده يعارضها ويسقطها بشدة! حتى اصبح بعضهم مجرد طالبي اهواء يلهفون خلف اهوائهم، حتى لو اضطر الامر بهم ان يقبلون احذية البعض اليوم، ويذمونهم غدا!
رسالة اخيرة، ان مذهب التشيع هو مذهب سامي، ينتمي لانسانية علي وعلومه، عليه السلام، وسيبقى راية خفاقة تنأى بنفسها عن تلك الخزعبلات والتفاهات، و ومذهبه مذهب الدليل العلمي والعقلي، ولو كره المغرضون.