19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

كيف تقيم السياسيين في العراق

كيف تقيم السياسيين في العراق

بعد عام ٢٠٠٣ ، وتغيير نظام الحكم في العراق من نظام ديكتاتوري شمولي وفردي الى نظام ديمقراطي دستوري ، كثيراً ما يُنتقد السياسيون وبعض الشخوص الدينية وغيرهم من المسؤولين عن إدارة شؤون البلد عموماً ، وبحرية ، سواء بشكل سلبي أو إيجابي ، من قبل العديد من الكتاب والمحللين المهتمين بالشأن العراقي . وهذه مسألة معلومة ومتعارف عليها في الأنظمة الديمقراطية التي تستند أساساً على حرية التعبير عن الرأي ، وهي حق من حقوق الإنسان في مثل تلك الأنظمة . وهذا هو الحال في جميع دول العالم الديموقراطي المتقدم والمتحضر . إلا إن الملفت للنظر إن الإنتقادات الموجهة للنظام العراقي كانت في معظمها سلبية وقد شملت معظم الجوانب السياسية والتي تتعلق بالإنتخابات التشريعية والرئاسية وإجراءات تشكيل الحكومات وما شابه ، وكذلك مايتعلق بالجوانب الإقتصادية والإستثمارية من معالجة حالات التخلف وسوء الإدارة في معظم مرافق الدولة الصناعية والزراعية والخدمية ، أو ما يتعلق بالجوانب الإجتماعية من ناحية المساواة والعدالة والتأمين الإجتماعي والثقافة والتحضر ، أو ما يتعلق بالجوانب الأمنية سواء على مستوى البلد أو المنطقة أو الفرد كمواطن .
وللتأكد من مدى صحة الإنتقادات السلبية التي يثيرها معظم الكتاب والمحللين على مجمل العملية السياسية وأهدافها وأبعادها الحقيقية في العراق ، ما على المواطن ( الإعتيادي غير المغيب عقلياً ) ألا أن يتابع جميع البرامج الحوارية في جميع المحطات التلفزيونية مهما كانت تبعيتها والتي تستضيف النخب السياسية والدينية والشخوص المعروفة في الساحة العراقية ومتابعة تلك الحوارات لإكتشاف مدى ثقافة هؤلاء في الحوار وكفاءة ومستوى التعليم والإدراك لهؤلاء النخب والمنطق الذي يتعاملون به ومن جميع الجهات ، وعندها سيكتشف المواطن البسيط المتابع مدى ضحالة ومستوى هؤلاء الساسة تربوياً وثقافياً وتحضراً وغبائهم وعدم المنطق في حواراتهم وتناقضاتهم ، وهم المسؤلون فعلاً عن إدارة البلد . في أي برنامج حواري ، وفي أي قناة ، ستجد حقيقة من يحكمون العراق . ولكي نثبت بوضوح بأن معظم الشعب العراقي مغيب وغير واعي بشكل حقيقي للمأساة التي يعيشها تحت ظل هذه المجموعة السياسية المخادعة وبرضاه ومباركته الغبية فسوف نبين بوضوح ، ومن خلال بعض المقابلات التلفزيونية الحوارية ، مدى غباء شريحة كبيرة من الشعب العراقي إنصاعت بغباء أو بدونه وإنتخبت هؤلاء الجهلة لحكم العراق . المقالات القادمة ستبين ببساطة مدى جهل العراقيين بما يدور في إدارة البلاد .