يدعي قسم من أئمة التشيع في القصه المشهوره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الثامن عشر من ذي الحجه خطب خطبة في (غدير خم) ومن أهم ما أوصى به صلى الله عليه وسلم في الخطبه هو أن علي إبن أبي طالب سيكون خليفته من بعده. ويدعون بأن من شهد هذه الخطبة من الصحابة اكثر من مائة الف، وعلى راسهم الشيخين أبوبكر الصديق وعمر رضي الله عنهما وقد قاما بتهنئة علي كرم الله وجهه بعد نهاية هذي الخطبة.
ومن المؤسف أن الحكومة الطائفية في المنطقة الخضراء ومعها جوقة أحزاب إيران درجت على جعل الثامن عشر من ذي الحجة مناسبة رسمية للاحتفال بيوم الغدير، وسموه عيداً، ومن متطلباته تكفير كل من لم يؤمن بولاية علي في يوم الغدير مما يعني تكفير مليار وربع المليار مسلم من أهل السنة وتكفير أكثر من نصف الشعب العراقي (السنة العرب والأكراد والتركمان) .. فهل يصلح هذا مع إدعاءات المصالحة الوطنية.. والحكم المدني.. ودولة القانون؟؟
يوم الغدير والسقيفة من الحجج التي يركز أهل التشيع عليها رواياتهم العديدة باعتبار أن الولاية والوصاية بالامام علي هي منزلة بأمر من الله وهي اصل مهم من اصول الدين ثم يدعون أن المسلمين كلهم كفروا بوصاية علي إلا ثلاث اشخاص. أمر عجيب هؤلاء أهل التشيع، اكثر من أربعة آلاف صحابي وصحابية صحبوا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نيفا وعشرين سنة قبل الهجرة وبعدها، ونقلوا إلينا جميع أقواله وأعماله وأفعاله وأحكامه وعباداته وأخلاقياته، وكافة حركاته وسكناته في بيته ومع أهله وبين الناس، وفي مغازيه وحروبه ومعاملته للمسلمين وغيرهم، حتى دخوله الخلاء وخروجه منه شرحوا لنا آدابه وهديه في ذلك كله. ومن هؤلاء الأربعة آلاف نقل إلينا ألوف مؤلفة من التابعين وتابعي التابعين وعلماء الحديث الجهابذة الحفاظ المتقنين المحققين، حتى دونت سنة النبي في دقة متناهية نفخر بها على الأمم جميعا وعلى كافة الناس وكافة الفرق الضالة الحائدة عن هديه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وسنته.
بعد كل هذا يأتي أهل التشيع وبعد ثلاث قرون ويقولون أن هؤلاء المؤمنين كفروا وخانوا العهد عند دراستنا لتاريخنا الإسلامي واحداثه الماضية لمعرفة اسباب الخلاف بين السنة والشيعة، سنجد هو ان مذهب الشيعة الامامية يرون ان نظام الحكم فى الاسلام قائم على التعيين من الله وليس الاختيار من الناس وهذا مما ادى الى نشوء الخلاف بين السنة والشيعة. وان اصل هذا الخلاف يرجع الى رواية حديث الغدير، التي اخترعت من قبل الفكر الشيعي الفارسي بعد ثلاث قرون من ظهور الإسلام. تقول الشيعة أن الله انزل في حجة الوداع الآية الكريمة وطلب من نبيه الكريم ابلاغ المسلمين أن علي خليفة وإمام المسلمين من بعده {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
لكن الصحيح ان هذه الايه نزلت في عام الحديبية عند عودة النبي الي المدينة ولم تنزل في حجة الوداع وبين الحديبية وحجة الوداع اربع سنوات. يزعمون ان الله أخذ ميثاق النبيين علي ولايه علي وأخذ عهد النبيين بولايه علي (بصائر الدرجات) أما عن التخريف: فيقولون ان الولايه ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الامانة التي عرضت علي السماوات. ويقولون: ما من نبي جاء قط الا بمعرفه حقنا وتفضيلنا علي من سوانا ( الكافي – كتاب الحجة).
والشيعه يزعمون فضلهم علي خلق الله بزعم الانتساب الي البيت النبوي, في حين أن النبي نفسه لم يقل بفضل التميز على الناس بحكم العرق وقال في اكثر من مقام بما ينفي شبهات التمايز بالاعراق, كما أن الله لم يثبت له الفضل اذا ارسي القاعدة الابدية في قرانه: (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وليس اغناكم او اكرمكم نسبا. ويغالي الشيعه في اثبات الفضل الموهوم لأئمتهم فيقولون: والله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكة وانهم ليدينون بولايتنا (الكافي) ويقولون: ان ولاية علي عليه السلام مكتوبة في جميع صحف الانبياء. ولن يبعث الله رسولا الا بنبوة محمد صلي الله عليه وسلم (الكافي). وكيف يكون امر الوصاية بهذه الاهمية بحيث يكون مكتوبا علي ظهور الملائكه منذ الازل ومع هذا لم يرد ذكرها باية واحدة في القران الكريم؟
ويواصلون هذه المزاعم فيقولون: نزل جبريل علي النبي, فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام, ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن, والارضين السبع ومن عليهن, وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام, ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي عليه السلام, لاكببته في سقر (بحار الانوار) محمد باقر المجلسي +ابن بابويه القمي. – بل يري الشيعه أن الله هو الذي سمي عليا بأمير المؤمنين!! سئل ابي جعفر: لم سمي علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين؟؟ قال: الله سماه, وهكذا أنزل في كتابه ( واذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين –( اصول الكافي كتاب الحجة ص 479 ).
والشيعه يلوون معاني آيات القران الكريم كي توافق مراميهم في اثبات الولايه لائمتهم, وانظر ما يرونه في قول الله تعالي : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 فيفسرونه علي انه استخلاف الائمة –(اصول الكافي) في حين ان المراد هو استخلاف المسلمين والتمكين لهم في الارض.
سأطرح على الشيعة هنا بعض الأسئلة
1) ، فهل يعقل بهؤلاء الصحابة والتابعين الذين بلغ عددهم اكثر من 120 الف مسلم في يوم غدير أن يخالفوا أمر النبي لدنيا قد باعوها بأرواحهم وأنفسهم من قبل؟. اذا كان علي رضي الله عنه وارضاه يعلم بأنه خليفه من الله ومنصوص عليها, فلماذا بايع ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؟! فان كان ذلك عن عجز فعجزه ينفي صلاحيته للامامة وان كان عن علم فذلك عصيان لله وامره وبقبول علي ابن ابي طالب التحكيم في موقعه صفين يكون قد تنازل عن اقراره بالولاية والوصاية وذلك معناه تأثيم علي كما ان زعم الشيعه بقبول علي التحكيم وقبوله الخلافه من سبقوه من الراشدين كان حقنا لدماء المسلمين, لكن نرد عليهم ونقول لهم انتم كذابين ونسألهم ما رأيكم ايها الشيعه في دماء حروب الجمل وصفين وغيرهما بما ان الإمامة اهم ركن من اركان الإسلام.
2) هل نجد في كتاب الله آيه محكمة وصريحة لاتحتاج إلى دليل أو تفسير وتكون واضحة وضوح الشمس تبين لنا هذه الإمامه وان علي بن ابي طالب هو الإمام المختار لهذه الامة ؟؟؟
3) قلتم ان ابو بكر وعمر وعثمان كلهم منافقين وغيرهم من الصحابه فانا اسالكم سؤال القرآن الكريم سورة الأحزاب الآيه رقم 9 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) نجد بان الله يأمر نبيه بأن يجاهد (الكفار) و(المنافقين) ويقاتلهم. كلنا نعرف بان الرسول صلى الله عليه وسلم صاهر المنافقين هؤلاء فهاهو ذي النورين يتزوج برقيه وام كلثوم وهاهو الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتزوج بابنة الفاروق حفصة وبإبنه الصديق عائشة رضي الله عنهم اجمعين ، فكيف يوافق رسول الله على تزويج بناته إلى عثمان فهو أما أن يكون واحد من الاثنين. يا اما ان الرسول صلى الله عليه وسلم خالف الله سبحانه وتعالى (وحاشاه ذلك) لانه لم يقاتل المنافقين والكفار، عمر ابو بكر عثمان بحد زعمكم، او ان ابو بكر وعمر وعثمان لم يكونوا منافقين من الأساس.
4) ورد في نهج البلاغه ان علي بن ابي طالب قال عندما اتوه الناس لبيعته قائلاً ( دعوني والتمسوا غيري ) و ايضا قال (اني لكم وزيراً خير مني امير) الم يعلم بانه مختار من الله؟؟؟ وعندما بايع الناس ابو بكر وعمر وعثمان لماذا لم يقف احد من الصحابه محتجا على عصيان امر الله ورسوله قائلا بل علي هو الإمام؟
5) اذا كانت كتبكم العتبرة تعتبر القرأن الكريم محرف حذفت منه أية الولاية فلماذا لم يخرج صحابي واحد في ذلك الوقت يقول للمؤمنين أن القرأن حذفت منه ولاية علي لتكون حجة لكم على أهل السنة هل كلمه ولي تعني الإمامه ؟؟؟؟ وهل كلمه التطهير تعني العصمة؟؟ واذا كان الحسن معصوما في نظركم وان معاوية كافرا فلماذا سلم الخلافة إلى الكافر معاوية، هل اخطأ المعصوم، أم أن معاوية لم يكن كافرأ؟
6) صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم… ابا بكر الصديق معه ..في هجرته..! وبالمقابل .. عرّض..علي بن ابي طالبٍ…للقتل في مبيته على فراشه ليلة الهجرة. مع انه وصيّ النبيّ..من بعده وأبٌ للائمة الاثني عشر وبدونه لايكون في الوجود….شيء….اسمه شيعة اثني عشرية. . السؤال لماذا لم يَصحَب الرسول صلى الله عليه وسلم معه وصيّه عليّ بن ابي طالب ويترك ابا بكر الصديق على فراشه ليقتل. فهو ليس وصيّاً ولا اماماً فلاخسارة من قتله..!؟ فما تقولون..؟علي رضى الله عنه خاطب به أهل الكوفة المبايعين بالخلافة..!!! وكان ذلك في موضع يقال له:(الرّحْبة) وأشهد عليه اثناعشر أو ثلاثة عشر صحابياً استحثاثاً لأهل الكوفة وترغيباً لهم في نصرته وتهييجاً لهم لمحبته فيطيعوه لينصروه في قتاله مع أهل الشام فأهل الكوفة مشهورون بالخذلان وبالرغم من ذلك أن علي بن أبي طالب الفصيح البليغ الشجاع رضي الله عنه لم يحتج بحديث الغدير لا في خلافة ابي بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم ولو كان قد فهم منه الخلافة وكل هذه السنين الطوال..!! بل يصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقي بحديث الغدير بين أظهر الأصحاب أجمعين ويعلنها مجلجلة (أنا الخليفة فبايعوني أو تكفرون والله لأقاتلن دونها أو أقتل دونها) لماذا غاب علي عن سقيفة بني ساعدة وغاب عن الشورى وكانت فترة حاسمة في امور الدين والخلافة واثبات نصها وهل يغيب النصّ على الخلافة في تنازع الناس في الخلافة..؟ وهل يتعارض اهم ركن من اركان الإسلام حسب اعتقادكم للخلاف والاختلاف اصلا ؟ هل يحتاج ( الركن ) إلى كشف والاشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم -ان يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الامور الهامشيه – اذا قيست بأمور الخلافه والحكم بدليل تعرضه لامور الطهاره واداب قضاء الحاجه ثم يفوته الاعلان عن تلك الوصيه علي الملا والانسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير . فرسولنا الكريم لم يسكت عن امر سهوا او غفله وحاشاه انما لحكم وغايه ومسأله الوصايا تلك – لو صحت جدلا فانها تحسب علي سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر اليه الامر النبوي بولايه الحكم والخلافه ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابه .. يكون اذا قد خالف النبي وعصاه الامر الذي ننزه عليا ان يفعله , اذا ان هذا العصيان قد يقوض مسأله عصمه علي والائمه من بعده , فالعصمه لا تكون مع العصيان والمخالفه لكلام النبي, لذا نري ان الشيعه بأفتراء مسألة الوصيه هذه قد اساءوا الي سيدنا علي, والله لم يجعل النبوه او العصمه امرا يتوارثه الابناء والاحفاد.
7) ولماذا يختص الله تعالي نبي الاسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لانبياء الله الاخرين وهم كُثر؟ هذا البياضي مثلاً عالمهم الشيعي يقول: ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين , لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك, أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط) إذاً هذا البياضي يعترف أنه ما فيه نص لعلي, علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده, وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم , إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد , كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القضية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لايلزم من الإمامة الحكم. وثم ايضا لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية؟ مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن الذي توفى عام 49 , سنة 49 . وأنتهت خلافة معاوية سنة 60 , من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية . ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للأثني عشر ؟! , إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح إنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر .إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه: (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن إجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا) نهج البلاغة ص 367 .- وقال : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366 .وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال: (دعوني وألتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336 .. يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه.
8) ان هذا الجمع من الصحابة الذين كانوا فى حجة الوداع مع النبى لم يقل احد منهم بوصية الله للامام على بالخلافة لا فى عصر النبى ولا يوم السقيفة الذى تمسك فيه المهاجرون بأحقيتهم فى الخلافة وتمسك الانصار بذلك ولم يقل احد بحديث غدير خم ولاغيره بما فى ذلك الامام على وال البيت.
9) الزعم بان الامام على كان مكرها يتنافى مع القول بعصمته ويتناقض مع الواقع لان اخرين قد طلبوا الخلافة لقومهم ولم يسكتوا فكيف بمن يعتقد انه معصوم وانه امين من الله على هذا الامر فأين هى تلك القوة الالهية التى خلع بها باب خيبر ؟ حسب اعتقادهم ! فعدم مطالبته بما اؤتمن عليه فى هذه الرواية دليل على عدم ثبوتها وعدم صحتها اذ لو كان قد اؤتمن على هذه الرسالة ماسكت ومن يقول انه سكت خوفا فهو بهذا ينفى العصمة فاذا كان عليا معصوما وله خاصية تخصيص عموم القران فقوله وفعله بمثابة رواية عن النبى بدون حاجة الى وجود رواة بين هذا المعصوم والنبى. ولهذا انكر الامام موسى الموسوى فى كتابه الشيعة والتصحيح صفحة 10 حديث الغدير والقول بالعصمة حيث قال ) لم تظهر هذه الروايات الا بعد غيبة الامام الثانى عشر(.
10) كما ان هذا المعتقد يسىء الى الامام على لانه ينطوى على اتهامه بخيانة الامانة التى اسندها الله تعالى اليه فيبطل ادعاء المؤلف باكراه على بقبول زواج ابنته من عمر وهذه اساءة للامام على كما قال المؤلف القزوينى انه سكت بخلافة ابى بكر لكونها سبيلا وسببا الى خلافته وهذا هو الاخر دليل على عدم وجود نص من الله بتعيين الائمة بعد النبى.
11) ان روايات كتب التفسير بما فيها تفسير التبيان للطوسى وهو من علماء الشيعة تشير الى ان هذه الاية وماقبلها وبعدها نزلت فى شأن اليهود والنصارى والسياق القرانى لفضا ومعنى يدل على ذلك كما قال الطوسى عن ابن عباس رضى الله عنهما )ان كتمت اية مما انزل اليك فما بلغت رسالته والايات التى انزلها الله ثابتة فى القران وسياقها خاص بأهل الكتاب.
12) ان من يقول بصحة حديث غدير خم يطعن فى الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة بل ويرميهم بالخيانة والكفر وهو لايجهل ان هؤلاء قد اتخذهم النبى رسلا له وقوادا. وكان القران يتنزل على النبى وكان يكشف المنافقين فلو كان كبار الصحابة من المنافقين او خافوا النبى مانسى الخالق العليم ان ينبه النبى الى ذلك ليعزلهم ويحذر منهم.
13) وبناء عليه فان من يدعى تواتر حديث الغدير ويتهم صحابة رسول الله بكتمانه وخيانة الامانة بذلك انما يخالف القران الكريم الذى وثق هؤلاء وزكاهم كما انه يتهم ال البيت بخيانة هذه الامانة لعدم اظهارها هذا الحديث جدلا وذلك لانتفاء عذر اخفائه حيث ان عصمتهم توجب ان يبلغوه وريخشوا احدا وثم خلافة الامام على وله القوة فى ذلك ثم مبايعة المسلمين للحسن والحسين يسقط كتمان مثل هذا الحديث ان وجد فلو كانت وصية النبى الواردة فى هذا الحديث قد نزل من جبريل لو كان ذلك صحيحا ماتخلف ائمة اها البيت عن الجهر بها بل ماتخلف احد من الصحابة عن التمسك بها فدل ذلك على عدم ثبوتها.
14) ان الوصية التى قيل انها فى امامة الاثنى عشر وعلى راسهم الامام على جاء فى بعض مصادر الشيعة ماينقضها فقد روى اليعقوبى فى كتابه تاريخ اليعقوبى المجلد الثانى صفحة 187 ( الائمة من قريش خيارهم على خيارهم وشرارهم على شرارهم ) بل ان الامام على قد نقل عنه ماينفى هذه الوصية اذ يقول (اما ان يكون عندى عهد من رسول الله فلاوالله ولكن لما قتل الناس عثمان نظرت فى امرى فاذا الخليفتان اللذان اخذاها من رسول الله قد هلكا ولاعهد لهما واذا الخليفة الذى اخذها بمشورة المسلمين قد قتل ) وكما جاء فى نهج البلاغة (اترككم كما ترككم رسول الله)(انالكم وزير خير لكم منى امير) ورواية اليعقوبى (الائمة من قريش) هى بذاتها ماوروتها كتب السنة المعتمدة وهى لاتحدد اشخاصا بأسمائهم كما جاء فى رواية حديث غدير خم.
15) ان مصادر الشيعة تؤكد واقعة التحكيم بين امير المؤمنين على وبين معاوية بن ابى سفيان ولم تنكر هذه المصادر قبول على للتحكيم وكانت معه الاغلبية الساحقة من المسلمين وهذا دليل وتأكيد على انه لم يكن لديه وصية من الله او من رسول الله بالخلافة او الامامة لان قبول التحكيم هو تفريط لهذه الوصية وخيانة لها وعصيان امر الله ورسوله فلو كانت هذه الوصية لدى على لكانت هى حكم الله الواجب ان يتمسك به وكانت هى الحجة الدامغة فى مواجهة دعاة التحكيم. وامير المؤمنين على لم يقل بالحق الالهى الوارد فى كتب الشيعة بل قال ( بايعنى القوم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد ان يختار ولا للغائب ان يرد انما الشورى للمهاجرين والانصار ) نهج البلاغة. لهذا حاول الدكتور موسى الموسوى الحاصل على اجازة الاجتهاد من المرجع الدينى للشيعة رئيس الحوزة الدينية فى النجف الاشرف الامام محمد بن حسين كاشف الغطاء حاول تصحيح مالدى الشيعة بكتابه ( الشيعة والتصحيح ) صفحة 14 فأوضح انه بعد الاعلان الرسمى لغيبة الامام المهدى عام 329 هجرية بدأ الانحراف فى الفكر الشيعى وظهرت الاراء القائلة بان الخلافة هى بالتعيين من الله وبالنص الالهى وان الصحابة ماعدا قليل منهم خالفوا هذا النص بانتخابهم ابا بكر وهكذا تكونت عقيدة الشيعة الجعفرية فى الخلافة وامامة الامة ان رئيس المسلمين لايختاره المسلمون بل قد عينه الله تعالى سلفا وان هذا الاختيار من الله قد انحصر فى اثنى عشر اماما اولهم على واخرهم محمد المهدى الذى اختفى فى سرداب فى سامراء.
16) وهذا الامام الحسن بن على وهو الامام الثانى من الائمة الاثنى عشر وعندما اراد اهل العراق منه ان يستمر فى الحروب مع بنى امية رفض ذلك وتنازل عن حقه حقنا لدماء المسلمين وكا قد بايعه اربعون الفا لقتال معاوية عندما قامت الحرب بينه وبين معاوية وتبادلا الرسائل ليقنع كل منهما الاخر فى احقيته بالخلافة. الامام الحسن فى هذه الرسائل التى اوردها الاصفهانى الشيعى لم يشر من قريب او بعيد الى حديث غدير خم بل انتهى مختارا الى نتيجة تنقض هذا الحديث فقد جاء فى كتاب مقاتل الطالبين للامام ابى الفرج الاصفهانى صفحة 55 مايلى ( فعلى الرغم من كثرة انصاره واتباعه وعجز معاوية عن هزيمته فقد تنازل عن الخلافة لمعاوية. والامر الاخر ان كتاب الصلح الذى وجهه الى معاوية ورد فيه (وليس لمعاوية ان يعهد الى احد من بعده بل يكون الامر من بعده شورى بين المسلمين) وقد صدق رسول الله اذ نبأنا بذلك قبل وفاته وقبل هذه الاحداث بسنوات كثيرة فقد روى البخارى والترمذى عن ابى بكرة قال سمعت النبى على المنبر والحسن الى جنبه ينظر الى الناس مرة واليه مرة ويقول(ابنى هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين) وفى رواية الترمذى (ان ابنى هذا سيد يصلح الله على يديه فئتين عظيمتين) وتحققت نبؤة النبى فلم يستجب الامام الحسن لتحمس اهل العراق فى ان يحارب معاوية وتنازل له وشرط عليه ان يلتزم بالقران والسنة وكان ذلك عام 40 هجرية.
17) إن جميع الفرق الاسلامية تؤمن بان الرسول عندما اختاره الله وانتقل الى رحمة ربه لم يرشح احدا ليخلفه فى رئاسة الدولة من بعده وترك هذا الامر للشورى بين المسلمين وقد اختلف الصحابة فى شخص من يتولى الخلافة ورشح الانصار منهم اميرا ورشح المهاجرين كذلك ورشح العباس بن عبد المطلب عليا حيث قال (اعطنى يدك لابايعك حتى يقول القوم عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله) حتى حسم عمر بن الخطاب هذا الامر بترشيح ابى بكر الصديق وبايعه فبايعه المسلمون. فقد قال رسول الله وحكم ببطلان البيعة للامير والخليفة بغير مشورة ورضا من الامة فقال (من بايع رجلا من غير مشورة المسلمين فانه لابيعة له ولا الذى بايعه) وجعل الترجيح للاغلبية فقال (عليكم بالسواد الاعظم) وقال الغزالى (الامام من انعقدت البيعة من الاكثر).
18) وبما ان الامامة جعلت اصلا كالنبوة او اعظم فيجب ان تثبت اولا بنص صريح في ايات القرأن الكريم قبل التأكيد في اثباتها اعتمادا على الروايات الشيعية . فالقرأن الكريم يحتوي ايضا على ايات متشابهات يحتمل وجهين ، فأذا كانت الامامة من اصول الدين حسب مايزعم الشيعة فيجب ان يكون الاصل من قسم الايات الصريحة المحكمة ، لان سبحانه تعالى ذم اتباع المتشابهة والاعتماد عليه ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ) آل عمران 7.
وهكذا نجد ان اصول الدين محفوظة عن الخطأ والتحريف بالايات الصريحة. ومن هنا نرى ان الامامة تفتقر للنص القرأني فأذا كانت الامامة كالنبوة فيجب ان تثبت بالنصوص القرأنية الصريحة . فليس هناك أي اية قرأنية واحدة تصرح عليا هو الامام ومن بعده يأتي احد عشر اخرين مسمين بأسمائهم ، اذ امامة كل امام يجب ان ينص عليها بالاسم الصريح .