عبارة دائما نرددها عندما كنا اطفال ولا زالت لها صداها ( الصديق وقت الضيق ) واما ما جاءت به الشريعة الاسلامية بخصوص الصديق والجار والارحام وكيفية التعامل مع من يصاب بمحنة فانها كثيرة وغايتها كلها تحث على التالف والمحبة والسلام ، نعم قد تكون هنالك خلافات بلا حل وهنا طالما لا توجد حقوق مسلوبة فليحتفظ كل طرف برايه دون الاعتداء على الاخر .لا اعلم هل محنة العراق داخلية ام في دول المنطقة والاصدقاء؟، الا توجد عقول تنظر وتفكر بما يجري لها حتى تفرز الصالح عن الطالح ؟
منذ سقوط الطاغية والى يومنا هذا تعرض بلدنا لمحن وكوارث بمعنى الكلمة ارهابية وسياسية واقتصادية ، ولو قمنا بمتابعة ردود افعال الجيران والمنطقة وعلى ضوئها نشخص من هو الصديق ومن هو العدو،.
مشكلتنا الحقيقة ان بعض الدول تعلنها صراحة عدائها للعراق وتجد بين الشعب العراقي والسياسيين ذيول تطبل لها ، لا توجد دولة لا تبحث عن مصالحها ، ولكن هنالك من تبحث باساليب شرعية وهنالك من تبحث بغير شرعية ، وغير الشرعية واضحة كوضوح الشمس .
ماهو دور السعودية بما تعرض له العراق ؟ تابعوها من خلال العربية وبقية قنواتهم التابعة لهم ، ستجدونها تنفث السموم وتغير الحقائق وتهول الاكاذيب ، هل حرصا منها على العراق ؟ اذا كان ذلك هل نسيتم خطباء المنابر الوهابية كيف يحثون شبابهم للذهاب الى ساحات الجهاد في العراق والفوز بحور العين من خلال تفجير اجسادهم النتنة وسط الابرياء ؟
انظروا الى الاردن التي تاوي الارهابيين والقتلة والبعثيين هل هذا في مصلحة العراق ؟ سوريا قبل محنتها الم تكن على وفاق مع ملك السعودية الراحل عبد الله في تدريب الارهابيين وارسالهم الى العراق من الدولة السورية الجارة والتي ثبت دعائمها الشباب العراقيون عند تعرضها للارهاب .
ايران ماذا قدمت للعراق ؟ نعم تتدخل في الشان العراقي وهذا ثمن ايوائها للمعارضة التي نجت بروحها من طاغية العراق ونفس الامر الم يقم العراق بايواء مسعود رجوي ومنظمته الارهابية وجعلها ذراعه في ضرب ايران وحتى العراقيين ايام الانتفاضة الشعبانية ، في زيارة لاحمدي نجاد للعراق تبرع للحكومة مليار دولار ، الاقتصاد الايراني الان في اسوء حالاته بسبب العقوبات الامريكية وتفكر الحكومة الايرانية في انعاش اقتصادها فمن الطبيعي ان يكون العراق احد الحلول ولكنهم هل ارسلوا ارهابيين الى العراق الذي لا زالت معتقلاته تضج بالارهابيين السعوديين الذي حال السبهان اطلاق سراحهم عندما كان سفيرا للمملكة الوهابية في العراق .
اليوم لم تختلط الاوراق على المتظاهرين ولكن هنالك موجة مدسوسة غايتها ضرب عصفورين بحجر المتظاهرين والحكومة ( الشيعية) بدليل المظاهرات حصرا بالوسط والجنوب .
لا احد يستطيع ان يدافع عن الاداء السيء للبرلمان العراقي الفاسد ولا عن التنفيذ السيء للحكومة العراقية ولكن اليوم اصبح ما يرافق المظاهرات السلمية اسوء من الاساءات التي صدرت من الحكومة وهنا سيميل الراي لمن يتابع الاحداث الى الاداء الحكومي السيء يعتبره افضل مما تمخضت عنه المظاهرات السلمية التي ركب موجتها عناصر مكشوفة لدى الحكومة العراقية ولا تعتقدون ان اجهزة الاستخبارات غافلة عن هذه العناصر التي تحركها اجندات لا تريد للعراق خيرا من داخل وخارج العراق .
ايام طاغية العراق اجرت صحفية فرنسية لقاء مع الطاغية ومن خلال اجاباته الارهابية كتبت مقالا في الصحف الفرنسية قائد مجنون وشعب جبان ، ولو جاءت هذه الصحفية اليوم الى العراق ستكتب حكومة فاسدة وشعب فوضوي ، طبعا اعتذر للعراقيين الخيرين ومن صدرت عنه الفوضى بشكل عفوي ولكن العموم هي صورة سلبية و والله ناسف على هذا الامر الذي مهما تفاقم تبقى الحكومة العراقية عليها الجزء الاكبر من المسؤولية لانها هي من اوصلت هؤلاء الى هذا الحال .
لا تعتقدون ان اي دولة تتعامل مع العراق تتعامل وفق اواصر الجار والاصدقاء السليمة ولكن تبقى المواقف الاخبث هي التي تصدر من حكام الخليج نحو العراق وباوامر صهيونية .