22 نوفمبر، 2024 7:28 ص
Search
Close this search box.

كيف تعالج اليابان العنف المسلح؟

كيف تعالج اليابان العنف المسلح؟

تحظى اليابان ب أوطئ معدل جريمة قتل بالأسلحة النارية في العالم. ففي سنة 2014 وقعت في اليابان ست جرائم فقط مقارنة بالولايات المتحدة التي سجلت 33599 جريمة قتل . ما السر في ذلك؟
في اليابان اذا اراد المرء شراء سلاح ناري يتطلب منه الامر الصبر والتصميم فعليه حضور محاضرة تستمر يوما كاملا وبعدها يجرى له امتحان كتابي واختبار في مديات اطلاق النار على ان يجتاز الامتحان بدرجة 95% كي يحصل على السلاح
كما عليه اجتياز اختبار عقلي واخر حول تعاطيه للمخدرات . كما يتم التدقيق في سجله الاجرامي وتدقق الشرطة ايضا للتأكد من عدم ارتباطه مع الجماعات المتطرفة. كما تدقق الشرطة بعد ذلك في سجلات اقاربه وحتى سجلات زملائه في العمل ولها الحق في الغاء تراخيص حمل الاسلحة . كما للشرطة ايضا صلاحيات قوية جدا للتفيش ومصادرة الاسلحة
وهناك ايضا اجراءات اخرى . فمثلا المسدسات ممنوعة منعا باتا و المسموح به فقط هو البنادق والبنادق الهوائية
كما يحدد القانون عدد متاجر بيع الاسلحة في معظم ولايات اليابان الاربعين تقريبا بما لا يزيد عن ثلاثة متاجر ولا يمكن المرء شراء خراطيش جديدة ما لم يسلم الخراطيش القديمة التي تم شراءها في المرة السابقة
كما يجب ابلاغ الشرطة بمكان خزن السلاح والعتاد و يجب ان يتم الخزن يشكل منفصل وبقفل ومفتاح وتقوم الشرطة بالتفتيش مرة واحدة في السنة . وبعد ثلاث سنوات تنتهي مدة الاجازة او الترخيص وعندها يجب ان يحضر المرء المحاضرة ويجتاز الاختبارات مرة اخرى
وكل هذه الاجراءات تساعد على توضيح الاسباب وراء الندرة النادرة لاطلاق النار المكثف في اليابان .وعندما يحدث قتل جماعي في الغالب يبرز القاتل سكينا
والمعروف ان قوانين ضبط استخدام السلاح الحالية قد ادخلت في سنة 19458 ولكن الفكرة من وراءها ترجع الى عدة قرون مضت
“منذ ان عرفت البلاد السلاح والقوانين الصارمة في هذا الخصوص كانت ومازالت موجودة ” هذا ما يقوله ( اين اوفيرتن) المدير التنفيذي لجمعية مكافحة العنف المسلح ومؤلف كتاب السلاح وما ادراك ما السلاح
ويضيف ان اليابان البلد الاول في العالم الذي فرض قوانين السلاح الصارمة ووضع حجر الاساس في هذا الخصوص على افتراض ان السلاح في الحقيقة لا يلعب أي دورا في حياة المجتمعات المدنية
ومنذ سنة 1685 وحتى الان يكافأ الناس في اليابان اذا تخلوا عن السلاح وهذه السياسة كما وصفها ايفرتن ربما تشكل افضل مبادرة في استرجاع السلاح.
وكانت النتيجة انخفاض مستوى حيازة الاسلحة حيث وصلت الى0.7% في سنة 2007 استنادا الى دراسة حول الاسلحة الصغيرة مقارنة ب 6.2 في انكلترا ووليز و88.8% في الولايات المتحدة
ويقول ايفرتين ” في اللحظة التي تعرف فيها أي بلاد الاسلحة يظهر العنف المسلح بنسب عالية واذا خفت نسب الاسلحة في أي بلاد تنخفض معها مستويات العنف”
ويذكر ان الشرطة اليابانية قلما تستخدم السلاح ولكن يكون تركيزها اكثر على القوة الجسدية ويتوقع ان جميع افراد الشرطة قد حصلوا على الحزام الاسود. ويقضون اكثر وقتهم في ممارسة الكيندو ( القتال بسيوف الخيزران ) اكثر من قضاء الوقت في التعلم على الاسلحة النارية
ويقول الصحافي انتوني برتو “لم يكن الرد على العنف بالعنف ابدا ولكن دائما يكون الرد بالتهدئة . ولم يطلق البوليس في 2015 سوى سبع اطلاقات في جميع انحاء اليابان وعادة تستخدم الغالبية الكبرى من الشرطة الحبال الكبيرة واذا تطلب للامر تقوم بلفها حول الشخص المتورط في العنف او الذي في حالة سكر نتيجة شربه قليل من الشراب الياباني القوي وحمله الى مركز الشرطة لتهدئة.
وقارن ايفرتين ما يجري مع النموذج الامريكي هو عسكرة الشرطة في امريكا
حيث يقول اذا كان لديك عدد كبير من الشرطة يستعملون السلاح في حال وقوع الجريمة فانك تقود حالة من سباق مصغر في التسلح بين الشرطة والمجرمين
اذا اكدت على منع الاستخدام غير المناسب للسلاح فان ضابط الشرطة الذي يطلق النار على نفسه يتهم بعد الوفاة بارتكاب عمل اجرامي لا نه نفذ العمل بينما كان يؤدي الواجب
والمعروف انه لا يجوز للشرطي حمل السلاح وعليه ترك السلاح في مركز الشرطة بعد انتهاء العمل
وتنعكس العناية باستخدام السلاح في حالات الدفاع عن النفس
وفي احدى المرات حضر الصحافي جيك ايدلشتاين تمرين اطلاق والذي انتهى بجمع الخراطيش وكان هناك قلق شديد بسبب ضياع احد الخراطيش
او كان مصير احدى الطلقات غير معروف وسقطت احدى الخراطيش خلف الهدف ولم يسمحوا لأي احد الخروج من المكان حتى وجدوا الخرطوشة
ويضيف جيك ايدلشتاين في اليابان لا ترى لغطا وضجيجا بخصوص استخدام السلاح وكل هذا نابع من الشعور الذي تولد بعد الحرب العالمية بخصوص فضاعة الحرب وبشاعتها وتصميم الناس على عدم تكرار ذلك
في اليابان يفترض الناس دائما ان السلام سيستمر وعندما تسود ثقافة كتلك لا يشعر المرء بالحاجة الى تسليح نفسه او حيازة امورا او أشياء تخرب السلام
لكن في الواقع في بعض الاوساط اثارت التحركات لتوسيع دور قوى الدفاع عن النفس اليابانية في عمليات حفظ السلام الاجنبية اثارت الكثير من القلق
*
يقول استاذ العلوم السياسية كوتشي نوكانو انه مجال غير معروف ربما ستقوم الحكومة بتطبيع حالات الوفاة بين الحين والاخر في قوات الدفاع عن النفس وربما حتى تمجد استخدام تمارين استخدام السلاح
وطبقا لما قاله ايفرتين هناك رفض مطلق تقريبا لاستخدام السلاح في اليابان وهذا يعني ان البلاد تتجه نحو كونها المكان المثالي ولو ان ايفرتين اشار الى ان ان آيسلاندا ايضا سجلت نسبة منخفضة جدا من جرائم استخدام السلاح بالرغم من ارتفاع نسب حيازة الاسلحة
وقد اشادت هنيريتا مور من معهد الرفاه العالمي في الكلية الجامعية في لندن بوجهة النظر اليابانية لا تعتبر حيازة الاسلحة من الحريات المدنية ورفضهم لفكرة الاسلحة النارية ويجب عدم النظر اليها كشيء تستخدمه ضد الاخرين للدفاع عن الملكية
ولكن بالنسبة للعصابات اليابانية تعتبر القوانين الصارمة مشكلة كبيرة . فقد انخفضت جريمة استخدام سلاح اليكوزا بشكل كبير خلال السنوات الخمس عشرة الماضية ولكن أولئك الذين يستخدمون الاسلحة النارية وجدوا طرق ملتوية للتهريب في ادخالها الى البلاد
حيث يخبأ المجرمون الاسلحة في بطن سمكة التونا كي تبدو سمكة مجمدة هذا ما قاله رجل شرطة متقاعد تاهي اوكاوا ولكن اردف قائلا اكتشفنا حالات اخرى يخفي فيها المجرمون السلاح
ترجمة بتصرفعن البي بي سي

أحدث المقالات