23 ديسمبر، 2024 10:55 ص

كيف تعاقب الشعوب الساسة الفاسدين

كيف تعاقب الشعوب الساسة الفاسدين

ان الآية القرآنية التي تقول : (إن الحسنات يُذهِبنَ السيئات )، لاتنطبق على السياسيين الفاسدين أبداً. مهما كان تاريخ ذلك الانسان حافلاً بالعطاء فأنه لايشفع له عندما يرتكب جريمة الفساد… لكننا نمارس ذلك ونلتمس المبررات لذلك الفاسد ..تلك الآية يمارسها الله يوم الحساب فقط ولايمارسها الانسان مطلقاً..
الفساد جريمة كبرى لانها تُرتَكَب بحق المجتمع وهي تختلف عن سرقة شخص لأموال شخصٍ آخر ، مع ان كلاهما جريمة.
في المجتمعات المتخلفة ، يُعاقب من يسرق شخصاً آخر ، ولكن الفاسد ،عادةً، يُفلت من الحساب لاسباب وتبريرات مختلفة.
في المجتمعات الناضجة والمسؤولة يعاقب الفاسد بشدة حتى لو كان متهماً ” بشبهة” الفساد، وعندما تتلوث سمعته يبادر للاستقالة حتى لو لم تتم ادانته ، فلقد فقد مصداقيته !!
في اوكرانيا خرج احد كبار الساسة الفاسدين للحديث الى الجمهور في حملة انتخابية او ماشابه، فما كان من الجمهور الّا القبض عليه وسحبه بالقوة ورفعه ووضعه في صندوق النفايات القريب مع الأزبال !! قالوا له : هذا مكانك الطبيعي .. انه الجمهور الشجاع والواعي .
قبل ايام حكمت المحكمة العليا في جنوب افريقيا على زوما ، وهو رئيس جمهورية سابق ورفيق نلسون مانديلا ومقاتل سابق من أجل الحرية ،بالسجن وأرسل فعلا الى السجن بتهمة الفساد عندما كان رئيساً.
قبل اسابيع طالب البرلمان الفنلندي بحجب الثقة عن رئيسة الوزراء الشابة لانها تأخذ مخصصات طعام تعادل الف دولار شهرياً مع ان ذلك الحق متعارف عليه وموجود قبلها ، ولم يشفع لها عملها الباهر كرئيسة وزراء ناجحة.
في السويد قامت مسؤولة كبيرة( اعتقد انها كانت عمدة ستوكهولم) ومرشحة لرئاسة الوزراء بقوة ، قامت باستخدام بطاقة الائتمان الحكومية لتعبئة سيارتها الخاصة بالبنزين وكانت مضطرة لذلك ، لكنها اضطرت للاستقالة وفقدت مستقبلها السياسي لان المجتمع المدني والسياسي لم يرحمها !! التجاوز هو التجاوز سواء مضطر ام لا !!
هنالك عِفّة وبكارة اخلاقية ، عندما تنتهك مرة ، فانها تُنتَهك مراراً وتكراراً!!
في كوريا الجنوبية وضعوا رئيسة الجمهورية في السجن لانها وظّفت صديقتها !!
في البرازيل وضعوا الرئيس (لولا دا سيلفا) في السجن بتهمة الاستفادة من شركة عقارية باعت له منزل بأقل من سعر السوق !! قالت الشركة انه لم يطلب وانها ارادت تكريمه ، ولكن ذلك لم ينفع لانه اشترى المنزل بسعر أقل مما يشتريه به الشعب ، وتلك خيانة .
الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، حوكم بتهمة الفساد لانه خصص شقة لصديق في بلدية باريس عندما كان رئيساً للبلدية. وظل الملف مفتوحاً ولاحق شيراك حتى بعد ان اصبح رئيساً . وتم الحكم عليه مع وقف التنفيذ لانه كان مريضاً بشدة..
رئيس پيرو السابق البرتو فوجيموري حوكم وعوقب بتهمة الفساد .
وانتحر رئيس بيرو السابق “آلان غارسيا” ، بإطلاق النار على رأسه عندما حضر أفراد من الشرطة لإلقاء القبض عليه.
ووجهت الاتهامات إلى غارسيا بقبول رشى من شركة برازيلية للبناء.
في اسرائيل تم الحكم على رئيس الوزراء السابق “أولمرت” لانه استلم تذاكر سفر مجانية هو وزوجته من شركة سياحية.
ورئيس الوزراء السابق شارون كان يحاكم بتهمة الفساد وكانوا ينتظرون ان يفيق من الغيبوبة لارساله الى السجن لكنه توفي وأفلت من العقاب..
نتنياهو الآن بانتظار المحاكمة بتهمة الفساد هو وزوجته..وكانت الشرطة تستجوب نتنياهو وهو في المنصب !!
نحن يتمتع لدينا اتفه الاشخاص بالحصانة عندما يصبح عضو برلمان بالتزوير ، ناهيك عن الكبار !!!ولايستطيع أحد القاء القبض عليه او محاكمته !! مع ان ذلك الامتياز الاجرامي غير موجود في أعظم الديمقراطيات في العالم.
لن نلحق بالعالم ابداً مالم نضع حداً لذلك العار المجتمعي..