في ألبداية أروي لكم هذه ألقصة ألتي ذكرها أحد أساتذتنا ألأفاضل عندما كنا طلابا في ستينيات ألقرن ألماضي ؛حيث كان يعمل في مشيخة أل سعود؛طلبت وزارة ألمعارف من جميع مدراء ألمدارس تقديم طلبات لبناء مدارس ؛وذكر بما أني مدير مدرسة في وقتها ؛قدمت طلبا في ذلك .قدمت شركات محلية وأجنبية لبناء ألمدارس في جميع أنحاء ألمشيخة ؛وعند أطلاعي على ألعطائات وجدت أن عطاء ألشركات ألأمريكية هي أعلى ألعطائات وبأسعار خيالية.قبل ألتوقيع ذهبت ألى شيخ ألمنطقة ؛بأعتباره ممثلا للحكومة ؛ووضحت له ألأمر ؛فضحك ألشيخ وقال لي بالحرف ألواحد {يأستاذ أتوقعت أنت حكيم وخبير في هذه ألأمور !!تعليمات حكومتنا ألموقرة ؛تطلب منا ألموافقة على عطائات ألشركات ألأمريكية مهما كانت أسعار ها ؛فأذا لم ندفعها ماليا ؛فسندفعها بدماء أبنائنا ؛وماحصل في ألعراق من هرج ومرج وأنقلابات كان بسبب عنادكم في عدم دفع ألأموال ؛فدفعتموها بتخريب بلدكم وأهدار دمائكم …أنتهت ألحكاية؟!!!. وكما يقول ألشاعر :ألرأي قبل شجاعة ألشجعان …..
هو أول وهي ألمحل ألثاني!!!!.
لو أستعرضنا قرارات عظماء ألتاريخ وحرصهم على حقن دماء ألأبرياء وأستفدنا من تجاربهم ؛لما وصلنا ألى ما نحن عليه من تدمير وتخريب وسفك دماء وهرج ومرج وأليكم بعض مواقف هؤلاء ألرجال لتكون لنا عبرة ومثلا يحتذى به:
1-ألأمام ألحسن:أن قبول ألأمام ألحسن ألصلح مع معاوية وألتنازل عن ألخلافة ؛كان قرارا صائبا يصب في مصلحة ألأمة وحقن دماء ألمسلمين.لاتصدر مثل هذه ألقرارات ألا من نفوس أبية تأبى أن تتلطخ أيديها بدماء ألأبرياء ألذين لاحول لهم ولاقوة .بعد أن رأى ماحصل في صفين من أنشقاق في صفوف ألمسلمين وسفك ألدماء؛ بين طرفين يؤمنان بدين واحد وقومية وأحدة ؛وأن ألأنحراف ألذي حصل في صفوف ألمسلمين وأنشقاقهم ألى فسطاطين ؛أحداهما تبحث عن ألدنيا وملاذتها وهم ألأغلبية وأخرى تبحث عن ألأخرة وثوابها ؛وجد من ألأفضل أن يتنحى لأن ألفتنة قد حصلت ولامجال لتصحيحها وأصبحت ألفجوة وأسعة بين ألطرفين ؛وهذا درس يجب أن يحتذى به في عصرنا هذا.2- مهاتما غاندي :بعد ثورته على ألأستعمار ألبريطاني ألتي بدأت بالمقاومة ألمباشرة ضد قوات ألأحتلال؛وبسبب أستخدامهم ألقوة ألمفرطة ضد شعب لايملك سلاحا فعالا للمقاومة ولاأمكانات مادية تستطيع ألصمود؛تحول ألى ألكفاح ألسلبي ألسلمي ؛بمقاطعة قوات ألأحتلال وعدم ألتعاون مع أدارة ألأحتلال ومؤسساتها ؛كسبت حملات ألمقاطعة ألسلمية ؛تعاطفا واسعا من كافة شعوب ألعالم وخاصة في داخل ألأحزاب وألمنظمات ألأنسانية في ألدول ألغربية وأمريكا ؛مما داعي ألى خروج قوات ألأحتلال وتخليها عن درة ألتاج ألبريطاني .أستطاعت ألهند بحكمة هذا ألرجل أن تحقق للهند ألحفاظ على دماء أبنائها وجعل ألهند من دول ألعالم ألمتقدمة في ظرف عدة عقود.3- نيلسون مانديلا:قاد نيلسون منديلا في بداية ثورة ألسود ضد نظام ألميز ألعنصري ؛عمليات عسكرية ضد قوات ألنظام ألعنصري؛وعندما وجد أن هذا ألنظام لايتردد في سفك دماء شعبه دون رادع من ضمير أو أحساس بتـأنيب ألضمير ؛أمر قواعده ألشعبيه من داخل سجنه بتغير أستراتيجية ألمواجهة ألمباشرة ألى ألكفاح ألسلمي ومقاطعة حكومة ألميز ألعنصري ومؤسساتها .أثمرت حكمة هذا ألرجل بأستخدام ألنضال ألسلمي بهزيمة ألنظام ألعنصري ؛وأستلام ألأغلبية ألسمراء ألحكم ؛ضرب عصفورين بحجر كسب تعاطف ألعالم ألغربي وألشرقي الى جانب شعبه وحصل على أستقلال شعبه بأقل ألخسائر.
دعونا نستعرض ماقام به حكامنا من حماقات كلفت شعوبنا أنهارا من ألدماء وتخريب ألبنية ألمجتمعية لشعوبنا وتدمير بنيتها ألأساسية وألقضاء على أستقلاها ألوطني ومستقبل أجيالها :1- صدام حسين :وصل ألى ألحكم بعقلية رجال ألعصابات وألشقاوات .أستخدم ماضيه ألأسود وتجاربه فى هذا ألمجال في تعريض ألعراق ألى أكبر كارثة في تاريخه ألحديث.
:أ-حرب أيران :هذه ألحرب ألعبثية ألدموية ألتي كلفت ألعراق ملايين ألضحايا وترليونات ألدولارات وجعلت ألعراق ألعوبة بيد مشايخ ألخليج وألقوى ألغربية ؛حيث أبعد شيوخ ألخليج ألخطر عنهم ؛كما وطدت ألقوى ألغربية أقدامها في ألمنطقة أكثر من ألسابق ؛وجعلت أسرائيل تشعر بالأطمئنان لأنها تخلصت من خطر أيران وألعراق عليها دون أن تطلق طلقة واحدةب- أحتلال ألكويت :عندما هدد ألزعيم ألراحل عبد ألكريم قاسم بضم ألكويت ؛شعر بحجم ألمؤامرة ألتي بدأت ملامحها بتحالف ألقوى ألغربية وألناصرية وألبعثية ألتي تهدد أمن ألعراق ومصالح شعبه ؛أقفل ألملف وتوجه لبناء وطنه وتدعيم أستقلاله ألوطني ؛لكن ألأحمق صدام أعتقد أن ألقوة ألعسكرية وألدعم ألذي حصل عليه من ألغرب ومشايخ ألخليج ألذين خدعوه بالهجوم على أيران ؛ستشفع له بأحتلال ألكويت وأبتلاعها .لم يستفد من نصائح روسيا وغيرها بالأنسحاب من ألكويت بل أستمر بعقلية رجال ألعصابات ؛فكانت ألنتيجه رجوع ألعراق ألى ألقرون ألوسطى وتدمير ماتبقى من أمكانيات ألعراق ومستقبله.ومن نتائج مغامراته ألكارثيه أصراره على ألأحتفاظ ببرنامجه لأسلحة ألدمار ألشامل ألفاشوشية وأنتهت مغامرته ؛أن أعطى لأمريكا وحلفاؤها ألذريعة بأحتلال ألعراق بشكل مباشر وجعلته يدور في فلك ألمحتل وأعوانه في ألمنطقة.2- معمر ألقذافي :لايقل حماقة عن صدام ؛أعتقد أنه نبي هذا ألزمان وأخذ يشتري ألذمم وألمرتزقة بأموال ألشعبي ألليبي ألمغلوب على أمره ؛دفع شعبه للثورة عليه .أستخدم ألقوة ألمفرطة ضد شعبه ألأعزل ؛مما سمح للقوى ألخارجية ألتدخل في ليبيا بشكل مباشر؛ وأنتهى نهاية مرعبة مذلة وعرض شعبه وبلده ألى ألفوضى وطريق لاتعرف نهايته وتقسيم ألبلاد ألى أقاليم ودويلات تحكمها ألقبائل وألمليشيات .3- بشار ألأسد:هذا ألرجل جاء الى ألحكم بالصدفة فلاهو بالعير ولابالنفير ؛جاءوا به من مقاعد ألدراسة الى كرسي ألرئاسة ؛أعتقد أن أعتماد والده على ألأجهزة ألقمعية ستمهد لبقاءه في سدة ألحكم حتى وفاته ؛كما حصل لوالده من قبل .ولم يعرف أن الدنيا تغيرت .لم تعد سوريا بلدا امنا ؛فقد تقسمت تحت رايات متعددة أرهابية وغير أرهابية ؛تعمل جميعها ألى جانب ألسلطة ألحاكمة على تخريب ألبلد وتهجير أهله وتدمير حاضره ومستقبله؛وجعلت أسرائيل ؛تحصل على أكبر مكسب في حياتها وهي تمزيق ألممزق وتجزئ ألمجزء دون أن تخسر قطرة دم واحدة.وأحب أن أذكر بموقف ألزعيم ألوطني عبد ألكريم قاسم؛عندما رفض تسليم ألسلاح للجماهير لقتال عصابات ألبعث وألقومجيه ألذي هاجموا وزارة ألدفاع ؛حيث قال أنا لأريد أن تشتعل حربا أهليه بين أهل ألعراق ؛وكان حريصا على حقن دماء مؤيديه ومعاديه على حد سواء ؛وارسى قاعدة وطنيه ؛بأن الشعب فوق شهوة السلطة والحكم وألمناصب وألمصالح ألشخصية وألفئوية!!!.نصيحة للكتل ألسياسية ألتي دخلت ألأنتخاب ؛تعلموا من أخطاء من سبقكم ولا تقعوا في مستنقع ألطائفية وألعرقية وألفئوية وألتكالب على ألسلطة وألمال ؛لأنها سترمي بكم في مزبلة ألتاريخ وسيسخر ألعراقيون حاضرهم ومستقبلهم وتتحملون وزر أعمالكم في ألدنيا وألأخرة ولن تغفر لكم ألأجيال ألقادمة أخطائكم ألكارثية!!!!.
ألخلاصة لوأنهم قرؤا ألتاريخ جيدا وتعلموا منه ؛لما وصلوا الى ماهم عليه ؛ولو عادوا قليلا فسيجدون أمثلة حية لمن هو أفضل منهم ؛أستقال من موقعه رغم صداقته لأمريكا وألغرب ووجود قواعد لهم في بلادهم ؛وهما شاه أيران وماركوس رئيس ألفلبين ؛عندما شعرا أن شعوبهم ثارت عليهم ؛وأن ألتصدي للشعوب بجيوشهم ستؤدي ألى سفك دماء ألناس وتدمير بلادهم ؛خرجوا من بلادهم ؛وحقنوا دماء شعوبهم ولم تتلطخ أياديهم ؛ولكن كما يقول ألمثل ألشعبي {ألبيه مايخليه}أو بيت ألشعر ألذي يقول :ومهما تكن عند أمرئ من خليقة وأن خالها تخفى على ألناس تعلم؟!!.