24 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

كيف تبدلت تسمية النصيرية الى العلويين

كيف تبدلت تسمية النصيرية الى العلويين

العلويون أو العلوية نسبة إلى علي بن أبي طالب لتولّيهم إياه إمامًا بعد وفاة الرسول محمد؛ طائفة مسلمة من الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، تتميّز عن بقية الفرق الإثني عشرية بإيمانهم بالأدلة العقلية. ويقدر عددهم في العالم بحوالي 7 إلى 14 مليونًا، يسكن أغلبهم في سوريا وفي الأقاليم السورية الشمالية ولواء الإسكندرون الواقع الآن في تركيا، ويميزهم الإيمان بكون محمد بن نصير النميري أحد نواب الإمام المهدي في فترة الغيبة الصغرى، في حين يجمع من سواهم من الإثني عشرية على كونه مدعيًّا منحرفًا. ويضاف إلى ذلك عدم اعتمادهم على نظام المرجعيات الدينية (الذي يعد أساسيا عند من سواهم)، وكذلك وجود القليل من الكتب في الفقه والحديث تميز هذه الطائفة. وهي تعتمد بشكل أساسي على الكتب الشيعية وعلى رأسها الكتب الأربعة ومصنفات أخرى كثيرة يشتركون فيها مع بقية الاثناعشرية. وبسبب سرية هذه الفرقة فقد توجه إليها زخم كبير من الاتهامات تاريخيا؛ فوصفها بعض الشيعة بالغلو ومن أهل السنة توصف بأنها فرقة تستر عقائد باطنية كفرية. وهم اليوم يتواجدون في الجبال الساحلية السورية ويختلفون عن علويي المغرب أو الزيديين في اليمن أو تركيا.

اسم علوي كانت له دلالات كثيرة في التاريخ. فكان يطلق على كل من تولّى الإمام علي بن أبي طالب ووافقهُ وسارَ في نهجه. ثم صار يطلق على ذريته فقط، وأحيانا على من يؤيد حكم ذريته. وفي عهد الصفويين أطلق الاسم على طائفة في شرق الأناضول تقول بتأليه علي بن أبي طالب فسماها الأتراك “علي إلاهي” ثم صار اسم طائفة شيعية في تركيا (انظر علويو تركيا) وكلمة علوي في اللسان التركي تلفظ “ألافي”.

يتجمع معظم العلويين في سلسلة الجبال الممتدة من عكار جنوبًا إلى جبال طوروس شمالًا، ويتوزع بعضهم في ريف حماة وحمص واللاذقية وطرطوس والإسكندرونة وقيليقية في تركيا، إضافة إلى تواجدهم في جبل محسن بطرابلس في لبنان وفي مدينة عانة في العراق.

عرف العلويون بعدة أسماء منها:

النصيريون: نسبة إلى محمد بن نصير، وهي التسمية التي نجدها في كل الكتب التي تحدثت عنهم قبل القرن العشرين.

الخصيبية: نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي.

الفلّاحون: تسمية أخرى لهم في القرن 19، قال بطرس البستاني “النصيرية: جيل من الناس في شماليّ سورية، لهم اعتقاد يخصّهم، يُخفونه عن الناس، ويُسمَوْن بالفلّاحين.

تعد فكرة فصل الدين عن المجتمع أساسية عند العلويين حيث أنه لا توجد مرجعية دينية عند العلويين وهناك رفض عام لتدخل رجال الدين في المجتمع ويعد العلويين من أكثر الطوائف انفتاحا مع انتشار الفكر العلماني واليساري. من أشهر العلويين المعاصرين: قائد ثورة الساحل السوري ضد الفرنسيين صالح العلي ومؤسس حزب البعث زكي الأرسوزي والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الأسد بالإضافة إلى عدد من الكتاب والمفكرين كالشاعر أدونيس والشاعر بدوي الجبل والشاعر سليمان العيسى والمسرحي ممدوح عدوان وسعد الله ونوس وغيرهم.

هو ليس ساحراً على طريقة الساحرات الألمانيات في القرن السادس عشر، واللواتي قُتل منهن حرقاً ما يقارب المئة ألف في قرن واحد، بسبب سيطرتهن على المجتمع الألماني في كل شاردة وواردة، وفقا لما أورده المفكر الشهير برتراند راسل في “العلم والدين”.. بل هو رحّالة يهودي وكاتب ومؤرخ وضابط سابق في الجيش الفرنسي اسمه ليون كاهون.

دخل إلى جبال العلويين منذ ما يقارب الـ137 عاماً، بعد أن زار مصر وتحديدا أرض النوبة، ليكتشف “اختلاف النوبيين” عن أبناء جلدتهم المصريين، وفعل الأمر ذاته مع بلاد ما بين النهرين، فكتب عن قوميات تلك الأرض.

وقد تركت زيارته جبال العلويين التي دخلها تحديدا عام 1878 ميلادية، أثرا حاسماً في دخول بلاده إلى تلك المناطق، بصفتها “محررة” هؤلاء الأشخاص الذين أقنعهم باختلافهم الوراثي وبتميّزهم عن سواهم، عرباً كانوا أو أتراكاً.

وعلى الرغم من أن ليون كاهون ليس هو أول “مستشرق” فرنسي يزور جبال العلويين، حيث سبقه ابن جلدته الملازم “والبول” في عام 1851، كما زار تلك الجبال غيره من المستشرقين الفرنسيين من أمثال “ماسينيون” الذي كان أكثر تركيزاً على الطبيعة العقائدية المذهبية لأهل تلك الجبال، فالتقى زعيم الطائفة العلوية وقتذاك الشيخ سليمان الأحمد، والد الشاعر المعروف بدوي الجبل، إلا أن زيارة كاهون اكتسبت مدلولات على درجة كبيرة من الأهمية لأنها زيارة محددة الأهداف والمضامين، كما ذكر الدكتور سهيل ذكار الذي قال إن زيارة كاهون تمت بطلب من السلطات العسكرية الفرنسية في ذلك الوقت.

اختار ليون كاهون الجزء الشمالي من جبال اللاذقية والقرداحة مقراً رئيسياً. ولم يُعرف السبب وراء اختياره هذا الجزء دوناً عن الأجزاء الأخرى، خصوصا أن “الكتلة العلوية” المؤثرة تنتشر على الجزء الجنوبي لتلك الجبال، أي مناطق ريف جبلة وسهلها الساحلي الواسع. ولم يتبين سبب اقتصار الزيارة على الجزء الشمالي، إلا أن ترجيحات رأت السبب بكون شمال اللاذقية أقرب إلى الميناء وأكثر أمناً للرحّالة، كما أنه يتّصف بضعف المؤثرات العائلية التي يتجمع أغلبها في الجزء الجنوبي من تلك الجبال، مخافة أن يصطدم بقوة الزعامات فتعيق عمله الذي كان يتطلب تصوير الأشخاص وأخذ مقاسات أبدانهم وأشكال جماجمهم، نساء ورجالاً، الأمر الذي لن يكون متوفراً بسهولة في الجزء الجنوبي الذي تسيطر عليهم زعامات عميقة الجذور لن تسمح بحال من الأحوال لـ”غريب أجنبي” أن يمد ذراع الشخص ليقيسه بالسنتيمتر، أو ليلف المقياس على جمجمته لضبط حجمها الذي سيحولها إلى ميزة تفصلها عن سواها من جماجم.

بدليل أن ليون هاجم بشدة شيخاً علويا ووصفه “بالمكر والتعصب” وبأنه “جاسوس تركي” لأنه فقط “حاول جاهداً منع العلويين من أن يسمحوا لي بالتقاط الصور الفوتوغرافية لهم أو أن يسمحوا لي بأخذ مقاسات أجسامهم”.

من هنا كان آخر خط للزيارة، هو منطقة القرداحة التي تركزت فيها إقامته، التي لم يتجاوزها باتجاه “جبلة” بل قفل عائداً إلى مدينة اللاذقية، ثم ركب البحر ليخبر بلاده التي أرسلته في مهمة رسمية أن العلويين يريدون فرنسا أن تدخل جبالهم وتخلصهم من المحتل التركي!

المقاسات والأحجام والعظام والجماجم

قام ليون كاهون، بكل ما يمتلكه من أدوات علمية وبحثية، ليثبت اختلاف العلويين عن سواهم على المستوى الوراثي، وكان جل وقته ما بين الجبال والقرى يقضيه في أخذ مقاساتهم حتى في ليالي السمر والسهر: “في الأماسي، كنا ننشغل تماماً بأخذ مقاسات أجساد الرجال”. وبسبب ظلمة الليل التي كان تؤثر في رؤيته البصرية لخصوصية أجساد العلويين فكان يضطر لأن “يتلمّس النتوء العظمي لأسفل عظم الكتف”.

ويذكر ليون كاهون في كتابه “رحلة إلى بلاد العلويين” عام 1878 أنه بعدما تفحص وقايس عددا كبيرا من أجساد العلويين استطاع أن يعثر على “كنز” سمّاه “المارد” بعدما تبين له أن هذا المارد “يبلغ من الطول متراً وثمانية وتسعين سنتيمتراً واسمه حسان الأغيس”. وأن هذا المارد، بعدما أخضعه لفحوص القوة البدنية، التي ستشي بفرادة جنسه، تبين أنه كان الأقوى دون منازع، فلقد “أوصل إبرة الضغط إلى الدرجة 90” بعدما كان أقوى الرجال “يوصلها إلى 55 أو 60 درجة فقط”.

في الواقع، يتضح أن المهمة التي جاء لأجلها كاهون إلى جبال العلويين كانت تتطلب إثبات اختلاف جيني وراثي، ليتم الانتقال إلى أنهم “مختلفون” عن أبناء بلدهم الآخرين، هذا الاختلاف الذي ابتدأ به أصلا في كتابه عندما صنّف أبناء تلك الجبال بأنهم “تجمّع بشري يتميز منذ النظرة الأولى، عن كل التجمعات الأخرى المحيطة به”.

بل إنه لا يخشى من أن تكون بعض النسوة في تلك القرى النائية، وخصوصا منهن “التي تظهر ببشرتها الوردية وبشعرها الأشقر المتوهج، وعينيها الواسعتين شديدتي الزرقة”، قد رأى مثيلا لهن في “النواحي المحيطة بسان كلود” الفرنسية، ولرجال هؤلاء النسوة “مظهر أبيٌّ متعالٍ”…

هذا فضلا عن أنه رأى امرأتين علويتين “تظهران الكثير من الحرية السامية” إلى درجة أنه لا يستطيع أن يطلق “هذه الصفة على النساء من المذاهب الأخرى، ولا حتى المسيحيات في لبنان”…

ويبدو أن مهمته كانت عاجلة إلى الدرجة التي اضطر فيها أن يصطحب بعضا من جماجم العلويين إلى دياره في فرنسا، لمقارنتها بسواها من جماجم الجنس البشري، والأوروبي منه تحديداً، ليصل إلى نتيجة حسمها بقوله: “وقد لاحظت أن جماجم العلويين تتقارب إلى حد بعيد مع الجماجم الألبانية”، وأنهم، كطائفة وقومية، في آن واحد، “أحفاد الجنس الذي ساد وعمّ المنطقة ومقدونيا واليونان” وأن “الآثار المصرية” أشارت “إلى هذا الجنس” الذي “يمثله العلويون الآن”.

وربما لهذا السبب اندفع بحماسة كشفت أهداف زيارته العاجلة إلى تلك الجبال ليقول، معززا الاختلاف والانفصال والتباين الوراثي والقيمي، بأنه “ما من شعب يستحق الفائدة والخير أكثر من هذا الشعب الشريف والقوي والذي بقليل من الدعم الأوروبي فإنه بكل تأكيد سيعلم الشعوب التي تحيط به كيف تحترم نفسها”.

الجيش الروسي يدخل الأرض التي اكتشفها كاهون

ووصل الأمر إلى أن تقوم الحكومة التركية في ذلك الزمان البعيد، بتعيين جواسيس على تحركاته في المنطقة، بعدما أحست بالقلق مما يفعله وهو يأخذ مقاسات الأجساد وأطوالها وتمايزها العظمي، فاتهمته السلطات التركية بأنه كان يقوم “بوشم العلويين” لتكون هناك إشارة “يتعرفون من خلالها على بعضهم بعضاً”.

فترك “القرداحة” والتي هي مسقط رأس آل الأسد الآن، وقفل عائدا إلى بلاده، بعدما أوصلهم إلى قناعة نهائية بأنهم يريدون فرنسا أن تحتل أرضهم، في مقابل أن يقوموا هم بطرد الحكومة التركية من الساحل: “العبارة التي يرددها الجميع هنا، متى سيأتي الفرنسيون؟ فليقدموا لنا الإدارة والمدارس. إذا أرادت فرنسا حمايتنا فسنتكفل بطرد الحكومة التركية من طرابلس إلى اللاذقية”.

وهذا ما حصل في فترة لاحقة، وتأسيس ما عُرف بـ”المجلس التمثيلي لحكومة اللاذقية” والتي ضمت كل الزعامات العائلية التي سبق وزارها كاهون في القرداحة، تحديدا منهم آل العثمان وآل مهنا، مضافاً إليها زعماء مما يسميه هو “علويو الجنوب” أي ريف جبلة ومدنها.. حيث كان هذا المجلس التمثيلي هو المؤسسة الرسمية لما عُرف بـ”دولة العلويين” في ما بعد.

وبدخول الروس عسكريا الآن على نفس المنطقة، وبنفس القرى والبلدات التي مسحها كاهون وقدم معطياتها لبلاده فدخلتها محتلة وأقامت فيها “حكومات مستقلة في المدن السورية الرئيسية كحلب ودمشق واللاذقية وجبل العرب” موالية لها، يكون الروس الآن، الورثة الشرعيين للخطاب العنصري الذي أسسه كاهون، إنما بفارق أساسي، أن كاهون عمل على “العصبية الوراثية” وأقنع أهل تلك الجبال بخصوصيتهم وتميزهم وتفوقهم، فجاءت فرنسا “لحماية تلك الخصوصية”.”.

أي استبدال عصبية كاهون الوراثية، بعصبية أخرى. لكن، في الحالتين، الساحل السوري تحت الوصاية العسكرية الآن وللمرة الثانية: في الأولى انفصلت اللاذقية عن باقي الوطن، وفي الثانية، قد يكون ما هو أعظم..

خلال قرون خلت كان يطلق أهل الشام على المجموعة البشرية التي تقطن الساحل السوري وشمال لبنان وجنوب تركيا مسمى (النصيرية) لأنهم يتبعون في نهجهم خطى زعيمهم ابو شعيب(محمد بن نصير النميري) المتوفي عام 270هـ والذي عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) ومحمد المهدي(الثاني عشر)، والذي زعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري، ووارثُ علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي،وقد ادعى النبوة والرسالة، وغلا في حق الأئمة، إذ نسبهم إلى مقام الألوهية، ويعتقد جل النصيرية أنه أحد نواب المهدي المنتظر في فترة غيبته الصغرى، ولشدة ولعهم بقائدهم محمد بن نصير النميري أطلقوا على أنفسهم مسمى (النصيرية)، فساد الاسم عليهم في كل بلاد الشام، ومع مجيء الاحتلال الفرنسي عام1920م إلى بلاد سوريا ولبنان لعب ليحكم سيطرته على البلاد بسهولة على وتر الطائفية، وتغليب قوى بعض الأقليات على الأكثرية السنية ليكون لها الغلبة في سوريا بعد رحيله، فقلد مقاليد الجيش وقوى الأمن والمخابرات لضباط من طوائف الأقليات النصيرية والدرزية والإسماعيلية والنصرانية، وقد كان للنصيرية نصيب الأسد من هذه المناصب، ويذكر التاريخ والوثائق الفرنسية أن نصيرية الساحل السوري كانوا أول من أيد احتلال فرنسا لبلاد الشام، بل وسار بعضهم في مقدمة الجيش الفرنسي ليدله على الطرقات السهلة للوصول والسيطرة على دمشق وحلب، وللاستدلال على مخابئ ومكامن الثوار، ولازالت وثيقة الرسالة التاريخية الشهيرة التي وقع عليها قادة الطائفة النصيرية، والتي قاموا بتوجيهها للقيادة الفرنسية معلنين فيها كامل ولائهم وطاعتهم للمحتل الفرنسي، ومطالبين فيها بحكم ذاتي شاهدة على تعاملهم وخيانتهم المستمرة مع المستعمر الأجنبي لبلاد الشام، وتقول الوثيقة الشهيرة: أن زعماء الطائفة العلوية، وبينهم سليمان الوحش (قبل تغيير اسم العائلة) جد حافظ الأسد، ناشدوا رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك ليون بلوم، عدم إلحاق (الشعب العلوي) بسورية المسلمة التي تعتبرهم كفاراً، محذرين من مصير مخيف وفظيع ينتظر العلويين في حالة إرغامهم على ذلك، ويضرب زعماء العلويين في هذا الصدد مثلاً بحالة اليهود الذين وصفوهم ب”الطيبين” (!) الذين يُذبحون مع أطفالهم في فلسطين، كأقوى دليل على أهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام.

لقد تعاون النصيريون بكل قوة مع الاحتلال الفرنسي أثناء انتدابه على سوريا وكانوا شر عون لهم على الدولة العثمانية دولة الخلافة يومئذ وفي مقابل هذا منح الفرنسيون النصيريين أحقية السيطرة و الحكم في سوريا فيما بعد.

ومع كثرة اللقاءات بين مشايخ الطائفة النصيرية والقيادة الفرنسية في الساحل السوري قرر الاحتلال الفرنسي إقامة ما أسموه بالدولة العلوية في الساحل وقد وأطلقت عليها اسم (دولة العلويين)، و استمرت هذه الدويلة من سنة 1920م إلى سنة 1936م، ومن الشخصيات القيادية النصيرية التي رعاها الفرنسيون وقلدوها زمام المسؤولية في هذه الدويلة (محمد أمين غالب الطويل)، وكان أحد القيادات النصيرية البارزة، وقد ألف كتابا عن (تاريخ العلويين) يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة، سليمان الأحمد ويعتبر من الشخصيات النصيرية الهامة التي شغلت مناصب دينية في دولة العلويين عام 1920م. و شجعت فرنسا كما يقول المؤرخون السوريون النصيرية للمشاركة فيما يسمى (الكتلة الوطنية)التي ضمت أبرز السياسيين السوريين خلال فترة الاحتلال الفرنسي، واجبرت المشاركين في الكتلة على تغيير مسمى النصيرية ليصبح العلويين وقد تم فيما بعد وأثناء فترة الاستعمار تغيير المصطلح في المناهج الدراسية، وتم منع استخدام كلمة نصيرية في الصحافة السورية ومع مرور الوقت اندثر المسمى القديم واستعيض عنه بمسمى العلويين. رغم أن علماء الإسلام من قبل لم يسموهم إلا ب(النصيرية).

ومن أشهر رجالا النصيرية أيام فترة الاحتلال الفرنسي:

سليمان المرشد: الذي كان فلاحاً يرعي بقرا، والذي احتضنه الفرنسيون وأعانوه على ادعاء الربوبية، كما اتخذ له رسولاً (سليمان الميده) وكان راعي أغنام، وكان الرجل قد ادعى الألوهية، فآمن به وتبعه كثير من النصيريين و مثّل الدور تمثيلا جيدا، فكان يلبس ثيابا فيها أزرار كهربية ويحمل في جيبه بطارية صغيرة متصلة بالأزرار فإذا أوصل التيار شعت الأنوار من الأزرار،فيخر له أنصاره ساجدين. ومن الطريف أن المستشار الفرنسي الذي كان وراء هذا الألوهية المزيفة كان يسجد مع الساجدين ويخاطب سلمان المرشد بقوله يا إلهي.

وفيما بعد حوكم على فعلته بعد الاستقلال وأعدم شنقاً عام 1946 م.

ولايزال له اتباع كثر يسمون بالطائفة المرشدية يقطنون في مناطق الساحل وسهل الغاب في ريف حماه،وقد جاء بعده ابنه مجيب، الذي ادعى الألوهية، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951م، وبعد مقتله تقلد شقيقه (مغيث) الربوبية المزعومة عن أبيه وشقيقه، وما تزال فرقة (المواخسة) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم حتى اليوم، ومن أشهر رجالات الطائفة وزير الخارجية السوري الأسبق إبراهيم ماخوس.

ويذكر المؤرخون أمثال ابن كثير والطبري الكثير من القصص عن خيانات النصيرية وتعاملهم مع الغزاة، وخاصة المغول والصليبيين، حيث كانوا هم من فتح وقدم لهم مفاتيح أبواب دمشق، وقصة تعاملهم مع القائد المغولي تيمور لنك شهيرة وموثقة في كتب التاريخ.

وأثناء وبعد فترة الاحتلال الفرنسي استطاع (النصيريون)، وبتخطيط مسبق أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965م وعملوا تحت واجهة سُنية، وقد سنحت لهم الفرصة للاستيلاء والانقضاض على الحكم تحت مسمى تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين في 12 مارس 1971 م، وتولى العلويون رئاسة الجمهورية عبر انقلاب على الجميع وبقيادة حافظ الأسد فيما عرف حينها بالحركة التصحيحية.

وقد كان تغيير مسمى النصيرية إلى العلويين من قبل المحتل الفرنسي الذي مكن لهم في سوريا كما مكّن للنصارى في لبنان، أثره الكبير على مستقبل عمل ونفوذ هذه الطائفة في سوريا والمنطقة ككل، فقد أدخلها المسمى الجديد في نطاق المجموعات المتشيعة بعد أن كانت طائفة منبوذة من قبل الجميع لا تتبع لأي طائفة أو مذهب ودمجها المستعمر الفرنسي ضمن المعسكر الشيعي الذي يمتد من باكستان مرورا بإيران والعراق وانتهاء بسوريا ولبنان.

وعلى الرغم من كون أغلبية مراجع الشيعة يقرون بكفر النصيرية وعدم انتمائهم للمذهب الجعفري الإثني عشري،إلا أن بعض مرجعياتهم سعت لتشييع النصيرية وضمهم لأتباع المذهب الجعفري وهذا ماجرى خلال فترة حكم حافظ الأسد لسوريا والتي امتدت ل 30عاماً، ويظهر جليا مما سبق حرص المحتل الفرنسي ورعايته الكاملة لهذه الطائفة التي كانت إلى زمن غير بعيد تتقوقع على نفسها في جبال الساحل السوري، وقد كان تغيير المسمى و إنشاء دويلة طائفية مؤقتة تحمل مسمى العلويين دليلا قاطعا على رغبة القوى الكبرى في إيجاد موقع هام لهذه الطائفة على واجهة العمل السياسي وعلى كافة الأصعدة في سوريا فيما بعد، وقد كان لهم ذلك على حساب الأغلبية السنية والتي عملت فرنسا جاهدة وبقوة على تهميشهم وتقليص نفوذهم لتكون الغلبة والسيطرة للطائفة النصيرية التي تحكمت لأكثر من نصف قرن في شؤون سوريا.

 

هالني كما هال الملايين من الناس أن يُلزَم المعتقلون في بلاد الشام على السجود للرئيس السوري “بشار الأسد” تحت التعذيب الوحشي، والذي تناقلته الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة. وقد فكرت بالموضوع ملياً، وتساءلت هل هنالك سابقة لدى زعماء هذه الطائفة؟ فوجدت أن أحد زعمائهم أيام الأستعمار الفرنسي قد ادعى الألوهية وعبده أتباعه، وبحثت في تاريخ هذه الطائفة النصيرية فوجدت أنها تكرس لهم الربوبية في عقائدها وأفكارها، إذ أن مؤسسها “محمد بن نصير النميري” قد ادعى النبوة ثم الأولوهية، قبحه الله. وسوف أتحدث في هذا المقال عن موجز لتاريخ هذه الطائفة ونشأتها، ثم استعرض بعض معتقداتها، وهذه الوثنية التي بدأت تغزو بلاد الشام وقلب العالم الإسلامي في سوريا “التي تبسط عليها ملائكة الرحمن بأجنحتها”، “قال الألباني : حديث صحيح” ثم ألقي الضوء على هذه الطواغيت المتألهة بانحطاطها وجبروتها: سليمان المرشد، وبشار الأسد كنماذج عجيبة، تقشعر لها الأبدان.

الموضوع يبدو غريباً، إذ كيف يُعبَد الأشخاص في عصر العلم والثقافة، في القرنين الحادي والعشرين!.

انظر: كتاب فضائل الشام ودمشق، ومعه: مناقب الشام الشيخ الإسلام ابن تيمية، طبعة المكتب الإسلامي / بيروت / 1405هـ.

لمحة تاريخية عن الطائفة النصيرية:

النصيرية هي إحدى الحركات الباطنية التي ظهرت في القرن الثالث الهجري، ثم هاجرت قبائلها أيام الفرنسيين من خراسان إلى جبال سوريا الشمالية والغربية، فسميت تلك الجبال باسم “جبال النصيرية” حتى غيرتها في فرنسا خلال استعمارها لسوريا، وسمتها بجبال العلويين، كما أطلقت على تلك الطائفة اسم “العلويين” بسبب خدماتها للمستعمر الفرنسي، إذ أن النصيريين يجعلون على بن أبي طالب “رضى الله عنه” إلهاً، وكذلك كان عامة علماء الشيعة يكفرونهم، إلى حين جاءت المصالح السياسية في حقبة السبعينات، فحصل التزاوج السياسي بينهما، في ديار الشام.

* النصيرية تنسب إلى محمد بن نصير النميري، كان من أصحاب الحسن العسكري (الإمام الحادي عشر)، للشيعة الإمامية، وزعم ابن نصير أنه (الباب)، إلى محمد بن الحسن العسكري، أي أنه وكيل له وممثل ومرجع للناس من بعده، ثم جحد إمامة الحسن العسكري وإمامة ابنه من بعده، وادعى النبوة ثم الربوبية، وقال بإباحة المحارم ونكاح الرجال بعضهم بعضاً ويزعم أن ذلك من التواضع وأنه أحد الشهوات والطيبات.

انظر “أثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبين” يوسف إبراهيم الشيخ / 1998م.

* ترأس الطائفة بعده/ محمد بن الجنان الجنبلاني ثم حسن بن حمدان الحضيبي، وكل هؤلاء من أصل فارسي يمجدون الشخصيات الفارسية، مثل أزدشير وسابور، اللذين يعدان تجسيداً للألهة عند الفرس. انظر العلويون النصيريون: أبو موسى الحريري/ص 27، 30.

* كان النصيريون خلال تاريخهم كله، يتعاونون مع كل غاز دخيل لبلاد الشام، فتعاونوا مع الصليبين، خلال الحملات الصليبية، كما تعاونوا مع المغول التتار، فكانوا يغدرون بجيوش المسلمين، ينهبون ويقتلون. انظر: أثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبين/ص 254.

* كما تعاونوا مع الصفويين الفرس أيام الدولة العثمانية ضد أهل السنة، فهاجموا (اللاذقية)، ونهبوا وقتلوا، وسبّوا الشيخين (أبابكر وعمر) وكانوا ينادون: (لا إله إلا علي)، ويطلبون من الأسير أن يقول بذلك، كما خربوا المساجد، واتخذوها خمارات، فجرد إليهم السلطان العساكر وهزموهم. انظر “خطط الشام: محمد كرد علي : ج 1 / 260-263”.

* أما المستعمر الفرنسي فقد شكل لهم دولة، ودعمهم بقوة، فرفعوا عدداً من المذكرات عام 1936م إلى حكومة فرنسا، يطالبون فيها بتكريس انفصالهم عن سوريا. انظر: “النصيرية : تقي شرف الدين، ص 85-89″.

فهم إذن جسم غريب عن بلاد الشام، في أصوله وعقائده، وموالاته لأعداء الأمة قديماً وحديثاً. وقد ابتلت بهم سوريا في السنوات الأخيرة وخلال نصف قرن، خلصنا الله منهم ومن عمالتهم وشرورهم.

أبرز معتقدات النصيرية:

النصيرية شأن الفرق الباطنية الأولى، قامت على أنباء مؤسسيها من دعاة الفرس، وتتشابه مع الدروز والإسماعيلية في كثير من معتقداتها الدينية، كالتقمص وأنصار يوم الآخرة، والجنة والنار والحساب، وفي إباحة المحرمات وإسقاط التكاليف الشرعية عن أتباعهم وأبرزها:

1- تأليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه):

العقيدة الأساسية عند النصيرية تتمثل في تأليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فيزعمون أنه إله أو حلّت فيه الألوهية، فعلي في نظرهم (إله في الباطن)، (إمام في الظاهر)، لم يلد ولم يولد، ولم يمت ولا يأكل ولا يشرب، اتخذ محمداً (ناطقا) لذا فهو متصل به ليلاً منفصل عنه نهاراً. انظر:”إسلام بلا مذاهب: مصطفي الشكعة/ص335”.

* يقولون: بأن الألوهية حلت في أولاد علي رضي الله عنه من بعده، وهم خير البرية إذ ظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم وأخذ بايديهم، وعن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم.

* يقول الشهرستاني: إنما نشأت شبهاتهم في الحلول والتناسخ، من مذاهب اليهود والنصاري، فاليهود شبهوا الخالق بالخلق، والنصارى شبهت الخلق بالخالق، فسرَت هذه الشبهات في أذهان الغلاة، حتى حكمت بأحكام الإلهية في بعض الائمة. انظر: “الملل والنحل للشهرستاني على هامش الفصل لابن حزم، ج2/ص10”.

* معلوم أن النصيريين أنزلوا محمدا (صلى الله عليه وسلم) إلى مرتبة أدنى من مرتبة علي، وجعلوه يقوم بدور الحاجب عنده، باعتبار أن علياً هو الذات الإلهية، الذي فاض عن نوره: (محمد وسليمان الفارسي). انظر: “حركات الباطنية في العالم الاسلامي : محمد الخطيب /345”.

* ويعتقد النصيريون أن الرعد هو صوت علي، وأن عليا يسكن القمر، أو أن القمر هو علي ذاته، ولذلك كان القمر معبوداً لهم، كما أن بعضهم يقدس الشمس ويعبدها. (اسلام بلا مذاهب /337).

* والنصيرية تعظم عبد الرحمن بن ملحم قاتل علي رضي الله عنه ويعتبرونه أفضل أهل الأرض، لأنه خلّص روح اللاهوت، مماكان يتثبث فيه من ظلمة الجسد وكدره. انظر: “الفصل في الملل والنحل لابن حزم، ج4/188/ط بيروت دار المعرفة”

* ومما تقدم نستطيع القول: إن مذهب النصيريين يتكون من مزيج لعدة عناصر غير متجانسة منها: الوثنية كتقديس الكواكب والنجوم، ومنها النصرانية، كالاعتقاد بالثالوث (ع.م.س) أي محمد وعلي وسليمان الفارسي، ومنها مجوسية مزدكية، كإباحة المحرمات وإسقاط الواجبات، والاحتفال بعيد النوروز وأعياد النصاري والوثنيين، وقد كانت الوثنية شائعة في مناطق النصيرية ويدين بها (صابئة حران). انظر: “الحركات الباطنية في العالم الاسلامي: د.محمد الخطيب /ص351-352”.

وصدق الله العظيم: ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد، وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم)) ((المائدة:الآية73))

تأثر النصيرية بالمجوسية والنصرانية:

* اعتباراً من مؤسس النصيرية ( محمد بن نصير) فارسي الأصل، فقد تأثرت حريته ببعض الأفكار والعقائد الفارسية المجوسية، التي نقلها بحكم النزعة والتعصب للأصل، فشابت العقيدة النصيرية لوثات مجوسية تمثلت في بعض عقائدها وعباداتها وأعيادها فمن أعيادهم التى يشاركون فيها المجوس: عيدالنيروز ومدته ستة أيام, وعيد المهرجان ومدته ستة أيام, وعيد السدق, وعيد الشركان, وعيد عاشوراء. انظر: “القلقشندي: صبح الأعشى, ج/418-424, وعبد الله الأمين: دراسات في الفرق / ص120-121”.

* أما تأثر النصيرية بالنصرانية فيظهر في العقائد والأعياد, وذلك ناتج عن اندماج النصيرية في المجتمع الصليبي أثناء فترة الحروب الصليبة, فالعقيدة النصيرية تشبه إلى حد كبير عقيدة النصارى, إذ تقوم على التجسيد وتأليه الامام, وكلا العقيدتين تدوران حول التثليث, فعند النصاري يتكون التثليث من أب وابن وروح القدس, ويرمز إليه عند النصيرين بالحروف (ع.م.س). انظر: “عبدالله الأمين: دراسات في الفرق ص108, وانظر: أثر حركات الباطنية: يوسف الشيخ عيد 247-250”.

* ومن تأثر النصيريون بعقائد النصارى: تقديسهم للخمر والكاس وقراءة القداس، وتقريب القربان وهو تقديس الخبز. “نظر عبدالرحمن بدوي، ج2/ص/484، ص486”.

2- إيمانهم بالتقمص والتناسخ ونفي يوم البعث والحساب:

التناسخ هو انتقال الروح من جسم إلى جسم آخر، وقد يكون الجسم الثاني جسم إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد وينتقل الانسان من جسم إلى جسم آخر سبع مرات، وكل مرة تكون الروح برتبة خاصة ويرون أن الروح عندما تفارق الجسم بالموت تتقمص ثوباً آخر وهذا الثوب يكون بحسب إيمان هذا الشخص بديانتهم أو كفره بها، وعلى هذا فهم يرون أن الثواب والعقاب، لا يكون في الجنة والنار، وإنما في هذه الدنيا، حيث ينال الإنسان حسابه. انظر: “الحركات الباطنية في العالم الاسلامي: محمد الخطيب ص/355، 356”.

* والتقمص عقيده مجوسية: “إن النصيريين يشكلون فرقة غالية، تذكرنا بأخلاق المجوس، حيث يبيحون إشاعة البنات والأخوات والأمهات، وهم لا يصلون ولا يتطهرون ولا يصومون”. انظر: “عبدالله الأمين: دراسات في الفرق/ص124”.

* والكافر في اعتقاد النصيرية يمسخ في كل شئ ما عدا الصورة البشرية، وذلك بسبب كفره وإنكاره لأهل الحق وهم النصيرية، وهذا كله عدل من الله عز وجل -فيما يزعمون- لهؤلاء الجاحدين لأهل الحق. انظر “كتاب الهفت والأظلة: للمفضل الجعفي أحد مشايخ ابن نصير ص/74-75 طبعة دار المشرق/بيروت”.

* والتناسخ عقيدة فاسدة، كانت منتشرة قبل الإسلام، في بلاد فارس والهند واليونان، يقول النصيري المعاصر هاشم عثمان: إن إنكار وجود البعث شئ طبيعي، وقد كان ذائعاً في العصر العباسي قبل ظهور اصطلاح النصيرية. انظر: “العلويون بين الأسطورة والحقيقة: هاشم عثمان/ص77”.

* والواقع أن اعتقاد التناسخ يهدم ركناً هاماً من أركان الإسلام، وهو الإيمان باليوم الآخر بما فيه من ثواب وعقاب، وجنة ونار، وذلك كفر يخرج الإنسان من الإسلام، وهذا واضح في كثير من آيات القرآن، قال تعالي: (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً) (سورة النساء الآية 136).

* وقد أجمع علماء المذاهب الإسلامية وحكموا عليهم بالكفر، لاصطدام هذه الفكرة بركن ثابت، وهو الإيمان باليوم الآخر الثابت بالنصوص الشرعية. انظر: “دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة عبدالله الأمين ص/110”.

3- عبادة النصيريين: إسقاط التكاليف وإباحة المحرمات:

تجمع المصادر العربية والأجنبية علي عدم اكتراث النصيريين بأداء الفرائض الدينية، من زكاة وحج وصوم وصلاة، وامتناعهم عن إقامة المساجد وعمارتها، إذ اعتادوا على أداء احتفالاتهم وطقوسهم الدينية في العراء جرياً علي عادة المجوس، والذين كانوا يقيمون المراسم الدينية في العراء المكشوف، فلم يكن لهم معابد ولا مذابح، كما لاحظ “هيرودوتس” في “مقدمته في تاريخ الحضارات القديمة طه باقر، ج2/249، بغداد 1956م”.

* أما العبادات الظاهرة التي يؤديها المسلمون السنة، فهي عندهم معرفة أشخاص من أئمتهم وأصحاب المراتب لديهم، وقد ورد في الباكورة السليمانية: أن الصلوات الخمس وأوقاتها تعني في النصيرية: أن الظهر لمحمد، والعصر لفاطمة، والمغرب للحسن، والعشاء للحسين، والصبح لمحسن الخفي. “ينظر الباكورة السيمانية: سليمان الأذني، والحركات الباطنية لمحمد الخطيب”.

* الصلوات الخمس إذاً هي معرفة: الحسن والحسين ومحمد وفاطمة ومحسن، أما الزكاة فهي دفع خمس مايملكون لشيوخهم، حتي من مهور بناتهم، والحج: هو زيارة أئمتهم ورؤسائهم ويعتبرون سعي المسلمين إلى مكة باطلاً ومذموماً، وهو من عبادة الأصنام، والصوم: يتمثل في حفظ سر الدين، والبعد عن النساء، فلا يمتنعون عن الطعام والشراب في شهر رمضان كله وهم يعتبرون أن جميع الفروض الإسلامية، هي ذكر أشخاص معينين وهم لا يشترطون الطهارة في صلاتهم، فالجماع والاحتلام لا يفسدان الطهارة، وإنما يفسدها: موالاة الأضداد، والجهل بالعلم الباطني. “ينظر إسلام بلا مذاهب: مصطفي الشكعة/ص230-131 طبعة دار القلم القاهرة، وسليمان الجلبي: طائفة النصيرية/ص57-58”.

* وقدس النصيريون الخمرة أيما تقديس، يرون أنها من النور وعظموا لأجلها شجر العنب، وتقدم الخمرة خلال دخول الجاهل في أسرار عقيدتهم، لذلك فهم يطلقون عليها اسم: “عبد النور” لأنها خلقت من شجرة النور وهي العنب، والخمرة والمرأة تقدمان للشاب الداخل في أسرار الدين، فيغري الشاب بها و يخدر بين إغواء الحسان وتأثير السكر والعربدة، بحيث لايرفض أي شي من أسرار ديانتهم، خاصة وأنه قد أصبح في الفردوس المنشودة (الخمرة والمرأة). انظر: “الحركات الباطنية في العالم الاسلامي: محمد الخطيب، ص369بايجاز”.

* المرأة في نظرهم فهي ليست من أهل الدين والمعرفة ولا هي جديرة بتلقي الدين وتحمل واجباته، وهم يستبيحون الزنا بنساء بعضهم، لأن المرأة لايكتمل إيمانها إلا بإباحة فرجها لأخيها المؤمن، واشترطوا ألا يباح ذلك للأجنبي ولا لمن هو غير داخل في دينهم. انظر: “مخطوطة في تقسيم جبل لبنان – قسم في مذهب النصيرية، الجامعة الامريكية بيروت،رقم(31)”.

* وهذا ما يفسر لنا تساهل النصيريين في قضايا العرض في العصر الحديث، وفي إباحة المحارم والنساء التي نادى بها ابن نصير.

ولذلك وحسبما تقدم، فان النظام النصيري في سوريا يعمد في كل أزمة، إلى تخريب المساجد والكنائس علي حد سواء، بالهدم والحرق والتخريب وتدمير المحتويات، فقد دمرها (حافظ أسد) في حماة /1982م، ومن أشهرها: جامع السلطان ومسجد بلال وجامع عمر بن الخطاب، والشريعة، ومسجد سعد بن معاذ وغيرها، وقد بلغت (63 مسجداً) وترافق ذلك مع قتل الأئمة والخطباء والمؤذنين.

واليوم في درعا وحماة واللاذقية يتم تدنيس المصاحف وإحراقها وإطفاء السجائر في أوراقها في مشهد بدائي همجي: انظر مقال ممارسات وثنية في قلب العالم الاسلامي، طلحة الناصر في موقع لجينيات.

وقد نشرت الفضائيات ووسائل الإعلام، ماتم قصفه لعدد من المآذن في دير الزور وبانياس، مع مهاجمة المساجد ودخولها وإطلاق الرصاص على المصلين، وكلما ظهر تكبير في المساجد وغيرها، كان الشبيحة يطلقون النار عشوائيا على مصادر التكبير لمسلمين عزل.

وخلال شهر رمضان المبارك الأخير، كانت الحملة الأمنية الوحشية تدمر بدباباتها الأحياء السكنية، وتنهب الممتلكات، وماتزال في غيها وإفسادها، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

وفي ليلة السابع والعشرين من شهررمضان، بينما كان المسلمون يحيون ليلتهم، كان الشبيحة وأزلام السلطة في شأن آخر، إذ دخلوا مسجد الشيخ أسامة الرفاعي، وكسرت يده، مع جرح عدد من المصلين، نقل الشيخ بعدها إلى مستشفي الاندلس. وقد ذكر أن السلطات المجرمة طالبت من الشيخ أن يعلن كلمة تهدئة للمتظاهرين الذين ثاروا حمية للشيخ والمصلين، فرفض، ثم هددوه بقتل ولده المعتقل لديهم، فقال: (ولدي له رب يحميه) نقل ذلك مواقع عديدة على الإنترنت مثل موقع قناة الجزيرة، وقناة شام.

ويخرج البوطي ليقول: الرئيس المؤمن، لايقبل ذلك ولايتحمل وزره… عليه من الله مايستحق.

4- موقف النصيرية من الصحابة رضي الله عنهم:

يقدس النصيريون بعض أصحاب رسول الله، ويرفعونهم فوق مرتبة البشر، وهم القلة الذين ناصروا علياً -حسب زعمهم- وهم يؤمنون بثالوثهم المقدس (ع.م.س)، فسلمان الفارسي هو الذي خلقه محمد صلي الله عليه وسلم، وبالتالي فسلمان هو الذي خلق الأيتام الخمسة الذين وضعت بيدهم مقاليد السماوات والأرض. والمقصود بالأيتام الخمسة، هم الصحابة الذين تعظمهم الشيعة عموما، باعتبار أنهم ناصروا علياً وهم : سلمان الفارسي والمقداد بن عمرو، وأبو ذر الغفاري، وعبد الله بن رواحة، وعثمان بن مظعون، إضافة إلى قنبر بن كادان مولى علي، وكلهم من الصحابة، ماعدا قنبر. انظر: “الحركات الباطنية في العالم الاسلامي:محمد الخطيب/ص360-361”.

* أما موقفهم من باقي الصحابة رضي الله عنهم: فهو موقف العداء والحقد الدفين، فهم يعتبرون الصحابة أبالسة ظالمين، ظلموا علياً، ويخصون بعدائهم الشديد كلا من: الصديق والفاروق وذا النورين عثمان، رضى الله عنهم، وهم يصبون الشتائم واللعنات عليهم، ويحتفلون بعيد مقتل عمر، ويسمونه “يوم مقتل دولام”، وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأول من كل سنة كما أنهم يعتبرون سبهم من الفرائض الدينية. انظر: “ابن حزم الفصل في الملل والأهراء والنحل، ج 5/ص50، وينظر: مخطوطة أعيادنا: المكتبة الأهلية في باريس رقم 6182 عربي ورقة 39/أ”.

* وعموماً فالمذهب النصيري كله، تم تحضيره ونشره في بلاد فارس، علي يد رجال حاقدين من الفرس المجوس، وهم يعتبرون أن عمر رضي الله هنه كان عوناً لأبي بكر في تولية الخلافة وحجبها عن علي، رضي الله عنهم أجمعين. انظر: “دراسات في الفرق والمذاهب القجيمة والمعاصرة:عبدالله الامين/ص144”.

* أما الجهاد في عرف النصيرية فهو التقرب بالشتائم، ويخصون بها أبابكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة، وبشتم الفقهاء والعلماء أمثال: أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد رضي الله عنهم لأن هؤلاء يأكلون من خيرات علي ولا يعبدونه لأنهم أنجاس. نصبوا أنفسهم لضلالة من اتبعهم، وصدوا الناس عن آل البيت. انظر: “العليويون والنصيرية: د.مجاهد الامين /ص144″. قاتلهم الله وقائل هذه الترهات المنحرفة الكافرة.

* أخي القارئ هذه أبرز الضلالات العقدية لدى النصيرية، كفرٌ بالله الأحد، وكفر برسله وملائكته واليوم الآخر، وقد أفرزت هذه العقائد حقداً دفيناً علي الإسلام وأهله، ترجمها النصيريون إلى مواقف مشينة من الغدر والتآمر والخيانة، ومايجري الآن على أرض سوريا بمدنها وأريافها، مما تقشعر له الأبدان، يأتي مصداقا لكل ما تقدم وصفه.

5- عصمة الأئمة وادعاء الربوبية:

للأئمة عند النصيرية ميزات خصوصية، يمتازون بها عن بقية البشر ويقولون بأن أفعالهم وأقوالهم منطبقة على الإرادة الإلهية انطباقاً تاماً، وهم معصومون لأن الخطايا رجس، وقد قال تعالى: ((ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)) (الأحزاب آية 33)، فهم لذلك مصدر الإرادة الإلهية في أفعالهم وأقوالهم والإمام عندهم أعلى منزلة من النبي لأن الأنبياء يوحى إليهم بواسطة جبريل، والأئمة يكلمون الله تعالي بغير واسطة. انظر: ” تاريخ العلويين: محمد الطويل، ص 182-185″.

* وكنا قد عرفنا أن مؤسس الطائفة النصيرية، محمد بن نصير النميري، كان قد ادعى النبوة ثم الربوبية، وقال بإباحة المحارم ورفع التكاليف عن أتباعه، وقد سبقة أبو الخطاب الأسدي، الذي يعتبر فكره من الأصول القوية التي اعتمد عليها ابن نصير، فادعى أن الأئمة آلهة، فلما بلغ ذلك جعفر الصادق لعنه وطرده فادعى الألوهية لنفسه، قبحه الله، وهذه أصول لكل من يدعي الربوبية عندهم. انظر: “الملل والنحل للشهرستاني، والفرق بين الفرق للبغدادي /ص255”.

* وممن ادعي الربوبية في العصر الحديث: سلمان المرشد، الذي تجمع حوله النصيريون، وزعموا أنه إله عندهم ثم عبدوه من دون الله، كان راعي بقر، احتضنه الفرنسيون وأعانوه على ادعاء الربوبية.

* يقول الزركلي: سلمان المرشد: علوي متأله من النصيرية من قرية تقع شرقي اللاذقية، تلقب بالرب،!!

* بدأت سيرته سنة 1920م، ثم سجن سنة 1923م، ونفي إلى الرقة حتى سنة 1925م، وعاد من منفاه، وتزعم أبناء نحلته، ثم استماله الفرنسيون خلال قيام الثورة السورية، واستخدموه وجعلوا لبلاد –النصيريين- نظاماً خاصاً، فقويت شوكته وتلقب برئيس الشعب العلوي الحيدري الغساني.

* عين قضاة وفدائيين عام/1938م، وفرض الضرائب على القرى التابعة له و أصدر قرار جاء فيه ((نظرا للتعديات من الحكومة الوطنية والشعب السني على أفراد شعبي, فقد شكلت لدفع هذا الاعتداء جيشاً يقوم به الفدائيون والقواد .. ))وجعل لمن سماهم الفدائيون ألبسة عسكرية خاصة.

* كان سليمان المرشد يزور دمشق نائباً عن النصريين في المجلس النيابي السوري فلما جلا الفرنسيون عنها، تركوا له سلاحهم، مما أغراه بالعصيان، فجردت حكومة سوريا قوة فتكت ببعض أتباعه، ثم اعتقلته مع آخرين، وأعدمته شنقاً في دمشق. انظر: “الاعلام للزركلي: ج/3/112، وفي جريدة الجلاء في اللاذقية في 14/02/1946م، بعض أخباره، ولأمين حداد كتاب في سيرته، سماه مدعي الألوهية في القرن العشرين”.

* وقد جاء بعده، ابنه (مجيب) وادعى الألوهية، ثم قتل أيضاً علي يد رئيس المخبارات السورية، عام1951م، وما تزال فرقة “المداخنة” النصيرية تذكر اسمه على ذبائحهم.

* ومنهم “إبراهيم ماخوس”، وزير الخارجية خلال حرب 1976م، وجاء الابن الثاني لسليمان المرشد واسمه “مغيث” وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه.

بشار الأسد: ولوثة الربوبية عند أتباعه:

لقد نجا العرب من الوثنية بدعوة التوحيد، التي جاء بها الإسلام الحنيف، لكنها عادت من جديد بنسخ مستحدثة، وذلك في قلب العالم الاسلامي، في سوريا والشام “التي تبسط عليها ملائكة الرحمن باجنحتها ..” حديث صحيح.

ولاغرابة في ذلك فالوثنية هي تحويل العبد منزلة الله أو تشبيه الله بخلقة أو إعطاء العبد مالا يصح أن يكون إلا لله من صفات أو أسماء، وها نحن اليوم نسمع من أتباع النظام وشبيحته تصريحاً لا تلميحاً، من أن بشار هو الله وأنه هو المعبود.

أحد أتباع بشار عمل لنفسه موقعاً سمي نفسه عبد بشار الأسد ملأه بالتسبيح والتهليل، وبالسجود، والتعظيم ومما قاله فيه معلقاً علي صورته وهو يسجد لبشار ما أطيب أن يسجد العبد للرب أنا عشقي إليك قدر ماله حد ياربي الأسد مايهمك أحد فأنت أحد أحد أحد. انظر مقال: ممارسات وثنية في قلب العالم الاسلامي، طلحة الناصر في موقع لجينيات.

فالنظام الحاكم في سوريا، لا ينطق عن الهوى في نظر أتباعه، ومخالفة أوامره تعتبر لديهم بأنها كفر بالنظام الموجب للموت بأبشع صوره، مع ملاحقة الأهل والأبناء والإخوان، واستباحة الأموال والأعراض، وأن أوامره ذات قدسية إلهية.

وقد طفحت وسائل الأعلام الإلكترونية والفضائية بنشر العشرات من الصور التي تظهر بشكل فج ممارسة هذه الأعمال، التي لا تصح إلا لله وحده .. ولا يكتفي الأتباع بممارسة وثنيتهم الصارخة بالسجود والهتاف الإلهي للحاكم، فإنهم لا يكتفون بذلك بل يلزمون المعتقلين والمعذبين عليه.

ونورد فيما يلي بعض هذه الممارسات الوحشية الكافرة:

– ففي العشر الأواخر من رمضان كان عدد من رجال الأمن والشبيحة يضربون ضابطاً رفض إطلاق النار على المتظاهرين المسلمين، ويعتبرونه “منشقاً عن الجيش” كانوا يعذبونه “وهو مكبل بالقيود” أشد العذاب، طالبين منه أن يقول: لا إله إلا بشار –كبرت كلمة تخرج من أفواههم– وما كان لسانه ليطاوعه، فيزداد التعذيب ضرباً وركلاً، فيقول : لا إله إلا .. إلا .. الاسد، وكان مجرموا النظام يرفضون منه ذلك، إلا أن يقول: بشار. وقد نشر في مواقع كثيرة وفي القنات الفضائية، قاتلهم الله.

بقي أن نسأل الشيخ البوطي عن رأيه في الفيديو المشار إليه، هل يستحق منه تنديداً من على منبره، أم أنه مطمئن إلى أن سيده الرئيس “المؤمن” لا يقبل ذلك، وبالتالي فهو لا يتحمل وزره؟.

– وفي مدينة “دير الزور”، رفض عدد من الأسرى السجود لصورة بشار، فعذبوا عذاباً شديداً على يد رجال عصابات النظام .. والأمر يتكرر في أنحاء سوريا كلها.

– وقد نقل عدد من الفضائيات “الجزيرة والحوار والعربية” “مقطع فيديو” يصور التعذيب الوحشي، ضرباً بالعصى ودعساً بالأقدام، وركلاً شديداً لكل أنحاء الجسم بما في ذلك الرأس والوجه، لشاب لا يتجاوز عمره الثالثة عشر سنة، كانوا يطالبون الفتى الغض بالاعتراف بربوبية بشار، يقولون له: من ربك؟ فيقول “يا ربي يا الله، يا ربي يا الله” فيزداد غلاظ الأكباد تنكيلاً به وتعذيباً وحشياً، تم يقربون إليه صورة بشار ويطلبون منه أن يسجد لها: فما كان من الشاب إلا أن بصق على الصورة اللعينة، غلبت عليه فطرته وإيمانه. فجن جنون عباد البشر. وقد انتشر هذا المقطع في عدد من الفضائيات والمواقع الإلكترونية مثل صفحة كلنا شهداء حوران، في 15/شوال/1432هـ.

– وقد وجه أحدهم سؤالاً إلى البوطي، عبر موقع “قسم الشام” حول إجبار رجال الأمن على السجود لصورة بشار، وعن حكم الإثم الذي يلحقهم بعد ذلك الفعل، فأجاب البوطي السائل بقوله “اعتبر صورة بشار بساطاً .. واسجد فوقه”، وعليه من الله ما يستحق، فكم خدم وتملق لهذه العصابة المجرمة.

– هكذا صار الحال في دمشق، قلب العروبة النابض، ومنطلق الفتوحات التي نشرت آية التوحيد والحضارة والعدل في أنحاء المعمورة وصدق من قال:

“لولا دمشق لما كانت طليطلة ولا زانت ببني العباس بغدان”

فكيف تبدلت غزلانها بالقرود؟ وصلحاؤها الأتقياء شرار خلق الله؟ والتافهين الأغبياء.

وما ينتهي العجب من أثر نبوي يقول فيه الرسول الكريم: “يأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل ما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة” الألباني سلسلة الصحيحة.

هذا واقعنا الأن مع النظام الباطني المرتد، وفي الحديث الشريف ما يغني عن كل مقال.

إلا أن الأمل ما يزال معقوداً على أهل الشام ومجاهدي بلاد الشام، حيث أنهم سيطردون اليهود وأعوانهم ويحررون البلاد من رجس الوثنية الجديدة بألوانها، كما بشرت بذلك الأحاديث الصحيحة، والله على كل شئ قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات