كم جميل ان نرى كوردستان وقد تخطى حاجز الخوف ، ولم يعد هنالك من مخاوف على مستقبله المنشود ، و هو حق مشروع لكل كوردي تأمل خيرا منذ سقوط الطاغية في بغداد ان يجد كوردستان اصبح ملاذاً آمناً للجميع ، ويتحول الى مركز استقطاب عالمي تتهافت عليه الشركات من كل صوب املا بفوز فرص الاستثمار التي تدر بفائدته للطرفين…لست اعد الايام ولكن اخاف الايام ان تمر دون ان نحقق ما نطمح اليه ، وما اعتدنا عليه من ازمات يبرر مخاوفنا من ان نخاف من الاتي دون موعد ، بمعنى ان الازمات بدأت تشق طريقها وسط توقعات المحليين السياسيين من تفرض لها وجوداً دائمياً في كوردستان دون معالجة او حلول لنجد أخيرا انفسنا وقد طوقنا الازمات من كل صوب ليضرب في العمق ما بنيناه خلال السنوات القليلة الماضية وما اكتسبناه بشق الانفس …اذن .. ليس من العيب ان تخاف في الزمن الحاضر الذي بدأ كل شيء فيه تتحرك الى امام دون رجعة ، ولكن العيب ان تعتاش على الازمات دون حل بالرغم كل الامكانات المتاحة والعقول التي لديها القدرة على احتواءها وإنقاذ كوردستان من تداعياتها ، ما تمر به كوردستان ليست بظرف استثنائي وانما ظرف حساس ينبغي التعامل معه على اساس المعالجة الفورية للازمة ، رواتب الناس هي اساس معيشتهم واي اهمال بهذا الاتجاه سينعكس سلبا على مسار الحياة في كوردستان وتنهي التفاعل مع الحياة العصرية التي يحركها المادة للامام ، فلا يمكن ان نعقد الاجتماعات حول الازمة وتطول و تدور في حلقة مفرغة دون الوصول الى النتيجة مرضية تنهي الجدل الدائر حولها ، ونغلق ابواب المزايدات عليها والتي بدأ البعض يستخدمها لمصالحها الذاتية ، بمعني ان ترك الازمة في مكانها دون محاولة لمعالجتها هي انتحار سياسي للعملية السياسية الجارية في كوردستان يسنخدمه الكتل السياسية لعرقلة التقدم والازدهار التى تشهدها كوردستان لكي تبقى مشلولة لا تقوى على الحركة ليمروا ما يرونه مناسبا لسياساتهم العدوانية تجاه كوردستان ، لللك فالخشية من تدهور الاوضاع نحو الاسواء تبقى واردة في ظل قراءتنا للمشهد السياسي الكوردستاني التي لا ينحصر الا في الترقب الدائم من الاتي المجهول …. لذلك فان كوردستان بطبيعتها الاجتماعية قد عودت نفسها على تحمل الازمات والكوارث واجتازها بصبر وايمان بحتمية الانتصار عليها ، ولكن المثير للجدل ان المسار الخاطىء لحكومة الاقليم في كيفية معالجتها للازمة تكمن في عدم تفهمها لمطالب الشارع الكوردي الذي بدأ ينظر الى المسألة بمنظار أخر، ولم تقدم الى الآن بخطوة جادة تنهي الوضع القائم في كوردستان الذي ارهق الجميع ولم يعد بامكان المواطن الكوردي التحمل المزيد منها ، والحكومة تغض الطرف عن المسالة بالرغم انها اصبحت من الامور الصعبة التي حلت على كوردستان التي لا يمكن تجاهلها بهذه الصورة المخيفة التي لاتدل الا على قصر للنظر وعدم الاهتمام بمعاناة شريحة واسعة من ابناء الشعب ، وهذا بحد ذاته مؤشر واضح ان الكتل السياسية في كوردستان بدأت لا تبدي اهتماماً صريحاً بما تمخض عن قطع رواتب الموظفين ولا بآثارها التي تركتها هذه الازمة على المواطنين الذين هم أحوج الناس لمساعدتهم من خلال مراجعة شاملة لكل الاجراءات التي تتخذها الحكومة بخصوص الازمة بهدف الانقاذ ما يتم انقاذه من ان يتسع الفجوة بينها وبين المواطن لكي تعيد ثقتها للشارع التي تضررت بسببها…… وعلى هذا الاساس ينبغي على الحكومة الكشف عن اجراءاتها دون خجل عن الكيفية في معالجتها للازمة ، وتتصرف بممنتهى المسوؤلية مع الشارع في تصحيح مسارها الخاطىء التي تتراكم وتترك اثاراً سلبية على المواطن ، ولا يدفع الا المواطن من ضريبتها الباهظة ، بمعنى ان حكومة الاقليم يتحمل كامل المسوؤلية في هذا الشأن ولا يجد من وسيلة افضل من ان يسعى باتجاه تهدئة الشارع واستخدام عقليتها السياسية لاحتواء الازمة بما ينسجم مع متطلبات الشارع العام ، والا فان اي تلكؤ بهذا الشان سينرك من اثارها على الآمن والامان ويحرك الاوضاع نحو ما هو اسوء من حيث الاستقرار والطمأنينة ، والى ان تستقر الاوضاع على نحو جديد سيكون لنا لكل حادث حديث…….