وهكذا أجلس فايروس كورونا المستجد أكثر من مليار انسان حول العالم في منازلهم رغما عن أنوفهم وأقصى اكثر من 421 مليون طالب وطالبة حول العالم عن مقاعد الدراسة نتيجة الحجر الصحي وحظر التجوال وهدد أرزاق ملايين الكادحين والعمال في كل مكان ، لافرق في ذلك بين مواطني الدول الصناعية المتقدمة ولا مواطني الدول الاتكالية المتخلفة مما يطلق عليها “دول العالم النامي” وأسميها دول – العالم النائم – ولكي لانبدد أوقاتنا بالنوم ونضيع عبثا وبلا طائل ساعات اليوم ، طلب مني بعض الأصدقاء إستعراض جملة من المقترحات النافعة لشغل أوقات الفراغ الطويلة لحين زوال الغمة عن هذه الأمة وبناء عليه وإستجابة لطلب الإخوة ونتيجة لإغلاق المساجد وتضييق الحركة في الطرق والمتاجر والأسواق وإسدال الستار على جميع الأنشطة الثقافية والمهنية والرياضية والحياتية وإغلاق المقاهي الشعبية العراقية وهي أجمل عندي من – ديزني لاند وبرج ايفل والاهرامات – برغم مشاكلها وصخبها ودخانها وكرويتاتها الخشبية أم المسامير – وبالأخص عندما يسألك صاحب المقهى بلهجته الدارجة وبصوت أجش يشبه صوت الممثل علي الشريف في فيلم المتسول – شتشرب – وهو يرمقك بنظرات حادة بعصفوريته المائلة على رأسه كبرج بيزا المائل، فتقول له “العفو شعندك ؟” فيجيب شاي وحامض !” فتقول له ” فد حامض بلازحمة ” فيجيبك بسرعة البرق ” والله الحامض بعده على النار”فتقول له ” لعد ليش تسألني جنابك ، خو جيب شاي من البداية وابوك الله يرحمه !”، هنا وبعد هذا الحوارالتعبوي والشعبوي القصير أنصح بعدم الرد على أية حركات وإشارات وهمسات وسكنات قد تبدر من صاحب المقهى الشعبي معربا فيها عن انزعاجه منك وإمتعاضه من طلباتك لأن العواقب ستكون وخيمة ولاشك – نصيحة أخوية – لأن دماء هؤلاء كمشروباتهم كلها ساخنة و- حارة – جدا !!
المهم اقترح لشغل أوقات الفراغ الآتي :
– تنمية مواهبك ومطالعة كل ما يتعلق بشأنها والإطلاع على تجارب ومدارس الآخرين في ذلك في مجالات ” الكتابة ، الخط ، الزخرفة ، الرسم ..الخ ” .
– ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة المنزلية – حتى لاتخشب من طول الكعدة وما يترتب على التخشيب من ناسور وبواسير وسمنة وكسل وإرتفاع نسبة الدهون وضغط الدم والسكري وما شاكل – !
-اشغل وقتك في حديقتك اذا كان عندك حديقة وازرع فيها أنواعا جديدة من الزهور ،اسق القديمة ،نظفها من الحشائش ،إجتث النباتات الضارة .. !
– تعلم/ تعلمي فنون جديدة للطبخ سواء من النت أو من الكتب المتخصصة في ذلك ..مو مشكلة الاكلة تحترق في نهاية المطاف أو تلتصق بالقدر بما يستدعي رميهما سوية في أقرب مكب النفايات ..المهم المحاولة وشغل الوقت بالمفيد !
– اقرأ كتابا مفيدا في كل شيء نافع ” كتاب ديني ، كتاب فكري، كتاب تأريخي ، اجتماعي ، ادبي ، سياسي ، اقتصادي ، رواية ، شعر ، مجموعات قصصة ..الخ ” وانصح بالتركيز على الكتب التي تتعلق بتخصصك المهني والاكاديمي لتطوير المهارات وتحسين الأداء مستقبلا !
– اكثر من الذكر والاستغفار والدعاء لك ولكل المسلمين حول العالم وأكثر من التسبيح وتلاوة القرآن الكريم والصلاة على المصطفى المختار ، وصلاة النوافل والسنن !
– اشغل نفسك بالكتابة ” كتابة اليوميات ، المذكرات ، الخواطر ، المقالات ، واكمل البحوث والدراسات العالقة اذا كنت اكاديميا ونحوها !
– اذا كنت من عشاق اليوتيوب فأنصح بعدم تضييع الوقت بالأفلام الخيالية والرعب والرومانسية والمسلسلات والمدبلجات وما شاكل ، وإنما بمتابعة الافلام العلمية والوثائقية والبرامج التعليمية والحوارات واللقاءات الادبية والثقافية والاجتماعية والصحية والسياسية ..وانصح بالمحاضرات والبرامج التوعوية الهادفة على اختلاف مقدميها ومشاربهم فكل محاضرة منها ستخرج بالمفيد النافع ولاريب !
– اشغل نفسك بترتيب المكتبة ،تغييرالديكور، تعديل الاثاث ، إصلاح المكسور ، تصليح العاطل من الاجهزة في منزلك وحاول ان – لاتتفيتر – فيما لاتفهم به حتى لاتخسر الجهاز والى الابد وتكب العيطة !
– تواصل مع العائلة الكريمة ، اطلع على همومها ، تبصر بحاجاتها ،العب مع الاطفال وكأنك واحد منهم – مو مشكلة تاكل دفرة منا ، وبوكس مناك ، وهذا يصعد على ظهرك ، والبنية تكفش شعرك ، وآخر العنقود أصغرهم سنا يسرق نظارتك ويرميها بعيدا على الأرض ليحيلها أشلاء وهو يقهقه عاليا وكأن شيئا لم يكن – أهم شيء هو تعويض الأطفال حنان الابوة التي افتقدوها طويلا بسبب مشاغل الحياة والدراسة والوظيفة طيلة الفترة الماضية لتحول – الحظر والاقامة الجبرية – الى طاقة عائلية ايجابية مليئة بالذكريات الاسرية الجميلة التي سترسخ في مخيلة الأطفال وذاكرتهم مدى الحياة حتى إن أحدهم لن يقول يوما – كنا خائفين اثناء الحظر والحجر ومرعوبين جدا – بل سيستدعي أسلوبك الراقي والانساني في تجاوز الازمات ليتخطى بثقة تامة كل ما سيمر به من صعاب وسيقول كل منهم ” ياااااه ما أجمل دروس الحظر، لقد كانت الايام الوحيدة التي إجتمعنا فيها كعائلة واحدة لنلعب ونقرأ ونكتب ونلهوا ونتعبد سوية ، ما اجمل تلك الايام التي علمتنا ابجديات الحياة ومنحتنا مناعة دائمية وحصنتنا ضد جميع كوارثها وأوبئتها المستقبلية المحتملة !
وكل ما يصدق على الأب يصدق على الأم ، وحاول أن تتحاور وتتعامل مع المراهقين والمراهقات من أفراد عائلتك على أنك صديقهم المخلص وليس والدهم ليفتحوا لك قلوبهم ويخبرونك بأسرارهم أو بعضها على الاقل من دون إحراج .اودعناكم اغاتي.