عندما يقدم ألآمام علي عليه السلام على أنه نفس رسول الله كما في ألآية “61” من سورة أل عمران , وعندما يقم بأنه الشاهد الذي
يتلو رسول الله “ص” كما في ألآية “17” من سورة هود وعندما يقدم على أنه المعصوم المطهر كما في ألآية “33” من سورة ألآحزاب وعندما يقدم على أنه ولي أمر المسلمين بعد رسول الله كما في ألآية ” 55″ من سورة المائدة وهو الذي لم يتم تبليغ الرسالة ألآسلامية للناس ألآ بأعلان
ولايته على المسلمين بعد رسول الله كما في ألآية ” 67″ من سورة المائدة , وأذا كان ألآمام علي “ع” وهو المعصوم الوصي لرسول الله “ص” والخليفة من بعده وعنده علم رسول الله “ص” الذي وهبه الله له وهو مازاد على علم كل ألآنبياء وألآوصياء السابقين , ويكشف له الغيب أحيانا
كما في ألآية”26 ” ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ” وألآية ” 27″ من سورة الجن ” ألآ من أرتضى من رسول فأنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ” والرسول قد يكون ملك وقد يكون نبيا , وقد يكون أماما , قال تعالى ” أنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم
يقوم ألآشهاد ” والنصر هنا مضمون لكل الرسل وهم الملائكة وألآنبياء والمؤمنون الذي كمل أيمانهم وألآمام علي “ع” من المؤمنين الذين كمل أيمانهم فهو سماه الله تعالى ” صالح المؤمنين كما في سورة التحريم ألآية “4” قال تعالى ” …وأن تظاهرا عليه فأن الله هو مولاه وجبريل
وصالح المءمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ” – التحريم -4- أذا كان هذا هو علي بن أبي طالب “ع” كما قدمه القرأن ونحن نتبع ذلك التقديم تعبدا , فكيف تم أغتياله من قبل الخارجي المجرم عبد الرحمن بن ملجم في المسجد وهو يقيم الصلاة وفي اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك
؟ وكيف لم يكشف له سر ذلك العمل المبيت والمخطط له ؟ هذه ألآسئلة عند بعض الناس هي مثار ألآلتباس ؟ أن أهم مافي ذكرى أغتيال ألآمام علي “ع” في يوم “19” من شهر رمضان ومن ثم أستشهاده يوم 21″ من شهر رمضان وفي زمن متقارب مع ليالي القدر المباركة وفيها نزول القرأن الكريم
, لذا نقول لآزالة هذا ألآلتباس : أن الله عزوجل لم جعل خمسة أشياء من الغيب المطلق لعلمه دون أحد سواه وهي المذكورة في سورة لقمان ألآية “34” ” أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي ألآرحام وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت أن الله عليم
خبير ” فألآجل سر وغيبه محفوظ بيد الله فقط , وقد ترجم هذا المعنى ألآمام علي “ع” نفسه عندما تم أغتياله وضرب بالسيف المسموم وهو يصلي في المحراب “وبالمناسبة لايجوز أطلاق صفة شهيد المحراب ألآ على ألآمام علي “ع” ” فألآمام قال مباشرة بعد تعرضه للآغتيال : ” كم أضطردت
ألآيام أبحث عن مكنون هذا ألآمر ؟ فأبى الله ألآ أخفائه ؟ هيهات سر مكنون ؟ أما وصيتي لكم فكتاب الله عظوا عليه بنواذجكم , وعترة أهل بيت رسول الله لاتتركوها وراء ظهوركم ” فألآمام يكشف لنا حقيقة أنه يعلم أنه يقتل ويستشهد ولكنه لايعرف ساعة الشهادة والتي بلغها وبشره
رسول الله بها بعد معركة أحد حيث كان ألآمام يتمنى الشهادة فقال له النبي “ص” أنها وراءك ؟ ألآمر الثاني الذي يزيل ألآلتباس أن ألآبتلاء والتمحيص قد شمل الله به كل الناس ” أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين
وليجة والله خبير بما تعملون ” – التوبة -16- ونفس المعنى في ألآية “21” من سورة البقرة وكذلك ألآية ” 142″ من سورة أل عمران ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ” – والصبر هو صفة مميزة للآئمة ألآطهار “ع” وفي مقدمتهم ألآمام
علي “ع” فهم وهو يعلمون بما كتب لهم ويصبرون على ذلك مثلما كان ألآمام الحسين “ع” يعلم أنه يقتل في كربلاء ؟ فسنة الله عزوجل قضت بأن يبتلى المؤمنون ويمحصون وفي مقدمتهم ألآنبياء وألآئمة ألآطهار ولذلك قضى نبي الله يحيى بن زكريا مقتولا على يدي بني أسرائيل , وقضى الله
عزوجل أن يحاصر نبيه عيسى ويتأمر عليه بعض المقربين منه ليهموا بقتله فرفعه الله تعالى لآنه رسم له مهمة مع بقية الله في ألآرض الحجة بن الحسن “عج” وألآمام علي “ع” يقول : سهت عيني ساعة فرأيت رسول الله “ص” فقلت له : كم لقيت من العنت واللد من أمتك يارسول الله من بعدك
؟ فقال “ص” : أدعو عليهم , فقلت : اللهم أبدلني خيرا منهم وأبدلهم شرا مني ” وبعد ثلاثة أيام حصل أغتاله ثم أستشهاده ؟ فأذا كان قتل ألآنبياء وألآوصياء شماته لناقصي العقول , وأذا كان هذا ألآمر يشكل ألتباسا لبعض الناس من الذين لايعرفون سنة الله في ألآبتلاء والتمحيص
وأنه هدية للمؤمنين وعذاب لغير المؤمنين , وأن ألآسباب الموضوعية جعلها الله تجري على الجميع وأستثنى من ذلك بعض ألآمور والحوادث لضرورات تشريعية مثل نجاة أبراهيم من النار وتخليص يوسف من البئر وفلق البحر لموسى وأخراج يونس من بطن الحوت وحماية رسول الله “ص” من تأمر
مشركي مكة ومن كيد اليهود وبعض النصارى , أن كل ذلك يتكامل في خط الفهم الصحيح لسنن الله العالم بكل شيئ واللطيف بعباده , هذا ما نريد المؤمنين أن يعرفوه وهم يحيون ذكرى أستشهاد ألآمام علي “ع” وفي قلوبهم غصة وفي وجوهمم حزن ولكن ليالي القدر تعطيهم ألآمل بألآنتصار
وتحقق لهم قدرا من الفهم الصحيح لولاية ألآمام علي “ع” ولمنزلة فاطمة الزهراء وأبنائها ألآئمة ألآطهار “ع” وممثلهم بقية الله في ألآرض الحجة بن الحسن “عج” الذي كان بشرى من جبرائيل لفاطمة بعد فقد أبيها خاتم ألآنبياء والمرسلين والذي تحقق وعده لفاطمة الزهراء البتول
بأنها أول الاحقين به ؟ أن وعد الله حق وعلي مع الحق والقرأن نزل بالحق ويدعو للحق – الدكتور علي التميمي – مؤلف كتاب ألآمامة في القرأن الكريم – وكتاب ” الخطاب القرأني ” وكتاب ” تفسير المعصوم ” .