ماتزال حكومة العبادي المستقيلة ،تواجه صعوبات التشكيل ، بسبب الصراعات على المناصب ومغانم السلطة ، فبعد مظاهرات واعتصامات مقتدى الصدروتهديداته وتصريحاته وخطبه العصماء وشروطه وشعاراته الرنانة ،التي اصبحت نكتة عراقية مثار السخرية (شلع قلع)، يجيء دور عمارالحكيم زعيم المجلس الاسلامي ، ليقود تظاهرات مدفوعة الثمن ، ويطلق مبادرة ايرانية لتشكيل الحكومة تقصي فيها حيدر العبادي من رئاسة الوزراء كورقة ضغط وابتزاز سياسي،في حين تراقب وترفض وتعترض الكتل الاخرى مثل دولة القانون والتحالف الكردستاني واتحاد القوى على مجمل المبادرات ، حتى بعد ان قدم حيدر العبادي قائمتين بمظروف مغلق ،الى برلمان سليم الجبوري سميت (حكومة الظرف المغلق)، والتي انسحب معظم المرشحين في هذه القوائم بسبب تهديدات الكتل لها،وظلت الاوضاع في تجاذبات واختلافات ، لان جميع الكتل لا تتخلى عن مرشحيها ،وتضع مصلحة العراق في اولويات عملها ،فقد حسم جون كيري وزير الخارجية الامريكية،الذي دخل كاللص الى العراق، فجأة بلا احم ولا دستور الى العراق،واستقبله السفير الامريكي في المطار خلافا لكل البروتوكولات الدبلوماسية ،(ويتحدثون العملاء والاقزام في الحكومة عن السيادة)، وابلغ التحالف الوطني وبقية الكتل ،ان حيدر العبادي(خط امريكي احمر )، وتعاركوا على الوزراء فقط، ضاربا عرض الحائط بشسع نعليه العملية السياسية ورموزها ،وهنا توضح شكل الحكومة المقبلة ، بعد توزيع المناصب بين الكتل السياسية ، على اساس المحاصصة الطائفية ، حيث ستختار الكتلة من يمثلها في الحكومة ، وكأنك يا بو زيد ما غزيت، ولتذهب هتافات الشعب الذي بح صوته في ساحات التظاهرات والاعتصامات، الى الجحيم، ويبقى الفاسدون وحيتان الفساد من اصحاب العمائم السود والبيض هم واحزابهم العميلة ،متربعين على سدة السلطة الفاسدة ،فهل يبقى الشعب مغفل الى هذه الدرجة ويخرج بمظاهرات يقودها المفسدون والعملاء التي لاتهمهم سوى المناصب والمغانم والسلطة ،حتى لو كانت على حساب الدم العراقي المسفوك في الشوارع، وعلى معاناة اهل العراق الذي هجرتهم الميليشيات الايرانية وقتلهم تنظيم داعش ، نعتقد ان المشهد العراقي الان ، ينتظره المزيد من الانهيار والتعقيد ، لاسيما بعد ان عجز الجيش والحكومة ،عن تحرير مدن العراق والتخلص من الميليشيات الايرانية، التي تعيث مثلها مثل تنظيم داعش فسادا وقتلا بالعراقيين ، فمعركة الموصل ، ليست من صلاحية حكومة العبادي وجيشه ،الذي يعاني من الفشل العسكري في الجبهات مع داعش ، وانما هي معركة حسم امريكية بامتياز، وحسمها قد يطول بسبب بطء البرنامج الامريكي في العراق وسوريا ، ولحسابات امريكية استراتيجية ،فهي تنوي انشاء المزيد من القواعد العسكرية لمواجهة داعش وضمان عدم عودته مستقبلا، وضمان نجاح المشروع الامريكي في المنطقة كلها، لذلك تريد امريكا ان تبقي لها وجودا عسكريا دائميا في المنطقة ، وخاصة العراق، والمعروف ،ان امريكا دعمت الجماعات الاسلامية المتطرفة ومازالت ،وفي مقدمتها تنظيم داعش (ففي معركة مخمور اقسم لي ضابط انه شاهد طائرة عسكرية امريكية تهبط لدى داعش وابلغ الجانب الامريكي وطلب منه غض النظر )، كما تدعم الميليشيات الايرانية ، وتمنع مشاركتها في معارك الموصل والانبار كتضليل اعلامي مفضوح ،نعم هناك معارك يحقق فيها الجيش والحشد العشائري والشعبي تقدما واضحا ، كما جرى في كبيسة وهيت وغيرها من القرى ، بمشاركة طيران امريكي مكثف ، ولكنها لاتمثل طموح ما نريده على الارض ، ان تطهير المدن وتحريرها من تنظيم داعش لايتم الا بالخلاص من الميليشيات في وقت واحد ، التي لاتقل عن افعال واجرام داعش وفتكها بالمواطنين واملاكهم ،وحرق بيوتهم وتهجيرهم ،تماما كما يفعل داعش ، وازاء هذه الاوضاع المأساوية وتجويع وحصار قاتل من قبل حكومة العبادي وميليشياته تموت الموصل والفلوجة جوعا وحرمانا ، في ظل صمت مطبق من قبل الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، وارتياح امريكيس واضح ، لان الموصل والفلوجة هما جناحا المقاومة العراقية الباسلة التي لقنت امريكا درسا لن تنساه في المواجهة الشريفة والقتال النظيف ، فلا غرابة ان تمارس امريكا وحكومتها في العراق هذا العمل الجبان بتجويع اهلها واذلالهم واخضاعهم بالقوة لمشيئتها، في وقت اهلها يعانون الامرين على يد تنظيم داعش داخل المدن التي يسيطر عليها ، فاهل الموصل والفلوجة براء من داعش وهم من يتصدى له الان ، والاحداث اثبتت هذا ، ولكن الحقد الاعمى الاسود الطائفي هو ميزة الحكومة واحزابها، وبما ان اهل الموصل والفلوجة وعموم المناطق(السنية ) لابواكي لهم لضعف قادتها وهزالة ادائهم وخيانة البعض منهم لاهله ومدينته ،وتفضيل مصلحته الشخصية على مصلحة العراق، فاستفرد الاقزام بهذه المدن الباسلة ، ان ما يشوب العملية السياسية من فساد وفشل ظل يرافقها طوال السنوات السابقة ،تتحمله امريكا واداراتها ، واننا ننظر الى تصحيح الاخطاء، التي وعد الرئيس اوباما بها في اول انتخابه ، على انها وعود كاذبة لم يتحقق منها شيء، وان فترة رئاسة اوباما اثبتت فشلها على الصعيد العالمي ، باعتراف الكونغرس الامريكي وقادته، وانها اسوأ فترة تمر بها الولايات المتحدة الامريكية، وان ظهور التنظيمات المتطرفة كانت اولى (منجزات ادارة اوباما)، وفي مقدمتها تنظيم داعش والميليشيات والحوثيين وحزب الله اللبناني وميليشيات ايران في العراق ، لهذا كله ، لانعول ولا ننتظر اي اصلاح تقدمه حكومة العبادي القادمة ، لانها جاءت توافقية وباشراف امريكي وايراني ، وسيظل الفساد والفشل عنوانا لها ، ان مسرحية تشكيل حكومة تكنوقراط ماهي الا مسرحية هزيلة لعملية سياسية فاسدة وفاشلة، كتبتها ايران واخرجها حيدر العبادي ،وبطلها مقتدى الصدر وعمار الحكيم ، ما يهمنا هنا في هذا الوقت بالذات، ان تشكيل الحكومة لايعيد الميت للحياة ، فهي ولدت ميتة وفاشلة، وستسمر الفوضى والفساد والقتل والتهجير، والشعب كشف كل الاعيب واكاذيب العمائم وعمالتها لايران وامريكا، وما مسرحية مقتدى وعمار الا دليل على التبعية والانبطاح الكامل لهما ، ما نريد قوله وفضحه هنا تصريحات ادارة امريكا بتحرير الموصل والفلوجة وغيرها ما هو الا تخدير اعلامي لتمرير سيناريو امريكي –ايراني في المنطقة ،بعد تراجع وانسحاب روسيا من المشهد السوري ، وفض التحالف الرباعي المزعوم وفشله، اما ظهور التحالف الاسلامي العسكري فهو يعد امل الامة ومخلصها ، من الهيمنة الامريكية والايرانية معا ، ونقصد التخلص من الارهاب الداعشي والميليشياوية الايرانية ، ونعتقد ان التحالف العربي الاسلامي جاد في مواجهة داعش والميليشيات الايرانية ، واجراءات الدول الخليجية والسعودية ضد حزب الله وايران كفيلة ودلالة اكيدة على جدية السعودية في هذه المواجهة ن بالرغم من ضبابية الموقف الامريكي تجاهها، وممارسته التوافقية السسياسية بين العلاقة مع السعودية ودول الخليج من جهة ومع ايران التي لها معها مصالح استراتيجية بعيدة المدى معها، هنا يكمن سر العلاقة الامريكية –الايرانية ، واصرار امريكا على عدم (اغضاب ايران) ، في القضاء على الميليشيات التي شكلتها ايران كرديف للحرس الثوري الايراني في الدول العربية ، ومع هذا كله ن تعمل ادارة امريكا على كشف ايران وفضح دورها التوسعي التخريبي في المنطقة، من خلال كشف وفضح دورها في احداث 11 سبتمبر والصواريخ البالسيتية والاسلحة المهربة للحوثيين وغيرها، ولكي يبقى للدور السعودي وتحالفه الاسلامي العسكري الضمان الاستراتيجي المستقبلي لمواجهة المد الايراني التوسعي والدور التدميري الايراني للدول العربية برفع شعار تصدير الثورة ، وما مهزلة تشكيل حكومة عراقية ، الا ذر الرماد في العيون ، لاننا نعلم جميعا ان الايدي القذرة الامريكية –الايرانية هي من يحرك الدمى السياسية كما يشاء، نعم حكومة العبادي ستظهر للعلن قريبا ولكن بلباس امريكي وايراني، ومن يتحدث بغير هذا فقد اصابه العمى السياسي او التبعية الايرانية ، تابعوا مسرحية كيري وحيدر الجديدة التكنوقراااااااااااااااااط ،على مسرح برلمان سليم الجبوري …. قريبا جدااااا….