23 ديسمبر، 2024 7:59 ص

رواية كتارا 2019-2020
مقطوعة من رواية قنابل الثقوب السوداء بعنوان
“كون الطيور العظام ”
لم يهدأ وليم مطلقاً منذ أن خبّره فهمان بأمر العبور إلى الشيطان.
-قال وليم همساً..أرجو أن تريني كيف تصنع قنبلة الثقب الأسود والتى تمكنك ركوب الجرافيتون لعبور الجسر المؤدّي إلى إبليس.
-أستاذي.. إمكانيّات FCC-1 ضعيفة ولن تسمح بذلك.
-ألا توجد أيّ طريقة ملعونة لأرى ذلك الجسر؟
-مستحيل ، صمت هنيهة متفكّراً ثمّ قال ..من الممكن أن أريك جسر عبور لبوابة أخرى مجهولة ، ولكن للأسف سيُنسف فوراً ، أي سيُنسف كلمح البصر وتبعاً قد لا ترى شيئاً.
-قال راجياً ..الحقني به.
-لابدّ من رصد الجرافيتون ، إذا استطعنا رصْد الجهة التى يهرب إليها أمكننا رؤية البُعد ، لكنّها تجربة خطيرة عليكَ ، أنت فقط.
-حياتي فداءً للعلم ، أريد أن أرى البُعد ، فهمان ..أتوسّل إليك أريد أن أرى كوناً آخر.
-العفو أستاذي ..سنقوم بعدّة ارتطامات على FCC-1 حتى تستطيع أن ترصد منطقة هروب الجرافيتون ، اتبعْ بعينيك المسار وستجد البعد عندها.
-لم أسمع بشئ كهذا من قبل.
-سيدي وليم..قفْ هنا عند هذا الكاشف وانظرْ بنفسك بهذا التلسكوب ، سنؤدّيا التجارب بكامل طاقة FCC-1 وهذا كما تعلم قد حذّرت منه سيرن .
-محظور محظور ، غير هام ، أريد أن أرى الكون مهما حدث.
توجّها مباشرة الى المصادم وأطلقا حفنة البروتونات ومرّت 19 دقيقة وبدأ العدّ التصاعدىّ للدقيقة الأخيرة ..1ث ،2ث ، .. 58 ث، 60 ث ارتطام ..
نظر وليم فلم يرصد شيئاً ، فقال له .. فهمان لم أرَ شيئاً.
ردّ فهمان : سيدي .. لقد هرب من ناحية غير التي نظرت فيها ، تحلَّ بالصبر حتى يقع نظرك على الجرافيتون.
ردّ وليم بشغف .. حاضر حاضر .. هيّا .. هيّا . لنفعل ونكرّر حتى أرى.
وأُعيدتْ التجربة ومرّت العشرون الدقيقة وحدث الارتطام ، وفجأة سقط وليم مغشياً عليه بعد أن جذب الجرافيتون بنطلونه وقطعة من شورته الداخليّ .
هرع إليه فهمان وأفاقه ، نهض من الأرض ثمّ لطم فهمان .. وفي مشهد غريب ارتعش جسده وهو يواري سوءته ، حتّى إذا ما غادرته الرعشة قال له .. سيدي وليم هل أنت بخير ؟ الحمد لله ، صمت برهة ثمّ قال .. ماذا رأيت سيدي ؟
فقال وليم ..كدتُ أن أموت يا فهمان ، رأيتُ طائراً ضخماً كالجبل وهمّ بمرور البوابة والدخول إلينا.
ردّ فهمان .. سيدي ..لقد جذب الجرافيتون بنطلونك و .. ، ولقد رأى هذا الطائر بُعدنا عبر جهة هروب الجرافيتون ، ولقد هرب إلى كون آخر وقد كان كون طيور عمالقة ، الطائر منهم بالحجم الذي رأيته ، ولو استمر تدفق الجرافيتونات بضعة فيمتو ثانية لعبر هذا الطائر والتهمنا ، ثمّ جرى ليأكل ويهدم كلّ ما يراه.