عندما قلت في مقالي يوم امس في ذكرى سقوط نظام صدام الدكتاتوري ، ان بديل الاستبداد الصدامي كان نظاماً استبدادياً محسناً يسوّق نفسه عبر صناديق اقتراع كانت في تجارب كثيرة حامية للاستبداد بل وصعود الانظمة الفاشية ، ولم تكن يوماً معياراً وحيدا للديمقراطية ..
اسوق كلامي مستغرباً من الهجمة التي يتعرض لها الفنان الكوميدي احمد وحيد بعد ان فسّر القضاء مشهداً من مسلسل ” قط أحمر ” الذي تعرضه قناة ” يو تي في ”
على انه اساءة وسخرية من القاضي الراحل محمد عريبي .
ولم يكتف المحامي احمد الشمري ، مع كل الاحترام له ، بمقاضاة الفنان بل تضمنت وثيقة الشكوى المعنونة إلى قاضي تحقيق محكمة الرصافة المختصة بقضايا النشر والإعلام خمسة مطالب دفعة واحدة تتمثل في :
– اجراءات قانونية بحق الفضائية
– اجراءات قانونية ضد مديرها المفوض
– اجراءات قانونية بحق الفنان احمد وحيد
– اجراءات قانونية بحق مالك الفضائية
– مفاتحة هيئة الإعلام والاتصالات لإصدار قرار بمنع وإيقاف بث المسلسل
كل هذا الكم من مطالب والاجراءات بتهمة الإساءة إلى مجلس القضاء الأعلى ، وهي التهمة التي انكرها الفنان احمد وحيد مصرحا ” أن “الشخصية التي قدمتها في مشهد المحكمة لا علاقة لها بالقاضي محمد العريبي” و ” أن “القاضي الذي اتهم بتقليده متوفي، بالتالي ليس من المروءة ولا من الأخلاق تقليد شخص ميت والإساءة له”.
ها هو الرجل يقدم فروض الاعتذار والتبرير والطاعة في حضرة الديمقراطية الجديدة التي ننعم بها !
ماذا افعل انا ازاء الشتائم التي تلقيتها بسبب نشر مقالي ” التاسع من نيسان وتكرار الاستبداد ” على صفحة ” الاعظمية نيوز ” والذي تعرضت بسببه ، فضلا عن جملة شتائم الى تهديد من ربما احد اشخاص الحرس القديم ، الذي وعدني بعقاب شديد بعد “التغيير” الذي سيجري في البلاد، حسب تنبؤاته ، عام 2024 !!
يقول في تهديده ” ما اكثر اولاد العاهرات واولاد الشوارع في العراق ،ولكن هذا المدعو عامر القيسي فاقهم جميعا . الذي لا هم له الا النيل من النظام الوطني والرئيس الشهيد صدام حسين ، واذهبوا واسألوا عن امه وابيه لكي تتاكدوا مما اقول، واخيرا اخبره ان عام 2024 بات قريبا ويومها سجعله يكفر باليوم الذي ولد فيه عندما يكون بقبضتنا” !!
بماذا اقاضيه واي تعويض بامكاني ان اطلب ؟
لكني سانتظر موعده ربما يكون الرجل على حق !!!!
وسبق واقعة الشكوى على الفنان احمد واقعة شكوى رئيس الوزراء السوداني على اعلامي دوّن ما اعتبره الرئيس اساءة ايضا وتم توقيفه ثم اطلق سراحه لاحقا ، ووقائع اخرى لامجال لذكرها من مسؤولين ووزراء وسياسيين على اعلاميين ومدونين واصحاب رأي بشكاوى بالمئات بسبب التعرض لهم بالنقد على ادائهم السيء اوكشف ملفات الفساد المالي التي لاحدود لها وهم الاحق بالوقوف خلف القضبان بديلا عن اصحاب الرأي الحر !
ويدعم رأينا بيان مركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية الذي عبّر عن أسفه لحملة “الاستهداف والتسقيط”، التي يتعرض لها الفنان احمد وحيد ضمن حملة واسعة باتت تستهدف الحريات الاعلامية والفنية والمدنية في العراق والتي تغذيها جماعات معروفة”!!
وصرنا بين نارين ” الطرف الثالث ” و ” الجماعات المعروفة ” وهما ربما اسمين لطرف واحد هو ” الطرف الأول ” ..!