23 ديسمبر، 2024 4:47 ص

كوميتراجيديا سقوط نظامي صدام والأسد-9

كوميتراجيديا سقوط نظامي صدام والأسد-9

1—مقارنة بين نظامي صدام وال الأسد
2—بعض المصادر العامة

(1)
سيطر صدام على عاصمة العباسيين وسيطر ال الأسد على عاصمة الامويين وهما اعظم حضارتين عربيتين واسلاميتين!
ولكنهما دمرا تلك الدولتين بسبب قصر النظر والمصالح الشخصية والعائلية والثقة الزائدة بالنفس والوحشية وخوض المعارك الجانبية وحب الظهور ومحاربة إسرائيل في مواقع القوة ومن ثم الضعف وعدم فهم المتغيرات الدولية وسحق الشعبين! والاعتماد على الطبالين والمزمرين والانتهازيين وسقط المتاع!
وانتهى العراق بيد ايران العدو التاريخ للعراق وسوريا بيد تركيا العدو التاريخي لسوريا والعراق بعد ان وجه الزعيمان إمكانات البلدين ضد إسرائيل ناسين موخرتيهما التي ينطبق عليهما قول المتنبي:
وَسِوى الرومِ خَلفَ ظَهرِكَ رومٌ فَعَلى أَيِّ جانِبَيكَ تَميلُ

سيظل سقوط النظامين المدى محملا بالدروس والعبر التي لن يعتبرها –على الاقل- النظام العراقي الحالي الذليل عبد ايران!

نظاما صدام حسين في العراق وحافظ الأسد (وبشار الأسد لاحقًا) في سوريا يشتركان في عدة جوانب كأنظمة سلطوية عسكرية استبدادية، ( وان لم يكن صدام عسكريا بالأساس ولم يخدم يوما في الجيش العراقي) لكنهما يختلفان في بعض النقاط المهمة من حيث الأيديولوجيا، النهج السياسي، والعلاقة مع المحيطين الإقليمي والدولي. فيما يلي مقارنة بين الطرفين:

1. الأيديولوجيا والتوجه السياسي:
نظام صدام :
• حزب البعث العراقي تبنى فكرًا قوميًّا عربيًّا، مع التركيز على العراق كبروسيا الأمة العربية!!
• ميوله كانت ذات طابع قومي متشدد، مع تقليل الاعتماد على الأبعاد الطائفية.
• تبنى سياسات قمعية تجاه قيادات اطراف عرقية اوطائفية (مثل الأكراد والشيعة)، مما جعل النظام مرتبطًا بطائفة محددة (السنة).

نظام الأسد:
• حزب البعث السوري يتبنى نفس المبادئ البعثية القومية، ولكن مع دمج قوي للأبعاد الطائفية حيث اعتمد النظام بشكل كبير على الطائفة العلوية.
• ركز الأسد الأب والابن على مفهوم “المقاومة” ودعم الحركات المسلحة كوسيلة لتأمين الشرعية الدولية وازعاج إسرائيل والتوازن الذي أدى بعد اختلاله الى نهاية النظام.
• كان النظام أكثر تعقيدًا من حيث التحالفات الطائفية والسياسية الداخلية.

2. الطبيعة العسكرية والسياسية:
ابرز مثال هو انهما اعتمدا على قوات خاصة قوية ذات طبيعة طائفية قد تكون اقوى من الجيش ذاته لحماية النظام!
صدام حسين:
• حكمه اعتمد على شخصية صدام القوية والكاريزمية.
• بنى نظامًا سلطويًا مستندًا إلى أجهزة أمنية قمعية وقيادة مركزية شديدة والى موارد ضخمة للنفط قبل الحصار.
• استخدم العنف المفرط في إدارة الأزمات الداخلية (حرب الأنفال، قمع الانتفاضة في الجنوب).
• كان الجيش العراقي قويًا ومستقلًا نسبيًا، وان كان مسيسا ولكن الولاء الشخصي لصدام كان أساسيًا.
• شكل النظام خلال الحرب العراقية قوات الحرس الجمهوري التي توسعت من لواء الى فيلقين وكل فيلق يضم ثلاث فرق أي يضم ست فرق وهي قوات بغداد وقوات المدينة المنورة وقوات عدنان وقوات نبوخذ نصر وقوات النداء وقوات حمورابي.
حسب المصدر:
الحرس الجمهوري العراقي – ويكيبيديا

الأسد:
• اعتمد على تكوين هيكل أمني معقد يدمج بين الجيش والاستخبارات مع ولاء كبير للطائفة العلوية.
• حافظ الأسد كان أكثر براغماتية واستراتيجية في إدارة الحكم، واستثمر في خلق شبكات تحالفات داخلية بين الأقليات والطوائف.
• الجيش السوري تحت حكم الأسد الأب كان مُسيسًا إلى حد كبير وكذلك تحت إدارة ابنه بشار!
• اعتمد النظام على سرايا الدفاع التي تحولت للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد وتتالف من 55 الف مقاتل اغلبهم من العلويين مجهزة باقوى الأسلحة وذات قدرات حركية عالية!

3. السياسة الخارجية:
صدام حسين:
• اعتمد على سياسات عدوانية تجاه الجوار، مثل الحرب مع إيران (1980-1988) وغزو الكويت (1990).
• واجه عزلة دولية وعقوبات قاسية بعد غزو الكويت.
• العلاقات مع القوى الكبرى (مثل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة) تغيرت بناءً على المصالح.

الأسد:
• تبنى سياسات أكثر براغماتية مع التركيز على دعم حركات (مثل حزب الله وحماس) للعب دور محوري في الشرق الأوسط.
• كان النظام السوري حليفًا رئيسيًا للاتحاد السوفيتي وروسيا لاحقًا.
• اتبع نهجًا أقل عدوانية من صدام تجاه الجوار ولكنه موذي، مع التدخل غير المباشر (لبنان مثالًا) والعراق وتركيا.

4. التعامل مع الأقليات:
صدام حسين:
• قمع الأكراد والجنوب بشكل عنيف، خصوصًا الأكراد (حلبجة وحملات الأنفال) ومدن الجنوب.
• سياسات “تعريب” شملت محاولة فرض العرب في كركوك وبعد سقوطه بدا الاكراد بحملات تكريد تلك المناطق وفي الموصل وغرب دجلة وديالى وغيرها.
الأسد:
• اعتمد على الأقلية العلوية كنواة للحكم، مما جعل النظام طائفيًا بامتياز.
• حاول بناء تحالفات مع الأقليات الأخرى (المسيحيين والدروز) للحفاظ على استقرار حكمه.

5. سقوط النظام وتأثيره:
نظام صدام:
• انهار بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
• سقط بشكل مباشر نتيجة التدخل الخارجي.
• ترك البلاد في حالة من الفوضى الطائفية والسياسية.

نظام الأسد:
نجا من محاولات السقوط خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، بفضل دعم دولي وإقليمي (إيران وروسيا).
ثم انتهى الى سقوط مدوى بفرار بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024 بعد زحف جبهة النصرة بدعم تركي ودولي واعمال خاصة من يوم 24 ت2 2024!

6.إدارة الحكم:
نظام صدام
كان يميل إلى المغامرات الخارجية والصدامات المباشرة، واللعب على حافة الهاوية مثل الحرب مع إيران وغزو الكويت، مما أدى إلى عزلة العراق دوليًا وتدمير اقتصاده

نظام الأسد
اعتمد على التحالفات الإقليمية والدولية لضمان بقائه في السلطة، مثل تحالفه مع إيران وحزب الله وروسيا وعلى التدخلات في دول الجوار.

ان نظاما صدام حسين في العراق وحافظ الأسد في سوريا كانا مختلفين في العديد من الجوانب ومتطابقين في جوانب اخرى، رغم انتمائهما لنفس الأيديولوجيا البعثية ومن ذلك.
• القمع: كلا النظامين استخدم القمع، لكن بأساليب مختلفة. صدام حسين اعتمد على الترهيب المباشر من خلال الإعدامات الجماعية والمجازر، واستخدام الأسلحة الكيمياوية بينما لجأ حافظ الأسد إلى القمع المنهجي والمستمر، مستخدمًا الحرب الأهلية كغطاء لتدمير المعارضة المسلحة والمدنية على حد سواء مع استخدام الأسلحة الكيمياوية.
وبعد سقوط نظام ال الأسد ظهرت فضائع كبيرة مخفية!

• الاقتصاد: نظام صدام حسين كان رمزًا للبذخ والاستعراض المفرط للسلطة، حيث اشتهر ببناء القصور الرئاسية الضخمة، بينما كان الشعب العراقي يعاني من الفقر نتيجة الحروب والحصار الاقتصادي الطويل وأصبحت تلك القصور مقرا لذيول ماسمي بالمعارضة العراقية من لمتسكعين على أبواب السفارات الأجنبية وخدم المخابرات الدولية. في المقابل، مظاهر الترف والبذخ كانت أقل وضوحًا لدى نظام حافظ الأسد، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن قصور الأسد لا تختلف كثيرًا عن مساكن موظفين عاديين في دول الخليج من حيث الحجم والتأثيث.
من المصدر:
مقارنة بين زعيمين تحت عباءة البعث العفلقية!! – شبكة انباء العراق

• فساد العائلة الحاكمة: أبناء صدام حسين، عدي وقصي، وعائلة المجيد تركوا أثرًا سيئًا في ذاكرة العراقيين، حيث ارتبطت أسماؤهم بالفساد والجرائم البشعة، من اغتصاب وقتل إلى استغلال السلطة بشكل فاضح. كما هم أبناء حافظ الأسد.

• المخدرات: كان العراق بلدا خاليا من المخدرات تقريبا اما نظام بشار فقد اعتمد صناعة وتجارة وتسويق الكبتاكون!!!
فماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد السابق وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، يعتبر أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في النظام السوري. تُعرف الفرقة الرابعة بأنها وحدة عسكرية نخبوية مسؤولة عن حماية النظام وضمان استمراريته، وتتمتع بسيطرة كبيرة على مناطق استراتيجية في سوريا، بما في ذلك المعابر الحدودية والموانئ. في السنوات الأخيرة، ارتبط اسم ماهر الأسد بشكل متزايد بتجارة الكبتاغون، وهي تجارة مربحة غير قانونية ازدهرت خلال سنوات الحرب السورية وأصبحت أحد المصادر الرئيسية للتمويل غير الرسمي للنظام.
وتعد سوريا مركزًا عالميًا لإنتاج الكبتاغون، حيث يتم تصنيعه في مصانع سرية يُعتقد أنها محمية من قبل وحدات عسكرية مثل الفرقة الرابعة. تشير التقارير الدولية إلى أن ماهر الأسد يلعب دورًا رئيسيًا في الإشراف على هذه التجارة، إما عبر شبكات مرتبطة به أو من خلال فرض ضرائب على عمليات التهريب. تعتبر تجارة الكبتاغون وسيلة أساسية للنظام السوري لتعويض الخسائر الاقتصادية الناتجة عن سنوات الحرب والعقوبات الدولية التي فرضت على البلاد. ومع تزايد الضغوط الاقتصادية، أصبحت تجارة المخدرات، بما في ذلك الكبتاغون، جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية النظام للبقاء.
والآثار الإقليمية لتجارة الكبتاغون كانت واسعة النطاق، حيث تسببت في أزمات أمنية واجتماعية في دول الجوار، خاصة الأردن ودول الخليج العربي، التي تُعتبر الأسواق الرئيسية لهذه المخدرات. تهريب الكبتاغون عبر الحدود الأردنية والسعودية أثار قلقًا دوليًا متزايدًا، وأدى إلى مطالبة تلك الدول بمزيد من الضغط على النظام السوري لوقف هذه الأنشطة. وقد وصف بعض المسؤولين الدوليين هذه التجارة بأنها سلاح اقتصادي يستخدمه النظام السوري لتحقيق مكاسب مالية وسط عزلته الدولية.
وعلى المستوى الدولي، واجه النظام السوري عقوبات تستهدف شبكات إنتاج وتهريب الكبتاغون. تضمنت هذه العقوبات أفرادًا وكيانات مقربة من النظام، مما يعكس قلق المجتمع الدولي من تصاعد هذه الظاهرة وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي. ورغم ذلك، يستمر النظام في استغلال هذه التجارة، مما يعكس الاعتماد الكبير عليها كوسيلة لتمويل الأنشطة العسكرية وضمان ولاء الأفراد والمؤسسات المرتبطة به.
وتجارة الكبتاغون ليست فقط مصدرًا للأموال بالنسبة للنظام السوري، بل أصبحت أيضًا قضية تُفاقم العزلة الدولية للنظام وتزيد من تعقيد الأزمات التي تعاني منها البلاد. في الوقت نفسه، تسلط هذه القضية الضوء على الدور الذي يلعبه ماهر الأسد وشبكته في إدارة عمليات تضمن بقاء النظام، مهما كان الثمن.
عن المصدر:
الكبتاغون… مخدر أدر على نظام الأسد مليارات الدولارات واستخدمه كسلاح “للضغط على دول الخليج”

 

(2)
بعض المصادر العامة
1. تقارير منظمات دولية:
هيومن رايتس ووتش: وثقت انتهاكات حقوق الإنسان في كلا النظامين.
منظمة العفو الدولية: توفر تقارير عن الأزمات الإنسانية والانتهاكات في العراق وسوريا.
الأمم المتحدة: وثائق وتقارير عن الأزمات في العراق وسوريا خلال حكم صدام والأسد.

2. وسائل إعلام:
مقالات تحليلية:
موقع الجزيرة وبي بي سي: تغطي الأحداث في العراق وسوريا من زوايا سياسية واجتماعية.
تقارير من مركز كارنيغي للشرق الأوسط. على الموقع Carnegie Endowment for International Peace | Carnegie Endowment for International Peace

3. الوثائقيات:
“حكم صدام” (Saddam s Reign): وثائقي من إنتاج قناة ناشيونال جيوغرافيك.
“حكم الأسد” (The Assad Dynasty): وثائقي من إنتاج شبكة PBS الأمريكية.