يقول الكاتب الفرنسي فولتير: (ان السخرية سلاح الاعزل المغلوب على أمره) وكأنه يتحدث عنا جميعاً نحن العراقيين المغلوبين على أمرنا، المعدمين المنهارين الممزقين..
ربما يكون عنوان هذا المقال ساخراً، وربما يعده البعض استهجاناً ليس في محله، يهدف للنيل من العلاقات الحميمة التي تربط العراق وايران.. دون سواها من العلاقات من دول الجوار والمنطقة والعالم.. كون ان المملكة العربية السعودية كما يلوح الاغلب الاعم من السياسيين بوصفها دولة للتطرف والارهاب وكذلك المملكة الاردنية الهاشية التي تحتضن أزلام النظام السابق وعدد كبير من رجال البعث والمطلوبين بتهم الارهاب فضلاً عن تصدريها الارهاب بشكل أو بآخر.. أما تركيا التي باتت وطناً بديلاً للمواطن العراقي الذي يفتش عن الامان.. غير انها بحسب ما يصفها البعض تقف على الضد من مصلحة الشعب العراقي فيما تقدم دعما خفياً لبعض السياسيين.. أما سوريا التي باتت أرضاً خصبة للارهاب لا نحب منها إلا رئيسها الذي أسهم بقتل شعبه مستأثراً بالسلطة.. أما الكويت فهم يهود العرب بحسب ما يصفهم البعض ذلك انهم طالبوا بيوم من الايام بالديون التي بذمة العراق.. وسيتمر الحال مع بقية الدولة، وإذا ما اردنا ذكرها جميعاً فنحن نحتاج الى مساحة أوسع بكثير من مقال محدد بعدد من الكلمات….
كل هذه الازمات الخارجية والعلاقات المتوترة مع الدول الجوار كان سببها غياب الدبلوماسية من الجانب العراقي ومن رئيس الوزراء العراقي الاسبق على نحو اكثر دقة وموضوعية.. فهو من قاطع الجميع لا بل ووصفهم بالارهابيين وعشاق الدم العراقي.. إلا ايران التي ينظر اليها المجتمع الدولي بوصفها اليد الخفية التي تحرك السياسية العراقية..
بحروفي هذه لا اهدف لقطع العلاقات العراقية الايرانية، معاذ الله، كيف اقطع يد العون التي امتدت لمسانتدي ومدي بالعدة والعتاد والجند لمجابهة الارهاب على الرغم من النفي الحكومي لوجود قوات ايرانية في الاراضي العراقية ..
ولكن نحن في أزمة مالية حادة، مثلما نحن في أزمة حرب عالمية، حرب ضد الحضارة والتاريخ والثقافة والوجود البشري… وهذا يعني اننا بحاجة الى إعادة النظر بعلاقاتنا بدول الجوار والمنطقة..
كل منا على الرغم من اختلاف رؤتنا وثقافتنا ندرك ان ايران تدعم معظم الفصائل المسلحة في العراق، ولكننا لا نرحب بدعم اية دولة اخرى إلا اللفظ الكلامي …
الغريب في الامر ان رجال السياسة في العراق يمارسون دوراً هجومياً على الدول التي تنوي إعانة العراق في محنته.. وهناك امثلة لا تنتهي بهذا الشان .. من بينها تصريح للنائب عن التحالف الوطني نهلة الهبابي نشر عبر وكالة المعلومة (ضباط أتراك يشرفون على معسكر تحرير نينوى ويقودون مؤامرة جديدة) وجاء الخبر من دون اي مستند يدل على جدية وحقيقة المعلومة وما هو إلا استنتاج للعقل الباطن الناتج عن نظرية المؤامرة المزروعة في اغلب العقول السياسية..
من هنا اقف عند مقولة للمفكر الصيني (لاوتسو تاوتيه كينج) (ان الشخص الذي يبالغ في التمسك بآرائه لا يجد من يتقف معه) .. على أمل ان يمتلك صناع القرار السياسي العراقي القدرة على إعادة النظر بالعلاقات الدولية، فايران ليست الصديق الاوحد ولا يمكن ان يكون هذا الكوكب كوكباً معادياً …