23 ديسمبر، 2024 8:58 م

كوكب الارض كملكية خاصة في القرن الحادي والعشرين

كوكب الارض كملكية خاصة في القرن الحادي والعشرين

(عش حياتك بالثواني والدقايق والساعات والايام ولاتنتظر الشهور والسنوات فان هذا القرن من اسرع القرون انقضاء) الكاتب

الى محمد الشيخ هادي الاسدي واهب الفرصة الاولى للنشر.
…………………………………………………………………………………………
كان الصراع بين البشر فيما دون القرن العشرين يدور حول الارض والطعام والطاقة العضلية بصورة الرق وكان عنصر الصراع الرابع هوالجنس، في القرن العشرين ظلت عناصر الصراع ثابتة مع تبدل في جوهر الطاقة التي اخذت شكل الوقود الاحفوري اولا والماكينة ثانيا مما عجل بالاستغناء عن الرق فلم يكن تحرير العبيد ناتجا عن رقي اخلاق الانسان بقدر انتفاء الحاجة لملكية مجموعة بشر سود يعملون في الحقل واخذ الرق شكلا اخرا هو العمالة اذ ان العامل والعبد اخوين في العبودية.
في القرن الحادي والعشرين صارت عناصر الصراع هي الارض والغذاء والطاقة والماء والهواء بمعنى غاز التنفس وعنصر الفضاء وعنصر اكثر اثارة هو التحكم بالمادة.
كان القرن العشرين قرن الذرة واكتشاف الفضاء وتكثير الطعام والحركة بسرعة الصوت وتفكيك مكونات الجسد خاصة الخارطة الجينية وقرن المنظمات الدولية كعصبة الامم ثم الامم المتحدة وايضا قرن الدولة التي اكتمل تشكلها متطورة عن دولة القرن التاسع عشر البدائية وماسبقه.
القرن الحادي والعشرين قرن مابعد الذرة واستخدام الفضاء والتحكم بنوعية الطعام والحركة باسرع من الصوت ومحاكاة عمل الجسد خاصة المخ وبالطبع قرن نهاية المنظمات الدولية وسقوط الامم المتحدة وتحولها الى ناد للاقوياء غير ذات قيمة اخلاقية ومتى ماعطلت عملهم استخدموا تعبيرا موحيا ( التحرك خارج الامم المتحدة) وسمة مضافة لهذا القرن في كونه قرن مابعد الدولة وقرن مابعد الشيطان* .
تقسم الدول اليوم الى قسمين لاثالث لهما
دولة مغطاة
دولة مكشوفة
وهذه الثنائية هي ذاتها ثنائية
دولة الدولة
دولة اللادولة
كان التقسيم التقليدي هو دول العالم الاول ودول العالم الثاني ودول العالم الثالث ثم استخدم مصطلح الدول المتقدمة والدول النامية ويتم تداول مصطلح الدولة الفاشلة لكن في يومنا لاوجود الا لدولتين دولة دولة ودولة لادولة حيث تقع الدول الغربية في الخانة الاولى وماسواها في الخانة الثانية مع تارجح دولة واحدة فقط هي روسيا.
لايشعر الصينيون بانهم تلقوا تشجيعا خفيا يسير بهم الى دمار حتمي عبر الصناعة فارضهم ومياههم وهواءهم تتحول الى وجودات مسمومة فيما ينتجون السلع لغيرهم مع دمار متوقع للزراعة.
كان القرن الماضي قرن صراع الافكار ومخاض تشكل هويات الدول وتداخل المصالح وعدم اكتمال المعرفة العامة بالاعراق والاديان والمذاهب والجماعات والشعوب والقوميات واللغات والطبائع والثقافات وكانت طيات الارض ان فوق وان تحت تخفي الكثير من الاسرار وكان متوقعا ان لاتسود دولة على الارض بالكامل بسبب نقص المعرفة.
لم يعد العالم محكوما بالافكار بقدر كونه محكوما بنتائج الافكار وقد انكشفت الارض وسكانها لعدد محدود من الدول التي تملك المعرفة الشاملة وقد دخلت البشرية في زمن تحول كوكب الارض الى ملكية خاصة يقوم عليها حاكم او ملاك حارس، سيد كلي يحمي الجميع ويمرر عليهم ارادته والبشرية تقترب بسرعة من لحظة التحول من نظام التجنيد الالزامي لحماية الدول الى التجنيد الالزامي لحماية الارض.
تعتبر رحلة ابولو الى القمر هي الفاصلة بين زمن النظر الى كوكب الارض كملكية عامة والنظرة الجديدة له كملكية خاصة وقليل منا انتبه الى مداليل الاخبار التي تتحدث عن النظريات والخطط والجهود لحماية الارض من الاخطار الخارجية بما في ذلك الاجسام الكونية.
من سمات الدولة المغطاة او الدولة الدولة انها تعمل من خلال ملايين الانظمة بحيث يكون لكل نشاط سيستمه المستقل والذي يكمل عمل غيره لكن لايتاثر بما سواه وانعدام تاثير الافراد على عمل السيستم بحيث ان اي خلل من الممكن تشخصيه خلال ثوان وتطويقه وعزله وتعويضة يتم بدقائق.
عندما ولد الديناميت ومحرك الديزل تاخرت الكثير من الجماعات البشرية في فهم ماسيترتب على ذلك ومن المرجح ان يتاخر فهم الانقسام بين ماهية الدولة المغطاة والدولة المكشوفة وسواء حصل فهم من عدمه فان النتيجة واحدة وهي ان كوكب الارض اصبح ملكية خاصة واحتمال تغيير هذا الميزان بحدود المستحيل وان علاقات البشر على هذه الارض قد تغيرت لصالح دولة السيستم تفعل ماتشاء بغيرها، تنقض على من تشاء وتترك من تشاء.
…………………………………………………………………………………………
مابعد الشيطان…سطور ربما في طريقها للنشر.