تعد حبوب الـ “كبتاغون” والتي يطلق عليها تسمية ” كوكايين الفقراء ” من المخدرات السهلة التصنيع والضارة جداً , وتعتبر أحد أنواع ” الأمفيتامينات ” المحفزة وهي مزيج من ” الأمفيتامينات والكافيين ” ومواد أخرى , ويطلق عليه أيضاً من قبل بعض الخبراء بانه مخدر “فينيثايلين” المعروف بـ “الكريستال” وظهر هذا العقار لأول مرة في أوائل الستينيات في ألمانيا كدواء مرخص له تحت الاسم التجاري “كبتاغون”, وتمثل المدن الفقيرة على امتداد البلاد مناطق مفضلة لتجارة المخدرات , وان اغلب المتعاطين هم من شريحة الشباب, وتلقب حبوب الكبتاغون بـ “كوكايين الفقراء”, ويقال إنه عند تناولها تعطي المدمن دفعات من الطاقة والنشوة والشعور بالخيال والاحلام , حيث يتمتع هذا المخدر بـشعبية كبيرة في أجزاء من الشرق الأوسط خصوصا لدى ذوي الدخل المنخفض, حيث من السهل صنعه, ولا يتطلب تقنيات أو وسائل كبيرة, ومع تهريب المخدرات عبر طرق جديدة وممرات آمنة يحصل بعض الوسطاء لدى التجار الكبار على رواتب باهظة الثمن , وقد انتعشت تلك التجارة الرابحة وجنت أرباحاً تصل إلى ” 10″ مليارات دولار في العالم على مدى السنوات الثلاث الماضية , حيث يتراوح سعر الحبة الواحدة في العراق من ” الكبتاغون ” مابين خمسة آلاف دينار عراقي – خمسة وعشرون الف دينار, أي ما يقارب نحو ثلاثون دولاراً امريكياً مما يخلق خطر انتشارها في السوق المحلية , وتفوق تجارة تلك المخدرات بعشرات أضعاف سعر المشروبات الكحولية مما يشجع بعض الاوساط للتجارة بها والحصول على ارباح خيالية , وكان جهاز الامن الوطني العراقي قد أطاح بكبار تجارة المخدرات في العراق واحكم السيطرة على على عمليات التهريب في ظل الخروقات المتواصلة على الحدود العراقية , وان هذه التجارة المربحة تثير قلق دول الشرق الاوسط وأوربا وحتى الولايات المتحدة الامريكية من خطورة تلك المخدرات العابرة للحدود , ورغم هذا كله يتفنن المنتجون إلى تطوير طرق وأسواق جديدة , وان هؤلاء التجار من العصابات المنظمة يتكيفون ويبتكرون أساليب جديدة في التجارة , برغم تلك العقوبات الصارمة من قبل القضاء العراقي الذي قرر بعدم جواز شمول المحكوم عن جريمة المتاجرة بالمخدرات بأحكام الإفراج الشرّطي , وذلك في خطوة تهدف إلى الحد من النشاط المتصاعد للمهربين, ورغم كل تلك العقوبات فقد كشفت وزارة الداخلية العراقية أخيراً من تمكنها باعتقال أكثر من ” 4500″ متهم بتجارة المخدرات خلال شهرين فقط , وقامت بتفكيك شبكة بعد اكتشاف أول مصنع ” للكبتاغون” ,في أحد المحافظات العراقية الجنوبية , ولا شك ان حرب العراق ضد المخدرات وصلت إلى نتائج إيجابية, والجهد الذي يبذله مقاتلو مكافحة المخدرات والامن الوطني والجهات الأخرى , قد حقق نتائج ممتازة من خلال ضبط كميات كبيرة من المخدرات واعتقال رؤوس التجار , وقد يرتبط انتشار تلك التجارة بصورة فائقة الى عدة عوامل , من بينها عامل مهم , ألا وهو قانون منع استيراد المشروبات الروحية والحد منها وقد تكون كارثية, إذ أنه قد يدفع البعض للبحث عن المخدرات بدلا من المشروبات الكحولية الرخيصة الثمن مقابل تلك الاسعار الغالية لـ “الكبتاغون ” , رغم أن الإفراط في تناول الأخيرة يفرض مخاطر صحية أيضاً, بالمقابل ينفتح العالم على الأفكار الجديدة والحريات وإعطاء الإنسان حق الاختيار, وان ذلك القانون المثير للجدل , بحظر استيراد المشروبات الكحولية إلى العراق أثار جدلاً واسعاً لمخالفته الحريات والتنوع الديني التي يتيحها الدستورالعراقي.