19 ديسمبر، 2024 10:57 م

كوريا أصبحت كوريتين , وكل كوريةٍ على منهج وإتجاه , فهذه حرة ومكبلة وتلك مرهونة بقوى وقدرات لكنهما قويتان!!
الكوريتان المنقسمتان أقوى من كوريا الواحدة قبل الإنقسام!!
فالشمالية قوة عسكرية مرعبة , والجنوبية قوة إقتصادية لها شأنها ودورها في الإقتصاد العالمي.
والشمالية تتقدم على مستويات متنوعة , وما يبدو منها عمران متطور وقدرات تصنيعية متقدمة ورائدة في مجالات عدة.
أمة تتقسم فتتقوى وتتطور , وأمة تتقسم فتتهازل وتتدهور.
فالأمة الكورية الإنقسام قوّاها وطورها.
والأمة العربية الإنقسام أضعفها وإستنزفها.
فاين العلة وما هو السبب , مع أن الظروف الضاغطة على الأمتين متشابهتين في مناح كثيرة.
هل أنها إرادة التحدي والإصرار على تقرير المصير؟
هل أنها الثقة العالية بالنفس والإيمان بأن الأمة ستكون؟
كيف لكوريا الشمالية أن تبقى وتزداد قوة وتقدما رغم الحصار الضارب والعزلة الخانقة؟
كيف لكوريا الجنوبية أن تصل إلى هذا المقام وهي أشبه بالدولة التي تحتلها قوات أجنبية؟
كيف تمكنت الأمة الكورية من إختراق المصدات والتحديات والمعوقات وترفع رايات أكون؟
لا بد لنا أن نتمعن ونفكر بعمق ونزاهة وحيادية لنتوصل إلى العلة الفاعلة في الوجود العربي من أقصاه إلى أقصاه.
فالحصار على العراق تحول إلى مأساة , والحصار على كوريا تحول إلى فرصة للإستثمار في الطاقات!!
هل السبب في الرؤوس المأسورة المسيّرة بالعمائم الغاشمة الظالمة التي تحشوها بالصلال والبهتان؟
هل السبب في إشاعة ثقافة الموت والإستهانة بقيمة الحياة , ودفع الناس إلى إستلطاف الذل والهوان والظلم والقهر والكسل من أجل الفوز بحياة أخرى بعد الموت.
إن العلة يمكن تلخيصها بالعاهات الرأسية أو الفكرية والعقلية العاصفة في الواقع العربي على مر العصور , وإنها لمحنة العمامة التي قبرت الأجيال في أوعية الندامة!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات