18 ديسمبر، 2024 8:52 م

كورونا والإحصائيات امتحان عسير للحكومات

كورونا والإحصائيات امتحان عسير للحكومات

إن الحكومات التي تتستر على اظهار الحقائق عن شعوبها في التعامل مع وباء فايروس كورونا وحجب الاحصائيات الصحيحة وتضليل الناس بأرقام وهمية ترتكب جرم كبير وخيانة عظمى..
وسنضرب لكم مثلين متناقضين من الحكومات في التعامل مع هذا الوباء إحداهما كان صادقا وشفافا مع شعبه والعالم في التعامل مع هذا الوباء والاخر مازال يخفي الارقام الحقيقية عن شعبه والعالم،
فحكومة مملكة البحرين تعاملت منذ البدء بشكل شفاف ومهني مع الوباء وأخذت كافة التدابير اللازمة كأول دولة خليجية رغما ان عدد الاصابات كان لا يتجاوز عدد اصابع الكف الواحد دون بث الهلع والفوضى وإرباك المؤسسات الصحية والمدنية وخلخلة الأسواق التي بقيت مستقرة والحياة فيها هادئة، وان والارقام التي تعلنها على مدار الساع حقيقية ومنطقية جدا مقارنة مع عدد سكان مملكة البحرين من مواطنين ومقيمين وهم بحدود مليون ونصف المليون نسمة تقريبا حيث توضح آخر الإحصائيات التي تقوم بها خلية الأزمة بإعلانها على مدار الساعة وتحدثها حيث بلغ مجمل الاصابات لغاية اعداد هذا المقال 155 حالة تشافى منهم 60 مريضا دون وقوع وفيات مما جعل من منظمة الصحة العالمية أن تصنفها الأولى عالميا في حسن تنظيمها واجراءآتها الوقائية والعلاجية في مكافحة هذا الوباء وهذا محط فخر واعتزاز لقيادتها وشعبها المنضبط ..
ولنأتي لمثل آخر على النقيض تماما مما اختطته مملكة البحرين وهو ما سلكته إيران من كذب ومراوغة وتوريط لشعبها المبتلى بها فبعد ان أيقن العالم أن بؤر الفايروس تتركز في ثلاث دول وهي الصين وإيران وأخيرا إيطاليا ،وكانت كل من الصين وإيطاليا في غاية الوضوح في بياناتهم فيما امتنعت إيران كعادتها بتزويد العالم بالأرقام الصحيحة للإصابات وما زالت تلك الدولة الكاذبة تضحك على شعبها والمجتمع الدولي كما كذبت في كثير من المواقف، وآخرها اسقاط الطائرة الأوكرانية، بتعمدها اخفاء الحقائق عن الكارثة التي حلت بشعبها وتعطي ارقاما خجولة لا تتناسب مع ضخامة سكانها الذي يفوق ال 80 مليون نسمة حيث تصر ان عدد المصابين فيها هو بحدود 1500 اصابة وان عدد الوفيات بلغ 520 حالة وفاة! “”
وهذه الاحصائية المشكوك بها دفع ببعض الاجهزة الرسمية من الداخل برفضها ،والسخرية منها فضلا عن المعارضة التي وصفتها بالكذب .
ومارست القيادة الإيرانية الخداع والكذب مرة اخرى على المجتمع الدولي عندما اصرت بتصدير هذا الوباء لدول الجوار وانتشر اتباعها من مواطني تلك الدول ناقلين الفايروس دون علم حكوماتهم بعد ان تعمدت بالامتناع عن ختم جوازاتهم او حتى اعلام دولهم بدخولهم ومغادرتهم المدن الموبؤة بالفايروس!!!
كما فعلت خارجية المملكة العربية السعودية بالمطالبة وحوبه طلبها بالرفض!!
وكذلك يسلك العراق نفس النهج الإيراني بإخفاء الحقيقة عن شعبه حيث يعتبر هذا البلد من اكثر البلدان انفتاحا على ايران حيث الزيارات المليونية الدينية والسياحية والتجارية بين الطرفين على مدار السنة توحي لك وكأنهم بلد واحد فهل يعقل ان هذا العدد الهائل من البشر الموبوء الذي يتنقل بحرية بين البلدين وما زال العراق لم يسجل الا 110 حالة إصابة والوفيات تسعة!!!

مع تمنياتنا ان تكون تلك الاحصائيات حقيقية لكن للأسباب التي اسلفناها يتبين ان تلك الحكومات كعادتها تمارس الكذب وطمس الحقيقة عن شعوبها حتى تقع الكارثة وهذا العمل هو من ابشع الجرائم التي تقترفه الحكومات في حالة الطوارئ والأوبئة مع شعوبها..
وليتهم يعودوا لرشدهم وغيرهم من الحكومات ويتخذوا من تجربة مملكة البحرين نبراسا علهم يتداركوا الامر قبل فوات الأوان…