18 ديسمبر، 2024 10:13 م

كورونا وأسباب المنايا!!

كورونا وأسباب المنايا!!

“ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينلنهُ
وإنْ يرقَ أسبابَ السماءِ بسلّم”

البشر ينزوي في البيوت , أو داخل مغارات الحياة ظنا منه أن الموت لن يأتيه , ولكن إذا حانت منيته مَن سيقيه؟

كورونا يتجول في أروقة الدنيا ومَن له موعد معه لا بد له من الوفاء بوعده وقطف روحه , فهو عزرائيل الذي يطوف وقد حلّ موسم الحصاد , وأينعت الرؤوس وحان قطافها.

كورونا لن يأخذ مَن لم يحن أوانه!!

فالموت له أسبابه والحياة لها أسبابها , ولكل منهما دواعي حضور الأسباب , وإبتداء المسير نحو الغياب.

فلماذا الخوف من كورونا السريع الإنتشار والقاتل الفتاك؟

قد يقول البعض أنه الإحتراز , الذي يعني تأجيل الموت , إلى موعد آخر , أو ما نسميه بإطالة العمر , وقد “تعددت الأسباب والموت واحد”.

فالحقيقة ساطعة , أن لا نجاة من الموت إلا بالموت!!

وجوهر موضوع الحياة أن الموت يدب في الأحياء حال إبتداء رحلتها فوق التراب.

فما أن يولد المخلوق فأن الموت معه مولود , وكل خطوة في الحياة تقرّب إلى الموت.

فالحياة عبارة عن عدّ تنازلي للوصول إلى هاوية الموت.

و”دقات قلب المرء قائلة له…أن الحياة دقائقٌ وثواني”.

فالعمر يفنى , والحياة رحلة مهما توهمنا طولها فهي قصيرة , كومضة لا غير.

فهل أن الكورونا أعادنا إلى وعي ما لم نعيه قبله؟

وهل أن الموت واعظ مقيم أم زائر لئيم؟!!