27 ديسمبر، 2024 1:49 م

كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراض

كورونا سلاح بيولوجي بين الواقع والافتراض

الانتشار السريع والمفاجئ لجائحة فيروس (كورونا – كوفيد 19)) المعدي من مدينة (ووهان الصينية) إلى أكثر من مائة وواحد وخمسون دولة في العالم حتى الآن؛ وبشكل دراماتيكي غير مسبوق في العصر الحديث، هو ما يحفزنا إن نذهب باتجاه الشائعات (الافتراضية) التي من الصعب تبديدها؛ بكون محفزات سواء لدولة (أمريكا) أو لـ(الصين) اللتان سعتا لتطوير برامج الأسلحة (البيولوجية) التي تدرج ضمن نطاق (الحرب البيولوجية أو الجرثومية) والتي تستخدم (الجراثيم) و(الفيروسات) كسلاح لنشر الأوبئة بين صفوف الأخر؛ الذي يعد لهم عدوا؛ إما لتدميره اقتصاديا أو عسكريا أو لإيقاع اكبر عدد من الضحايا بين صفوف الآخر لخلق نوع من فوضى داخل مجتمعات العدو لاستحواذ على مصادر الطاقة والاستثمار، لدرجة التي تجند الدول المصابة كل إمكانياتها لتجنب كارثة الوباء؛ الذي يؤدي بإنتاجها الصناعي والزراعي والاقتصادي إلى تدهور فادح لا يقوم لها قائمة؛ فيتم فرض أرادة المعتدي على المصاب بكارثة الوباء.

وضمن هذا (الافتراض) فان (سلاحا بيولوجيا) كان في طور التصنيع في (ووهان الصينية) تسرب من المختبرات أو أن (أمريكا) هي التي تقف وراء انتشار الفيروس في (ووهان)، لان نظرية (المؤامرة) لا يمكن استبعادها بين الدولتين؛ نتيجة الحرب الاقتصادية والتجارية وتصاعد حدة التوترات بينهما، فكلتا الدولتين تتسابقان لاحتلال الموقع الأول كأكبر قوة اقتصادية وتجارية في العالم للهيمنة على مقدرات الأسواق العالمية وبورصات المال والتجارة وسوق النفط ؛ ليتم إعادة توازن القوى وتغيير خارطة النفوذ، ولما أخذت (الصين) تظهر كعملاق هائل في الأسواق التجارة والصناعة الدولية لا ينافسها سوى (أمريكا)؛ هو الأمر الذي أزعج (الأمريكان) كثيرا؛ كون (الصين) صعد بريقها الصناعي والتجاري والمالي على حساب شركاتها ومصانعها العاملة هناك؛ لان (الأمريكان) هم اكبر قوة صناعية تستثمر في (الصين) وعلى كل أصعدة الصناعة والتجارة والطاقة، وبالتالي فان ما رفع مقام (الصين) تجاريا وصناعيا وعلى مستوى الدولي؛ قد جاء من جهد صناعي واستثماري الهائل الذي تنفذه (أمريكا) في (الصين) وهذه حقيقة يدركها الجميع .

فأخذت (أمريكا) تفرض على (الصين) ضرائب هائلة على صادراتها سواء كان منها أو إليها؛ متهمين (الصين) بكونها قد سرقت حقوق الملكية الفكرية الخاصة وبراعة اختراعات (أمريكة) والتي تقدر بمئات المليارات سنويا من دون إن تقدم أي تعويض عن ذلك، هذا إذ علمنا بان أكثر من مائتين شركة صناعية (أمريكة) عملاقه متواجدة اليوم على الأراضي (الصينية) لقلة أجور العمل؛ ومنها شركة (بوينك) و(ابل) و(أمازون) و (شركة فورد للسيارات) و (ماكدونالدز) و (تسلا موتورز لصناعة السيارات) و (ستاربكس) و(ستنغهاوس الشركة العاملة في مجال الطاقة النووية)، وغيرها .

فالأزمة القائمة بين الدولتين (الصين) و(أمريكا) والتي ترتقي إلى مستوى الحرب التجارية والاقتصادية؛ يرافق ذلك تصاعد حدة الصراعات بين دول العالم بصورة عامة، حيث سباق التسلح و صناعة الأسلحة الفتاكة والمدمر وانتشار الإرهاب واضطرابات هنا وهناك ونشر قوات عسكرية لدول العظمى وأساطيلها وأبراجها الحربية في هذه المنطقة وتلك، وهذه الأوضاع ألمرتكبه والغير المستقرة في أنحاء العالم؛ هو الذي يحفز الدول الصناعية الكبرى إلى تطوير أسلحة (بيولوجية) – ويدخل اليوم من ضمنها فيروس (كورونا) – بسبب قلة تكاليفها قياسا للأسلحة (النووية) التي تثقل ميزانية الدول المصنعة؛ واغلبها اليوم تمر بأزمة اقتصادية لا مثيل لها، وهنا تكمن خطورة (الأسلحة البيولوجية) لحجم الآثار الكارثية التي تخلفها هذه الأسلحة بسبب انخفاض تكلفتها.. وسهولة تحضيرها.. وسرعة نقلها.. وإحاطتها بالسرية التامة.. واستخدامها مقارنة بأسلحة الدمار الشامل من القنابل (النووية) و(الكيميائية) الأخرى؛ حيث إنها تنتشر عبر الهواء بشكل خفي وهو الأمر الذي يصعب اكتشاف فاعلها أو تحديد مصدرها .

فالأسلحة (البيولوجية) تعد اليوم من أشد أنواع الأسلحة المعروفة فتكا وتدميرا؛ ويمكن التلاعب بجينات (الفيروس) حسب الغرض الذي خصص لهذا السلاح (البيولوجي) وبشكل متعمد، فإما يكون هذا السلاح مخصص لنشر الأوبئة بين البشر، أو من اجل تدمير البيئة الطبيعية من الماء والهواء والتربة، أو لإيقاع أضرار فادحة في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتي تدخل ضمن نطاق الثروة الاقتصادية للدول وتجارتها .

والسلاح (البيولوجية)، سلاح عرفه الإنسان واستخدمه منذ عصور ما قبل الميلاد بآلاف السنين وبشتى وسائل، من تسميم مياه الشرب وتلويث المأكولات والملابس ونشر السموم عبر تسلل إلى داخل معسكرات الأعداء .

فقبل سبعة ألاف سنة كان (الآشوريين) لهم المعرفة الواسعة بما يعرف اليوم بـ( بعلوم البيولوجية) ويعتبرون من أوائل الشعوب في العالم؛ فكروا في كيفية استخدام (الجراثيم) كسلاح ضد أعدائهم؛ وبما يجنب وقوع أي ضرر بجيوشهم، فقبل إن يقتحموا أي مدينة للأعداء كانوا يرسلون أشخاص لمعرفة أماكن وجود عيون أو آبار الماء التي يعتمد عليها الأعداء في تزويد احتياجاتهم منها؛ ومن ثم قبيل الهجوم بأيام كانوا يسممون تلك العيون وآبار الماء؛ وذلك بوضع عصائر (الفطر السام) في آبار وعيون المياه الواصلة لأعدائهم؛ وبعد إن يسري مفعول هذا النوع من (الفطر) الذي يوهن قوة الإنسان ويجعله شبه مشلول وبطيء الحركة؛ تقوم الجيوش (الآشورية) بالهجوم المباغت فيقضون على أعدائهم، وهذا نوع من (الفطر) يصيب متناوليه بالهلوسة، و(عصير الفطر) اليوم يعرف تحت مسميات عدة في عالم الطب والصيدلة وهو يستخدم كعقار للهلوسة .

وفيما بعد مارست الكثير من شعوب الأرض هذه الأساليب ضد أعدائهم، فالتاريخ يذكر بان (اليونان) قبل أربعمائة سنة قبل الميلاد؛ قام احد قادتهم بتلويث المياه المؤدية إلى مدينة (كريت) بنبات سام؛ ثم قاموا بالهجوم عليها؛ وكما كان يفعلون (الآشوريين)، وكما إننا نجد في ثنايا الأدب (الروماني) و(الإغريقي) و(الفارسي) و(العربي) قصص وحكايات في استخدام حيوانات نافقة في تلويث مياه الأعداء، والتاريخ يذكر بان (هانيبال) في حربه ضد (أوومنيس الثاني) إرسال سفن مليئة بالأواني الفخارية وبداخلها وضع آلاف الأفاعي السامة وهكذا حقق انتصاره على المدينة.

و خلال فترة القرن الثاني العشر الميلادي أي في العصور الوسطى حينما اخذ المد البشري نحو شيء من التحضر؛ إلا إن البشرية اتجهت نحو الحرب (البيولوجية) بشكل متوحش، فخلال هذه الفترة يذكر بان القائد (بربروس) فعل ما كان يفعله (الآشوريين) في تسميم مياه أعدائهم؛ كما حدث في معركة (تورتونا)، ويذكر أيضا بان (جنكيز خان ) في القرن الثالث عشر الميلادي استغل انتشار (طاعون الماشية) الذي كان آنذاك يفتك بالماشية ودعا جنوده بالسير بالماشية المصابة وتركها في بلدان التي يدخلونها، وكذلك استغل (المغول) انتشار (الطاعون) باللقاء جثث المصابة لكي تفتك الأعداء كما فعلها في مدن (شبه جزيرة القرم) ليتم استسلام السكان ولكن لظروف طقسية انتشر (الطاعون) في عموم (أوربا) وفتك بملايين البشر؛ وهذه الحوادث سجلت في القرن الثالث عشر، وكذلك فعل (الأسبان) اثر اكتشافهم (أمريكا الجنوبية ) حيث قاموا بتلويث أسواق الملابس بمرض (الجدري) .

وهكذا استمرت وحشية الإنسان ترافق تحضره في كل زمان ومكان؛ وظل يفكر دوما باستخدام كل الأساليب القذرة كـ(الأسلحة البيولوجية) للقضاء على أعدائهم؛ لنشهد في عام ( 1710 ) اثر قيام (الروس) بمحاصرة قطاعات الجيوش (السويدية) في (استونيا)، فما كان لـ(الروس) إلا اللجوء بإرسال جثث مصابة بـ(الطاعون) إلى صفوف الجيش (السويدي) لإنهاء الحصار وهذا ما تم، وعلى نفس النحو فعلت (بريطانيا) باتجاه القبائل (الهندية) في (الهند) ليتم احتلالها؛ فقاموا بإرسال مناديل وأغطية ملوثة بفيروس (الجدري) كهدية لرؤساء القبائل (الهندية) ليفتك هذا الفيروس معظم السكان الأصليين؛ فهربوا إلى أماكن بعيدة خوفا من الوباء، واستمر (البريطانيون) يستخدمون هذه الأساليب ضد (الهنود)؛ فما إن يتوقفوا لفترة حتى يعود مجددا باستخدامه؛ واستمر هذا التعامل قائم منذ عام ( 1817 ولغاية 1910) بحق (الهنود) من السكان الأصليين بل وخلال الحرب الأهلية (الأمريكية) عام (1816) حيث اتهم جميع الأطرف المتصارعة باستخدام السلاح الجرثومي (الجدري) ضد بعضهم البعض .

وخلال فترة الاستعمار والغزوات والسيطرة على منابع الثروات ظلت الدول الامبريالية تستخدم السلاح (البيولوجي) ضد الدول التي لم تستطع مواجهتها عسكريا؛ لدرج التي ربط انتشار أي وباء بوجود الاستعمار، وهذا الحال استمر حتى دخول البشرية (عصر التنوير)؛ ولكن للأسف مرة أخرى تم استغلال هذا التطور والتقدم الصناعي والتكنولوجي في صناعة الأسلحة (الجرثومية) الأكثر فتكا، وهذا ما تم ملاحظته خلال (الحرب العالمية الأولى) حيث تذكر الوثائق بان (الألمان) استخدموا تقنية إنتاج الأسلحة (الجرثومية) في مواجهة أعدائهم من نشر فيروس (الكوليرا) و(الجمرة الخبيثة) و(القمح الملوث) و(الطاعون) والذي استخدم ضد (روسيا)، والماشية المصابة بـ(الحمى القلاعية) استخدم ضد (أمريكا)، ونشر (كوليرا) في (ايطاليا)، ونظرا لجرائم المرتكبة من خلال هذا (السلاح الجرثومي) قرر عام (1925) انعقاد مؤتمر (جنيف) يحضر استخدام (السلاح البيولوجي) في الحروب، ولكن إثناء (الحرب العالمية الثانية) وجد بان الدول اتجهت في صناعة وتطوير قدراتها بإنتاج (الأسلحة البيولوجية) أكثر فتكا وتدميرا حتى ما بعد انتهاء الحرب، فـ(أمريكا) استخدمت (الجمرة الخبيثة) و(الطاعون) و(الزهري)، و(اليابان) استخدمت هذه الفيروسات ضد (الصين) عبر قنابل انشطارية وغيرها من أساليب (الحرب القذرة)، بينما قامت (الولايات المتحدة الأمريكية) باستخدام (أسلحة بيولوجية) ضد (فيتنام ) في الحرب (الأمريكية – الفيتنامية) حيث استخدموا بكتيريا (التلريات) التي تنتقل إلى أللإنسان عبر (القوارض) التي يصيبها هذا الفيروس وهو سلاح استخدمته (أمريكا) ضد (كوريا الشمالية)، وفيما بعد وفي عام (1972) أعلنت (أمريكا) عن تدميرها لهذا السلاح طوعيا، ولكن في عام ( 1990 ) أثناء قيام (أمريكا) غزو (العراق) وجدنا بأنهم استخدموا الأسلحة الجرثومية في معركة (عاصفة الصحراء) ضد قطاعات الجيش (العراقي) اثر قيام (العراق) احتلاله لدولة (الكويت)، وكذلك قاموا الأمريكان إثناء احتلالهم (العراق) عام (2003) بإطلاق قذائف صاروخية وقنابل مشعة تحتوي على (جراثيم سامه) ومنها ما سمي بـ(البوتولينوم) و(اليورانيوم المنضب) مجددا وكما استخدموها عام (1990)، وهي من (الجراثيم المسرطنة) التي أصابت الكثير من (العراقيين) وخاصة (الأطفال) في المدن الجنوبية .

وعلى رغم من إن هذا السلاح (البيولوجي) قد حصد أرواح أكثر من (خمسمائة مليون) إنسان خلال الحقب الماضية؛ ورغم بشاعة الأمر وقسوته؛ إلا إن البشرية والضمير البشري لم يهز قيد أنملة؛ لا بما أوقعه هذا السلاح (البيولوجي) ولا بالسلاح (النووي) الذي استخدمته (أمريكا) ضد (اليابان) – وبدون تردد – ولا بالأسلحة الفتاكة الأخرى سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية؛ ولم يتعلم من أخطاءه، ليفجع المجتمع البشري مجددا في كل إنحاء العالم بجائحة فيروس المصنع (كورونا – كوفيد 19) المعدي والقاتل؛ الذي انتشرا منذ مطلع العام العالي (2020) في مدينة (ووهان الصينية) وسرعان ما انتشر بسرعة البرق في كل إنحاء العالم؛ ليحصد لحد كتابة هذا المقال أكثر من مائة ألف إنسان وإصابة ما تجاوزا مليون ونصف مليون إنسان؛ والعدد قابل لتصاعد؛ لان لحد الآن لم تكتشف الهيئات الطبية المتخصصة في كل دول العالم أي لقاحا أو أي علاج ناجع لهذا الفيروس المعدي والقاتل؛ ويعتقد – وهو ضمن نطاق (الافتراض) – إن أي علاج لهذا الوباء لن يأتي إلا بعد مضي (ستة أشهر أو ثمانية عشر شهرا)، وهذا يعني قياسا لعدد المصابين الذين تجاوز اعددهم عن (مليون ونصف مليون مصاب ومائة ألف حالة وفاة) خلال الأشهر القليلة الماضية، بان عدد المصابين بهذا الوباء قد تصل وفق مقاربة حسابية إلى أعداد مرعبة فعلا .

ففيروس (كورونا- كوفيد 19) قد أشاع عنه بأنه (فيروس) وبائي سريع الانتشار تم تسربه من مصنع إنتاجه والذي يرتبط ببرامج سرية في مدينة (ووهان الصينية) للأسلحة (البيولوجية)، وهذا المصنع يقع بقرب من سوق (المأكولات البحرية) التي تقول (الصين) إنه منشأ الفيروس لم يكشف في وقتها، ووفق إحصائيات (صينية) خلال تلك الفترة غادر أكثر من (خمسة مليون صيني) إلى مختلف أنحاء العالم، ولم يعرف في حينها عن الأسباب الحقيقية وراء انتشار هذا (الوباء)؛ فلم تتخذ الدولة أية إجراءات وقائية واحترازية في حينها فحصد أرواح ألاف (الصينيين) وآلاف المصابين، لينتشر بسرعة البرق في عموم (قارات العالم ودولها) وخاصة في (أوربا) و(أمريكا الشمالية) و(أسيا) و(إفريقيا) ليحصد أرواح ألاف الأبرياء في (ايطاليا) و(اسبانيا) و(بريطانيا) لدرجة التي زاد عددهم عما أصيبوا في (الصين)، واليوم يحصد أرواح (أمريكان) بشكل غير متوقع وأكثر من أية دولة في العالم، وكان لانتشاره الغامض والمفاجئ والسريع هو الأمر الذي فتح المجال إمام الرأي العام وخبراء الصحة التكهنات حول إمكانية (صناعة) هذا الفيروس عن طريق التلاعب في جينات الهندسة الوراثية لهذا الفيروس (كورونا – كوفيد 19) التي أجريت له في المختبرات، وكان لتسربه الغير المتوقع وخروجه من طور السيطرة عليه؛ هو الأمر الذي جعل من إيجاد حلول علاجية لمواجهة تفشي هذا الوباء في بلدان العالم (مستعصية) في الوقت الحاضر؛ لعدم معرفة طبيعة الجنات وسرعة الانتشار الفيروس ودورة حضانته والتي قد تستمر بين أسبوع و ثلاثة أسابيع، كما لم يعرف عن الفيروس (كورونا – كوفيد 19) المستجد أو ما يسمى علميا بـ(متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد)، مدى عدوى الأشخاص قبل ظهور الأعراض عليهم، ولا عن أسباب إصابة أشخاص حتى بعد تعافيهم الظاهري؛ ليتم وضع حلول ناجعة للقضاء عليه وليتم تحديد الإجراءات المضادة والحد ومنع انتشار موجات الوباء في المستقبل .

ولحين إن يتم إيجاد حلول ناجعة لطبيعة حضانة وانتشار الفيروس (كورونا – كوفيد 19) قد تستغرق فترة ليست بالقصيرة، والتبعات الخطيرة التي تركها ويتركها هذا الفيروس على مستوى العالم اجمع؛ وبحجم سرعة انتشاره وحصد أرواح وإصابة الملايين؛ ترك أمره ردود فعل سلبية في تفاقم أزمة (اجتماعية – سياسية) و (اقتصادية – مالية) غير مسبوقة منذ (الحرب العالمية الثانية)، بل وترك موجات انتشاره السريع ردود فعل سلبية على السياسات والأمن الدولي التي تواجه هذا الانتشار، حيث تم إغلاق المصانع الصغيرة والكبيرة والعملاقة، ووضعت الحواجز على الطرقات وأغلقت الحدود بين كل دول العالم، ومنع الطيران الدولي والمحلي، وتم حضر تجوال في مختلف دول العام إلا للحالات الضرورية، وتم تعطيل الدوام في المدارس والجامعات والمعامل والمطاعم والأسواق والمتاحف والحدائق العامة والأندية، وتم فرض حجر صحي والتباعد الاجتماعي عن المواطنين، وإلغاء جميع الأنشطة الرياضية والاجتماعية، ولحد إعداد هذا المقال تدخل اغلب دول العالم أسبوعها الثامن من هذا الإغلاق وحضر التجوال؛ ولا يوجد أي أفق قريب لإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي؛ مع زيادة انتشار الوباء والحالات الصحية الحرجة؛ ليشكل ضغطا غير مسبوق على المؤسسات الصحية، ولهذا فان هذه الجائحة لم تترك أثارها الجسدية على المرضى فحسب بل أثرت وتؤثر على الحالة النفسية للمجتمع برمته، الأمر الذي جعل المواطنين يطرحون تساؤلات عميقة ومهمة منها:

هل فيروس (كورونا – كوفيد 19)، هذا الفيروس المعدي والقاتل يدخل ضمن برامج وخطط (التصنيع) و(المؤامرة)……..؟

هل انتشار فيروس (كورونا – كوفيد 19) يأتي بطريقة مقصودة.. أم أن حاله كحال أي من الأمراض الوبائية………..؟

إن الإجابة عن هذه الأسئلة يجعنا نتجه اتجاها (افتراضيا) ليس إلا؛ بسبب صعوبة التأكد من هذا الأمر الخطير، لان خطورته تكمن بان أي (تأكيد) معناه هناك عواقب قد تصل إلى مستوى حرب كونية شاملة؛ لان هذا الفيروس اليوم يحصد أرواح ألاف الأبرياء وبشكل مرعب؛ و يلحق أضرارا فادحة باقتصاديات الدول وتجارتها، وان اكبر المتضررين هم الدول الصناعية الكبرى وفي مقدمتها (أمريكا) و(الدول الأوربية) قياسا عن الدول النامية والفقيرة، وهذا سيعود سلبا إذ علمنا بان هناك (مؤامرة) استباقية حيكت لاستهداف هذه الدول لتأثير على اقتصادياتها أو للهيمنة على التجارة الدولية، في وقت الذي يعلم الجميع؛ بأن هناك عوامل (بيولوجية) متوفرة بشكل طبيعي ويمكن إنتاجها لأغراض مزدوجة وبشكل الذي يجعلها قابلة للتحول إلى سلاح عسكري فتاك .

ومن هنا – ولغاية ألان – لا يوجد ما يدعم إن فيروس (كورونا – كوفيد 19) المنتشر في جميع إنحاء العالم؛ هو فيروس تم في المختبرات تطويره تطويرا صناعيا ليصنف ضمن الأسلحة (البيولوجية) ليستخدم كسلاح لتدمير الأخر؛ وانه تم تسربه نتيجة أخطاء غير مقصودة من مختبرات الأبحاث؛ سواء كانت هنا أو هناك، ولكن لسوء الفهم.. والتقدير.. والافتراض.. وعدم الثقة.. يدفع بعض الدول بتفسير تفشي هذا الوباء بكونها عملية مقصودة وتذهب باتجاه (نظريات المؤامرة)، وهذه المواقف وأفعال تسهم في زيادة عدم الأمن والاستقرار الدولي، وهو لأمر الذي أدى توتر العلاقات (الأمريكية – الصينية) بعد إن تسربت بعض (إشاعات) وليست موثقة بالتقارير؛ تشير بكون هذا الوباء وتفشيه جاء (صناعته) بشكل متعمد؛ وأنه يدرج ضمن جولات (الحرب التجارية) بين (الصين) و(الولايات المتحدة الأمريكية) بعد إن تصاعدت وتيرة هذه الأزمة بين الدولتين منذ قرابة أكثر من ثمانية أشهر الماضية، ولهذا تذهب التحاليل (الافتراضية) بكون انتشار فيروس (كورونا – كوفيد 19) يأتي ضمن حرب (بيولوجية)، إما لإيقاع خسائر أو محاولة لإعاقة النمو (الاقتصادي) و(التجارة) سواء لـ(الأمريكية) أو في الاقتصاد والتجارة (الصينية)، لإجبار احد الإطراف سواء (واشنطن) أو (بكين) للرضوخ لطلبات هذا الطرف أو ذاك؛ في المفاوضات (التجارية – الصناعية) التي تجري بين الطرفين؛ أو إن كلا الطرفين يريدان احتكار هذه الجوانب في التجارة والصناعة الدولية؛ والتي تصطدم وتتعثر بعائق (الضرائب) وفوائد و رسوم (الكمركية) يفرضها كل طرف على الأخر.

فكل هذه التكهنات تدور في ذهن المحللين وسط تسارع تفشي (الوباء) وموت مئات الضحايا ممن ليس لهم أي ذنب، ومع كل ما يثار من تحاليل وما ينشر من (الشائعات) و(الافتراضات) قد تكون لا أساس لها؛ ولكن من الصعب تبديدها، بكون هناك الكثير من شكوك لدى قادة الطرفين (الأمريكي) و(الصيني) حول دوافع وإمكانية كل طرف لتطوير برامج (الأمن البيولوجي) رغم إن الطرفين وقعوا على معاهدة منع انتشار وتصنيع (السلاح البيولوجي)، إلا أن علاقة (الشك) ظلت قائمة بينهما؛ وان الاتهامات بين الطرفيين ما زالت تتصاعد، بكون لدى كل طرف دوافعه بالذهاب إلى هذه الشكوك بكون إن الطرفين استخدموا مثل تلك الأسلحة من قبل، ففي (أمريكا) عام (2001) تم استخدام سلاح (بيولوجي) عرف باسم (الجمرة الخبيثة) حيث كانت ترسل (الجراثيم) داخل مظاريف بريدية؛ والتي تعد أول هجمات (بيولوجية) تتعرض لها (أمريكا) آنذاك، ولهذا يذهب الخبراء والمختصين في العلوم (البيولوجي) باعتقاد بان ظهور فيروس (كورونا – كوفيد 19) ليس مجرد صدفة؛ بل تم صناعته معمليا نتيجة تفاقم العلاقات التجارية بين (أمريكا) و(الصين)، بعد إن أصبحت (الصين) قوة صناعية وتجارية ناهضة تنافس (أمريكا) في جميع المجالات التكنولوجية.. والصناعية.. والتجارية.. والاقتصادية.. والعسكرية، ومن هنا تأتي قراءة المحللين في تأكيد فرضية تطوير الأسلحة (البيولوجية) الذكية ومنها فيروس (كورونا – كوفيد 19) والذي يأتي في سياق جيل من (الحروب البيولوجية)، ففي عام ( 2018) تم تسجيل براءة الاختراع لفيروس (كورونا) في (الولايات المتحدة الأمريكية) بينما قامت (الصين) في عام (2003 ) وعلى يد العالم البيولوجي ( تشونغ نان شان) الرئيس السابق للهيئة الطبية في (الصين) والعالم، ويعد مرجعا في (عالم الفيروسات) المتعلقة بـ(التنفس)، الذي كان وراء اكتشاف فيروس (سارس) الشبيه بفيروس (كورونا)، فقد كان له تصريحات خطيرة إعقاب تفشي فيروس (كورونا – كوفيد 19) في (الصين) وهو في عمر (ثلاثة وثمانين) عام، بان مشكلة هذا الفيروس هو كونه شديد العدوى والانتشار ويصيب تحديدا جهاز التنفسي للإنسان، وقال ((..إن إحجام الحكومة (الصينية) عن تبادل المعلومات كان سببا في إطالة أمد أزمة فيروس (سارس) في حينها؛ وهو نفس الخطأ الذي وقعت فيه السلطات (الصينية) اليوم مرة أخرى..))، وهو الأمر الذي أزعج سلطات (الصينية) فقامت باعتقاله وتعامت معه بصرامة قاسية كونه نشر معلومات وأخبار عن هذا (الفيروس) تخص امن الدولة، ولكن للأسف أشيع عن الإعلام الحكومي بان هذا (الباحث) أصيب بالوباء إثناء معالجته للمصابين فنقل إلى المستشفى وهناك قال ( تشونغ نان شان) في أسرة المشفى وهو يمسح دموعه في لحظاته الأخيرة: ((أغلب الناس يعتقدون أني بطل الصين وأنا فخور بهذا كوني قد أبلغت الناس بالحقيقة))، وفي تلك الإثناء توفي الرجل في مطلع (شهر شباط) الماضي (2020)، ولكن ضمن نطاق (الافتراضات ) بان هناك تسريبات إعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أشيعت بان ( تشونغ نان شان) لم يتوفى نتيجة إصابته بهذا الوباء ولكن تم اغتياله من قبل المخابرات (الصينية) وذلك خوفا من قيامه بنشر معلومات سرية تخص امن الدولة وعن هذا الفيروس الذي يعرف عنه الكثير.

ومن تصريحاته أيضا إعقاب انتشار هذا (الوباء) في العالم؛ ((.. بان (كورونا) فيروس جرى رصده في (الصين) ولكن لا توجد أدلة على أنه (صيني المصدر) بل إن وصوله إلى (الصين) جاء من الخارج..))، وهذا التصريح لا نعلم هل جاء وفق ضغوطات أمنية بعد اعتقاله؛ فطلب منه بإدلاء بهذا التصريح بناءا من أجهزة المخابرات (الصينية) لكي يتم تمويه الحقائق وفتح باب التشكيك والاتهامات باتجاهات أخرى……….؟

الأمر الذي جعل من نظرية (التخطيط السري) و (المؤامرة) تتأرجح بين (الأمريكان) و بين (الصينيين)، ومن ثم أن ما يرجح بكون الفيروس (كورونا – كوفيد 19) جرى تعديله في المختبرات هو تأكيد هذا العالم ( تشونغ نان شان) بان جميع الفيروسات المتعلقة بـ(الجهاز التنفسي) للإنسان؛ ومنها فيروسات من عائلة (سارس) الذي ينتمي إليه (كورونا)؛ فيروس يظهر في (خمسة أيام) ولكن في هذا (الفيروس) أعراضه تظهر بعد (أسبوعين)، الأمر الذي يرجح بكون تم إدخال تعديلات على جينات هذا الفيروس (كورونا – كوفيد 19) الذي هو من عائلة (سارس) وتحويله إلى (فيروس) وبائي قاتل سريع الانتشار .

ولهذا خرجت تسريبات عبر وسائل الأعلام (الصينية) – في الأغلب – كانت غايتها لتمويه الوقائع وصرف أنظار العالم عما كان يحدث في مختبراتها البيولوجية في تطوير جينات الفيروسات (كورونا) أو لطمس أثار الجريمة التي ارتكبتها ضد البشرية، علما بان (الصين) دولة ذات نظام شمولي تسيطر وتحكم على المؤسسات الدولة الاجتماعية والاقتصادية و السياسية بقبضة حديدية وبشكل صارم؛ إذ لا يمكن لنملة واحدة إن تتحرك على الأراضي (الصينية) دون علم الأجهزة الأمنية بذلك، ولهذا ذهبت بالقول: بأن الجنود (الأمريكان) المشاركين في بطولة دورة (الألعاب العسكرية الدولي لعام 2019) التي استضافتها مدينة (ووهان الصينية) شهر (أيلول – 2020 ) وراء انتشار ذلك الفيروس في سوق المأكولات البحرية في مدينة (ووهان الصينية) وهي الإخبار التي نقلتها الوكالات (الصينية) بأن الفيروس ظل في فترة الحضانة والتكوين طيلة الأشهر السابقة حتى بدأ في الظهور بداية شهر (كانون الثاني – 2020)، ونفت هذه الوكالات بكون الفيروس قد تسرب من مختبر بيولوجي في (ووهان الصينية) عن طريق العاملين فيه، لأنه انتشر بطريقة أخرى هي (المأكولات البحرية) حيث كان جنود (الأمريكان) المشاركين في هذه (الألعاب العسكرية) يتجولون كثيرا في هذه الأسواق؛ أي أسواق (المأكولات البحرية) بشكل غير طبيعي، مؤكدين بان (الصينيون) يأكلون مختلف الحيوانات (البحرية والبرية) منذ ألاف السنين ولم يسبق تسجيل أي وباء انتشر بين صفوف المواطنين من هذا النوع من (الفيروس) في عموم البلاد.

ولكن هنا نقول؛ بان مثل هكذا ادعاء من قبل (الصين) بان شعبها يأكلون مختلف الحيوانات البحرية والبرية منذ ألاف السنين ولم يسبق تسجيل أي وباء انتشر بين صفوف المواطنين، حجة غير مقنعة؛ لان هذه المأكولات قد تلوثت تحديدا في هذه الفترة بفعل تسرب الفيروس من المصنع (البيولوجي) القريب من هذه الأسواق، وكما تذهب (الصين) بالقول إن جنود (الأمريكان) هم من لوثوا هذه المأكولات، فان (الافتراض) قد يأتي أيضا بسؤال: لماذا لا يكون التلوث قد جاء مصدره من المعمل المجاور للاختبارات (البيولوجية) لهذه الأسواق……..؟

ومن هنا فهناك عدد من مقدمات (افتراضية) نضعها وفق تحليل لطبيعة تفشي هذا الوباء للبحث عن حقيقة ما يحدث هنا وهناك؛ بعد تفاقم جائحة (كورونا)، لنصل من خلالها إلى حقائق مهمة وبإبعاد الآتية :

فإذ تأكد وفق تفاقم أزمة الوباء (كورونا – كوفيد 19) وبما يحصد من الأرواح البشرية وبالشكل الذي نراه اليوم؛ وربما يتفاقم بشكل أكثر قسوة في الأشهر القادمة، بان هناك إطراف تعمدت في تمويه الحقائق وإخفائها لأسباب لم تعد مخفية على احد .

وإذ وجدت (أمريكا) نفسها بأنها وفق الإجراءات الاحترازية القاسية التي تفرضها للحد من انتشار الوباء؛ الأمر الذي يؤدي باقتصادها وتجارتها إلى تدهور كبير بتفاقم حجم الخسائر التي ستتكبدها الشركات والمصانع (الأمريكية) وانتشار البطالة الهائلة بين صفوف شعوبها وولاياتها الإحدى والخمسين؛ فلا محال سترتب عواقب وخيمة على صعيد الأمن (الأمريكي) واستقرار الدولة .

وإذ ذهب الإعلام (الأمريكي) إلى تهويل جائحة (كورونا) في المجتمع وإسقاط هالة الضوء على اتهام (الصين) التي لم يتفشى وباء (كورونا) إلا في مدينة (ووهان الصينية) ومدينتين صغيرتين متجاورتين لها فحسب، ولم ينتشر الوباء في المدن (الصينية) الأخرى؛ التي ظلت الحياة الصناعية والتجارية والاجتماعية تواصل شؤونها وبشكل اعتيادي ولم يلحق ببنيتها التحتية والفوقية أي ضرر يذكر .

وإذ كانت (الصين) تعلم بأمر هذا الوباء وسمحت لمواطني هذه المقاطعات الموبوءة بمغادرة أراضيها إلى بلدان العالم؛ ويقدر عدد الذين سافروا بحدود (خمسة مليون صيني) خلال فترة انتشار الوباء في مدينة (ووهان)، هو الأمر الذي يزيد من شكوك في نظرية (المؤامرة)، كون (الصين) استخدمت هذا (السلاح البيولوجي) تجريبيا في نطاق مدينة (ووهان) – وهذا أيضا يأتي في نطاق (الافتراضات) التي من الصعب تبديدها – وقبل إن تنفذ هذا الإجراء التطبيقي الخطير على ارض الواقع هي كانت سلفا قد هيأت مستلزمات الوقاية والأمن الداخلي؛ فصنعت علاجا لهذا الوباء وأجرت علية الاختبارات اللازمة، بل وإنها أعدت كل مستلزمات المتعلقة بهذا الوباء من حيث إنتاج الدواء والمعدات الهائلة لتكون سباقة في تصدير منتجاتها ولقاحاتها إلى كل دول العالم لـ(غاية في نفس يعقوب) .

ونحن نعلم بان لكل نطاق التجارب العلمية هناك وقائع تحدت خارج نطاق ما هو متوقع؛ أو ما هو معد له سلفا، وهذا ما حدث لفيروس (كورونا) بان نطاق الذي كان معد له ربما قد خرج عن السيطرة؛ فأوقع خسائر بشرية اقتربت بحدود (ثلاثة ألاف إنسان صيني) قبل انتشاره في الدول العالم، وهنا وضمن نطاق (الافتراضات) لا نعلم هل هذا العدد من الضحايا (الصينيين) الأبرياء كان متوقعا………..؟

أم انه بالنسبة إلى (الصين) هو عدد لا يشكل نسبة عالية قياسا لعد سكانها الذين يتجاوز عن (مليار وثلاثمائة مليون نسمة) رغم انه إذ ثبت بأنها تعمدت إلى فعل ذلك فإن أمره وبكل المقاييس تعتبر جريمة إنسانية، فمن الذي سيحاسبها، هل الشعوب (الصينية) أم المجتمع الدولي الذي فوجع بهذا الوباء لتفقد البشرية أعدادا هائلة من ضحايا الأبرياء نتيجة هذا الوباء الذي تفشى في كل إنحاء العالم ……….؟

ومما يؤكد بان (الصين) كانت تعد لهذا العملية في نشر واختبار فيروس (كورونا)، هو بعد ثلاثة أشهر تم السيطرة الكاملة على الوباء في مدينة (ووهان)، وأننا وجدنا معدات التنظيف هائلة وعلى مستوى عربات وبتقنيات عالية الجودة؛ تنظف كل نطاق مدينة (ووهان) التي يتراوح عدد سكانها بحدود (ستين مليون نسمه)، كما قامت بتوزيع كمامات لكل المواطنين وكذلك توزع المواد الغذائية لسكان المدينة بعد فرض منع التجوال فيها وبشكل صارم؛ لان كما قلنا بان النظام القائم في (الصين) هو نظام شمولي؛ مع قيام الأجهزة المختصة بتنظيف المدينة بالشكل الذي شاهدناه في الفضائيات، لحين إن عادة الحياة إلى طبيعتها من دون إن تفصح لحد أعداد هذا المقال كيف وبأي دواء عالجت المرضى ……..؟

وكيف تمكنت من القضاء على تفشي الوباء ……….؟

وأيضا ما يؤكد بان (الصين) كانت تعد لهذا العملية في نشر واختبار فيروس (كورونا) هو أنها اليوم تصدر كميات هائلة من أجهزة التنفس وكمامات لدول الموبوءة وبكميات هائلة، الأمر الذي يطرح عدة أسئلة بهذا الشأن: متى تم تصنيع كل هذه المعدات…….؟

هل في غضون ثلاثة أشهر – أمر مستحيل – ما لم تكن قد أعدت سلفا برنامج تصنيعي عالي المستوى لهذا الغرض ومنذ زمن بعيد؛ تسد احتياجاتها ومن ثم تقوم وبالسرعة غير متوقعة من تصدير هذه المعدات إلى الدولة التي تعاني من تفشي هذا الوباء……؟

وهو أمر يطرح عدة أسئلة أيضا وفي غاية الخطورة لماذا………؟

وما الهدف من وراء هذا الفعل الإجرامي……….؟

وإذ أخذنا (أمريكا) و ما يحدث اليوم فيها حيث الفيروس ينتشر في كل الولايات وان أضرار فادحة تحلق بكل مؤوسسات الدولة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية وحتى العسكرية .

وإذ وجدت الإدارة (الأمريكية) نفسها في مأزق الاضطرابات المجتمعية وتفكيك ولاياتها – كما حدث في الاتحاد السوفيتي السابق – نتيجة زيادة حالات الوفاة وانتشار الوباء وغلق المؤسسات وما يترتب عنها من انتشار البطالة وحدوث نقص في تمويل العوائل الغير الميسورة من الأدوية والأغذية، ونحن في (أمريكا) إمام نظام ديمقراطي مفتوح، الكل بإمكانه نقد أداء مؤسسات الدولة، فما بالك بمؤسسات الإعلام والصحافة التي بدورها تأجج الأوضاع أكثر وأكثر ، والكل يلاحظ حجم الدمار والانهيار الاقتصادي والتجاري والمالي؛ وان (الصين) تقف شامخة من دون إن يتأثر اقتصادها وتجارتها وأسواقها المالية لان اغلب مدن (الصينية) لم ينتشر فيها الوباء ولم تتأثر بجائحة (كورونا) بالشكل الذي يحدث في (أمريكا)؛ وربما ستفرض (الصين) إرادتها على (أمريكا) .

ومن هنا فان باب (التشكيك) و(الافتراضات) وفق النتائج التي نصل إليها ستفتح أبوابها على مصراعيها على أجهزة المخابرات (الأمريكية) للتحري عن كل شاردة وواردة في هذا الملف، وأي إثبات بتورط (الصين) في هذا الملف فان (أمريكا) لا محال سترد بقسوة لا مثيل له في التاريخ الحديث .

وقبل إن يتحقق هذا السيناريو؛ فلا محال فإن (أمريكا) ستشن هجوما اقتصاديا وتجاريا وربما عسكريا واسع النطاق على (الصين) لحفظ أمنها القومي الداخلي واقتصادها وأسواقها المالية والتجارية قبل إن تحل بها الكارثة وتتفوق عليها (الصين)، لأننا اليوم وأمام هذه الأزمة التي هي أزمة عالمية إمام (صدام اقتصادي) و(صدام نفوذ) و(تغيير في خارطة النفوذ) وفي (التوازن القوى)، وهذه المعطيات والتحاليل تأتي وفق سياق (الافتراضات) ولكن – من الصعب تبديدها – في زمن جائحة (كورونا) وما بعد (كورونا)، ونتمنى إن لا تصل الأمور بين الدولتين وبقية الدول الصناعية في أوربا إلى هذه المستويات الخطيرة .

ليبقى المعطى الرئيسي بما يحدث في عالمنا اليوم المفزوع من فيروس (كورونا – كوفيد 19)؛ والبشرية جمعاء تعيش تحت وطأة تداعيات العامل النفسي والاجتماعي والاقتصادي المرهق الذي رافق ويرافق انتشار هذا الوباء – وما زال – دون إن تكون لهم وسائل للحماية منه بقدر ما تتابع عن كثب أخر تطورات هذا الوباء وسبل الخلاص منه لتعود الحياة على مجاريها الطبيعية بأمن وسلام .