(الجزء الثاني)
المسيطرون وزمن الخروج..
يقول بنيامين ديزريلي (رئيس وزراء بريطانيا السابق): “… العالم محكوم من قبل شخصيات لا يمكن للفرد تخيلها إلا إذا كان يعمل خلف الستار..”. هل تساءل أحدكم ما هي المشكلة في العالم؟ لماذا الأمور لا تجري بطريقة صحيحة؟ لماذا لا يعيش الناس بسلام؟. عندما تنشب الأزمات والكوارث الإنسانية لماذا يصعب على الأمم المتحدة أن توقف هذا المد الهائل من تلك الكوارث، رغم هذا الكم الهائل من مهندسي السلام ومصممي الأمن؟. هل صحيح أن الإنسان شرير بطبيعته؟ هل الأمر يعود فقط إلى طريقة سلوك الإنسان؟ عندما نرى كل هذا الشر وتلك الكوارث في العالم من حولنا نظن بأن الإنسان هو شرير فعلا… لكن هذا غير صحيح، هناك نسبة من الخير والشر في كل منا، ولا بد من وجود هذه الخلطة من أجل مساندتنا خلال صراعنا على البقاء. لكن النقطة الضعيفة لدى الإنسان هي أنه كائن إيحائي بحيث من السهل السيطرة على تفكيره. كل هذه الفوضى الحاصلة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى الأزمات الأمنية، السياسية، الإقتصادية وحتى الصحية حصلت ولا زالت تحصل بتدبير مسبق ولأهداف مدروسة بعناية، يتم التخطيط لها من قبل مجموعة قليلة من الأشخاص القابعين خلف الستار، يقبعون في مكان عالي جدا بحيث الإنسان العادي يجهل وجودهم أصلا. إنهم أعلى من أي سلطة على وجه الأرض… “النخبة العالمية”.. “نخبة النخبة” كما صنفوا أنفسهم… الجهة الوحيدة على وجه الأرض التي لها الحق في تقرير مصير البشرية… “الرعاع” كما يسموننا، لقد أيقنوا في إحدى مراحل التاريخ بأنهم لا يستطيعون السيطرة على شعوب العالم بشكل مباشر، لذلك قرروا بأن الوسيلة الوحيدة لفعل ذلك هو من خلال مجموعة من الإجراءات الشيطانية الخسيسة. كانوا ولا زالوا عبر العصور الطويلة… يشنون علينا حربهم الصامتة (مؤامرات مبيتة) مستخدمين أسلحة خرساء (أزمات دولية مفتعلة) تفتك وتقوض نسبة شعوب العالم بشراسة لا يمكن وصفها:
تذكروا معي ما حصل إبان خمسينيات القرن الماضي، عندما انتشر مرض الجدري بين سكان أفريقيا الوسطى، وبمجرد أن أجري عليهم لقاح مضاد للمرض – زعموا-، بعد فترة من الزمن استيقظت شعوب هذه المنطقة المهمة من القارة المستضعفة على فيروس الإيدز الذي مس قرابة 70 مليون من سكان المنطقة، هذا كله تحت هندسة منظمة الصحة العالمية (الذراع الطبي للأمم المتحدة) للموت البطيء الذي لا يزال ينخر جسد القارة الأفريقية. لقد نشرت تلك المنظمة الإيدز عبر برامج اللقاح في دول العالم الثالث، كانت في الحقيقة عبارة عن حرب جرثومية ضد الأبرياء والضعفاء، هدفها إبادة شعوب كاملة عن سطح الأرض. يبدو أن الأمر قريب جدا من نظرية مالتوس حول الأثر الديمغرافي للحروب: ففي سبعينيات القرن الماضي أفادت تقارير استخباراتية بريطانية أن أعداد السكان في أوروبا وأمريكا الشمالية في تناقص سريع، وبالتالي إذا لم يتم مواجهة زيادة عدد السكان في العالم الثالث، سيكون بمثابة تهديد مباشر للأمن القومي للدول الماسونية، أي سيحدث هنالك انكماش في القدرة الشرائية والإنتاجية للإنسان الغربي، وبالتالي هو ما سينجر عنه اعتماد كامل على دول العالم الثالث. وعليه كان من الضروري ردم الفجوة بين العالمين (المتقدم والنامي). علما أن التقارير الإستخباراتية ذات البعد الإقتصادي والتنموي كثيرا ما تلقي اللائمة إما على سكان العالم النامي أو زيادة عدد السكان من غير البيض (كبنو الأصفر مثلا).
كل هذا يحدث تحت مباركة الأمم المتحدة .. أحد البنى التنظيمية الحالية التي تمكن “المسيطرون” من التحكم بعد أن توارثوا حكم الشعوب عبر أجيال وأجيال متعاقبة. هم الذين ابتكروا ما نتعلمه وصنعوا ما نؤمن به وصمموا ما نعتقده. هم الذين صنعوا لنا المنطق الذي نألفه ونلتزم به على أنه الحقيقة والصواب، وأصبح هذا المنطق مع الوقت عبارة عن مجموعة مسلمات لا يمكن تجاوزها أبدا. وعينت على هذا المنطق حراسا من بيننا يفرضونه علينا ويستمرون في تكريسه بوسائل مختلفة لا يمكن مقاومة سحرها أو وطأتها أو نفوذها. طبعا، سوف لن يتحمل عقلكم بل وتصابون بالصدمة والذهول بعدما تتعرفون على حقيقة أن معظم الأزمات والكوارث المزمنة لكوكب الأرض هي من صناعة السلالة الإبليسية العريقة (خليط هجين بين العالم السفلي وعالم الإنس).. ولتعودوا للتأكد من ذلك إلى المصادر “الجينولوجية التاريخية (وهو علم يبحث في السلالات)، مثل جمعية “نيو إنغلاند” للجينولوجيا، ومركز “بركس بيرغ” (الذي تعتبر إصداراته بمثابة قاموس العائلات الأرستقراطية والملكية العريقة) الموجودة في لندن… باختصار إنها السلالة “السومربة” المسؤولة عن نشوء كل الحركات والتحولات الكبرى عبر التاريخ الذي نعرفه، هذه العائلات المسلحة بأموال طائلة جدا بالإضافة إلى المعارف والعلوم السرية قد برزت وازدهرت على أساس أنها تمثل الطبقة الأرستقراطية العالمية… طبقة النخبة التي هي فوق الجميع. وقد اكتسبت السلطة والنفوذ والثروة والمعلومات المتطورة واحتفظت بها عن طريق الحرب والإستغلال والمؤامرات، خاصة في القرن الماضي، حيث سيطرت بالكامل على الأنظمة الإقتصادية العالمية. هذه المنظمات السرية التي تقودها النخبة العالمية – والتي من بينها الأمم المتحدة وذراعها الطبي- والتي تنتمي لعائلات متسلسلة من أصل واحد، أصبحت تعرف باسم: الأسياد المسيطرون.. الحكومة السرية التي تحكم العالم في الخفاء.
لقد قرروا الخروج الآن في غفلة من نخب المنطق المألوف – الرافضين لنظرية المؤامرة – سيستفيقون اليوم على حقيقة المؤامرة في بث تجريبي ماسوني اختار في أحد تجلياته إسم “التاج – كورونا”.. معلنا تحولا أخرس للعالم من زمن السلام الأمريكي إلى زمن السلام اليهودي (أو ما يعرف بزمن الخروج)، في محطات سيكون الجزء الثالث من هذا المقال معادلة لتفكيك شفرة الخروج من خلال قراءة المعلومات التي سيكشف عنها.. سوف تتفاجؤون لمدى الجهل الذي نحن فيه بالنسبة لما يجري على مستوى العالم حاليا. سوف تتساءلون كيف يمكن لكل هؤلاء المحللين السياسيين والمفكرين الإستراتيجيين البارزين الذين يرتدون البدلات الرسمية وربطة العنق ويطلون علينا من شاشات التلفاز ومن خلال إلقاء المحاضرات وغيرها من نشاطات عامة، كيف يمكن أن تفوتهم هذه الصورة بكل أبعادها؟!، لماذا يرهقون أنفسهم في التفكير والتأمل، ويستنزفون قسم كبير من وقتهم ووقتنا، بحثا عن أسباب المشاكل المستعصية التي تسود العالم، وكل هذا البؤس والعذاب والظلم والموت… ثم يتحاورون ويناقشون مع بعضهم البعض بحثا عن الحلول المناسبة لهذا الوضع العالمي الأليم… رغم أن الحقيقة واضحة وجلية أمام الجميع؟!!.
إن كل ما يجري على الساحة العالمية اليوم من أزمات ومعضلات أمنية واقتصادية وسياسية ومجتمعية وصحية وغيرها… هي في الحقيقة ليست أحداثا منفصلة كما نعتقد، بل تحصل في نسق متناغم وانسجام تام لأنها مندرجة في مخطط شامل يسير ببطء نحو الهدف النهائي الذي يرغبه المتآمرون العالميون، ويتمثل في تجسيد ذلك النظام البنيوي الذي يمكن النخبة العالمية من إحكام قبضتهم على شعوب العالم… فإذا أردتم معرفة الحقيقة فأنصحكم أن تبحثوا عنها بين منظمات الطاولة المستديرة (مجموعة بيلدربرغ، اللجنة الثلاثية، مجلس الشؤون الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، منظمة الأمم المتحدة، المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الخارجية، نادي روما).. لكن قبل العودة بالحقائق ستجدون حفرة صغيرة طولها أقل من شبر في انتظاركم…
د. بلهول نسيم
(خبير في الدراسات الأمنية والعسكرية)