23 ديسمبر، 2024 11:28 ص

كوردستان ومطالبة بغداد بتعويضات

كوردستان ومطالبة بغداد بتعويضات

حسناً فعلت حكومة اقليم كوردستان عندما طالبت الحكومة المركزية بتعويضات عن ما الحقته الحكومات المتعاقبة بشعب الا قليم وترابه وزرعه وحيواناته وسمائه من كوارث و اضرار بشرية ، مادية  وبيئيـة، لا تعد ولا ولا تحصى، خلال حقبة حكم البعث المقبور ومن الغبن بمكان حصرها  فقط بما ورد في المشـروع المرسـل الى الحكومة المركزية  في بغداد، خلال تلكم الحـــقبة فقط !!!!!!! حيث هناك اضرار اخرى وكثيرة اهملتها المذكرة ، وشــــعب كوردستان يراها  مهمة، وقانونية حســــب نصوص قوانين  اصدرتها حكومة بغداد بخصوص تعـويض ضحايا الانـظمة الســـــــابقة. ومن اكثر من الكوردســـتانيين وارض كوردستان،هم ضحايا هذه الانظمة؟

منذ بداية العشــرينيات من القـرن المنصرم  حـينما قرر الرابحــون في الحـرب الكـونية تشكيل الخارطة الجديدة لهذه المنطقة ومن  ضمنها هذه الدولة الهجينة غيرالمتجانسـة
المكونات والحقوابها قســــراً جزءاً من وطن الكــورد، كـوردســتان  وشـعـبه، بالضـد من رغبتهم و تطلعــاتهم و احلامهم بل غصـباً عنهم ،و أطلقـوا على وليـدهم الهجين هذا،  اسـم العراك، عفواً، العراق، لانه منذ ولادته لم يكـف عن العـراك مع الاخرين وحين عـدم توفر  متعارك من الخارج ، يتعارك مع ذاته، مـع مكوناته، مع شـعبه، مع اهله، منذ بـدأ التأسـيس،وبعد ان إستورد له  من أسـسه ،  شخصاً من الجوار ونصبه عليه وعلى من ابتلى به من شعوبه ملكاً ، هذه حاله، دائم العـراك ، لم يحـيد عــنه ولو لبضـعة اعوام.
ومنـذ ذلك التاريخ ابتلى كــورد هذا الجـزء مـن كــوردسـتان كـما في أجـزائـه الاخـرى، حالهم هناك لم يكن بأفضل من حال هؤلاء،   ابتلوا بحكوماتها المتعاقبات، و حتى هذه اللحظة لم يتغير الكثير.

فمنذ(٨٠) عاماً و منذ  تدفق اول برميل نفط مـن ارض كوردسـتان ، من كركوك ، الـمدينة الكودرسـتانية ارضا وتاريخاً وشـعباً، وهم يســرقون هذا النفط من شــعب كوردسـتان ويبيعونه الى اسيادهم طيلة هذه السـنين وباثمان بيعها بدلا من صـرفه على رفاهية هذا الشعب و بناء مدنه وقراه بل وانسانه،بدلاً من ذلك اســتخدموا هذه الامـوال  في تدمير تلك القرى والـمدن ،ولم يدعـوا حتى  الانـسـان ودمروه ايضاً، بل حـاولوا ابادته والشواهد كثيرة لمن يبحث عنها .

كل برميل نفط اسـتخرجوه من كركوك،  هو لنـا، ملكنا وتجـب المطالبة به، وتعـويضـنا عن اثمانها، وإرغام حكومة بغداد على ذلك كما أُرغمت على تعـويض الكويت و غيرها عن الخســـائر التى ألحقت بها ، عن طريق المجتمع الدولى والمنظمات والمحاكم الدولية ذات الصلة   ، وكما تعـوض حكومة الـعراق  حالـيا الضحايا من  العمليات العـســكرية، وكذا العمليات  الارهابية وهى مرغمة لانها
وريثة ما سبقتها من الحكومات.

إضافة الى الاضرار التى لحقت بالارض و
و الزرع والبيئة  وبالانســان الكوردستاني جراء العمليات العســكرية منذ ما يقرب من ثمانين عاما مضت ولغاية سقوط الطاغية،
ان المبلغ ( ٣٨٤ ) مليار دولار امريكى يعد لا تساوى شيئاً امام، سرقة نفط كوردســــتان منذ ١٩٣٤ ولغاية هذا اليوم وعلى عينك يا تاجر ،. ( ويريدون حرمان الاقليم مـن حـقه المـتفق عليـه مـن المـوازنـة   الاتحادية التي لولا نـفـط كـركـوك نـعـم ولغـاية اكــتشـــاف النـفط واســتخراجه من حقولها الجـنوبية، لولاه لما كانـت لهذا العـراق  ميزانية بمعنى الـكلـمة في ماضى الســـنين ) اضـافة الى   حجـم الدمـار الـذي الحقـوه بكوردســـــتان منذ ماكان  الانكليز لا يزال يـسـرح ويمرح  وابان العهد الملكـي والحـكـومات اللاحـقة بما فيهاحـكومة  الزعـيم عبدالكريم قاسـم الذي لا يشك بوطنيته اثنان من العراقين و
لكن يبدو ان وطنيته لم تروق للبـعض من رفاقه في مجلس قيادة الثورة ، و للاسـف  خـلال ذلك العـهد  ايضاً شــنت العـمليات العـسـكـرية ضـد كـوردســتان ، بعد عـودة البارزانى الخالد من الاتحاد الســوفياتى الســـابق  بعـد ثـورة ١٤ تموز ، واخـتلاف الفرقاء ، بـســبب شـوفينية بعض بل اكثر اعضاء مجـلــس قيادة الثــورة في حـينه، وشــرد شـعب كوردســتان ودمرت قراه مرة
بعـداخرى، حتى لم يعـد في الامكان تـذكر كل تلك الـويلات بسهولة، ولكنها محفورة في ذاكرة من عاشها من الكوردستانيين  و في ضمائرهم  ومدرجة في سجل التاريخ، والتاريخ لا يغفل عن شىء، ومن يريدالمزيد عليه بتاريخ هذا الشعب وهذه الارض.

يمكن الاستعانة بنفــس الجهات التى تمت الاستعانة بها  و نفس تجارب الاخرين في تقدير القـيمة المادية لما مذكـور في اعلاه و من ثم تقدير الاضرار والخــسـائر المعـنوية التى عانى ويعاني منها هذا الشعب.

هذه هي  البـعض مـن حـقـوقـنا وخـيراتـنا  التى اغتصبوها من شعب كوردستان طيلة العقودالماضية،والشـعب يريد اســترجاعها، او تعــويضها لهم من قـبل حكـومة  العراق  على اضعـــف الايمان.وعلى هذه الحـكومة الاعتذار وعلناً و على الملأ من هذا الشــعب الذى عانى الكـثير من الحكومات المتعاقبة طيلة العقود الماضية، ولا يعد هذا ضعفاً او نقصاً يلحـق بها بــل ســتـكبر في العـيـون والقلوب الكثيرة التى تنتظر منها ذلك

[email protected]