18 ديسمبر، 2024 5:57 م

كوردستان بوابة العراق

كوردستان بوابة العراق

رضخ العراق لسنوات خلت تحت حكم النظام الشمولي ليكون حامياّ للجبهة الشرقية للوطن العربي وتحدى العالم بأسره بسياسته الرعناء المستمدة من الرومانسية السياسية وعشق الذات من خلال تملق الشعب وخلقه للأمبراطورية المجوفة التي كانوا يتبجحون بها حتى أدخل البلد في دوامة الحروب التي لا ناقة للشعب فيها ولا جمل سوى قوافل من الأيتام والأرامل والثكالى والشهداء والمفقودين والأسرى بعد حرب الثمان سنوات مع ايران وتهديده المستمر لدول الجوار , وفي عام 1991وخلال عملية عسكرية للتحالف الدولي بقيادة أمريكا حصلت الإنتفاضة الشعبية في مدن وقصبات كوردستان ضد حكومة بغداد ، لكن سياستها القمعية والشوفينية ضد الكورد أدت إلى حدوث مجازرة دموية ونزوح مليوني لدول الجوار, ليقوم مجلس الأمن الدولي بالمصادقة على القرار رقم 688 الخاص بحظر الطيران في شمال العراق بهدف إنشاء منطقة آمنة , حيث نجح الكورد في تلك الظروف الآمنة بإجراء الانتخابات التشريعية في 19 مايو 1991وتمكنت من إقامة دولة إقليمية مستقلة ذات وجود أقليات آشورية وتركمانية في هذه المناطق , وكان هذا التحول بداية لعلاقات أكثر جدية بين الكورد وأمريكا , وبعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية في عام 2003، أصبح الكورد أكثر استقلالية في إطار دولة اتحادية تتمتع بصلاحيات واسعة ودستورية بعد أن صوت غالبية الشعب العراقي على الدستور ، وما حصل من إنجازات للكورد كان بفضل وحكمة القيادة السياسية التي تخرجت من مدرسة الفداء والنضال والتي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد , وتوثقت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوردستان منذ عام 2005 وباتت اكثر رسمية عندما اصبح الزعيم مسعود البارزاني رئيسا لإقليم كوردستان .
ولو تتبعنا مسار السياسة الخارجية لإقليم كوردستان مقارنة مع السياسة الخارجية للعراق لوجدنا أن إقليم كوردستان أكثر أنفتاحاّ وتفهماّ لعلاقاته مع الدول على أساس المصالح المشتركة والفهم المشترك لأحداث الساعة , ونتيجة لإستتباب الأمن غدت كوردستان بعاصمتها الجميلة قبلة يشد الرحال اليها من كل القوميات والطوائف والأقليات والمذاهب حتى باتت موطناّ للتسامح والتعايش السلمي ومضرباّ للأمثال , ناهيك عن جذب المستثمرين الأجانب والعرب بالإضافة الى إستقطابها لقنصليات وسفارات غالبية الدول لرغبتها بالإبتعاد عن المناطق الساخنة ومن محاور الصراع وخاصة بعد إنتفاضة أكتوبر التي عمت مدن ومحافظات الوسط والجنوب نتيجة لفشل الحكومات المتوالية على إدارة الدولة العراقية بعد أن أصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات السياسية حيث تسرح وتمرح فيها علناّ الأجندات السياسية التي تعمل وفق مصالحها الخاصة , وهنا يتضح للعالم أجمع بأن الطريق الى العراق يمر بكوردستان من خلال زيارات الوفود الأجنبية الرسمية وغير الرسمية الى كوردستان أولاّ لما تحظى به القيادة الكوردية من مكانة سياسية مرموقة نتيجة للدبلوماسية الناعمة التي يقودها السيد نيجيرفان البارزاني لأن غالبية شعب كوردستان والعراق وقادة المنطقة والعالم يعترفون بإمكانياته الفذة كسياسي محنك يتطلع الى مستقبل مشرق لشعبه ووطنه , كما يتمتع بثقل سياسي وشعبي كبيرين وهو الأقدر فهماً للتحولات والمتغيرات المحلية والإقليمية