22 نوفمبر، 2024 10:34 م
Search
Close this search box.

كوبيتش ومعضلة اللاحل !

كوبيتش ومعضلة اللاحل !

أقر الممثل الخاص للامم المتحدة في العراق يان كوبيتش امام مجلس الامن بصعوبة التكهن بتطورات الوضع في العراق التي قد تنتهي نهايات مختلفة في ضوء شلل الحكومة ومجلس النواب ، وهي حقيقة ادركها المواطن البسيط بفطرته وحذر منها بتظاهراته منذ شباط 2011 ورفضت الاعتراف بها الكتل السياسية المتصارعة على المغانم .
الادارة الاميركية التي تتحمل مسؤولية كل هذه الفوضى والدول الاوربية هي الاخرى تعمدت تجاهل ما يحصل في العراق وتعاملت بلا ابالية وتجاهلت معاناة ملايين العراقيين الملتاعين والموجوعين ، في حين ان كل المؤشرات كانت تقول بان ممارسات من صار بيدهم الحل والعقد لايمكن ان تؤدي الا الى مزيد من الكوارث فكانت النتيجة سيطرة عصابة داعش الارهابية على محافظات ومساحات شاسعة من الارض خلال ايام وهو ما ادى الى تشريد الملايين وسبي النساء والاطفال وقتل الرجال والشباب ناهيك عن خواء خزينة الدولة من دون ان يعترف احد بمصير الاموال المنهوبة وازمة مالية تحملها بالدرجة الاساس المواطن اكثر من سواه من سياسيي الصدفة الذين كنزوا الاموال و امنوا حياة فارهة لهم ولعوائلهم و الى اخر سلسلة طويلة من سلوكيات طبقة صعدت مركب السياسة واستمرت تتحكم به بزرع بذور الطائفية واشاعة قيم الكراهية والانتقام والقتل وضياع سلطة القانون ..
كوبيتش قال ايضا وبحسب وسائل الاعلام ان الازمة الانسانية في العراق هي الاسوأ في العالم داعياً الى سرعة حل الازمة السياسية وحوار بناء لايؤدي الى معالجة المأزق السياسي بل يوفر ارضية رصينة لمستقبل افضل للناس يوحدهم ويوحد قادتهم .. وهو ما اثبتت تجربة السنوات العجاف منذ ما بعد 2003 الى الان انه عصي على التحقق بسبب تركيبة الكتل الكبيرة المهيمنة على المشهد السياسي ورفضها الاقرار بخطاياها في ايصال العراق الى حافة الهاوية ..
لن ندعي اننا اكثر خبرة من كوبيتش ونتوقع عصا سحرية تزيح عنا هذه الغمة كما يحلو للمنظرين والمحللين الاستراتيجيين وما اكثرهم التبشير به على وفق تنظيرات لاتلامس الواقع في اغلبيتها وتجامل هذا التيار السياسي او ذاك، ونعترف بصعوبة الحل فليس من السهولة ان تتخلى مافيات الفساد ومظلاتها السياسية عن مواقعها وهي التي تمتلك السلطة والمال ، غير اننا ايضا لسنا متشائمين اذا ما عدنا الى تجارب امم وشعوب سبقتنا مرت بما هو اسوأ مما نحن فيه ..غير ان هذا الامل الضئيل بالحل لا يمكن ان يحصل من دون ارادة وطنية شعبية واعية ترفض اي معالجة سطحية تهدف الى التسويف وتدرك ان لاخلاص من غير تغيير جذري تكون بدايته محاسبة كل مسؤول ومهما كان موقعه عن الفساد السياسي والامني والمالي والاداري ثم يرسم طريق خلاص يعيد للمواطنة قيمتها ..
كثيرة هي الطروحات والاراء الداعية بشجاعة لمعالجة حقيقية لازمة طويلة تحملنا تبعتها دعت اليها شخصيات وطنية لم تتلوث بالقساد غير ان صوتها ما زال ضائعاً وسط ضجيج كتل النهب والسحت الحرام والقتل وهو الصوت الذي نتمنى ان يعلو لكي لانبقى نعيش حالة اللاحل التي لاتجر الا الى مزيد من الويلات والخراب وضياع وطن .

أحدث المقالات